العنف يضرب في سخنين: من يوقف الاعتداءات؟

رأى ناشطون مجتمعيون أن الجريمة ظاهرة دخيلة على سخنين، لكن الخشية من تفشي الظاهرة، ويجب معالجتها، قبل فوات الأوان.

العنف يضرب في سخنين: من يوقف الاعتداءات؟

مظاهرة ضد العنف والجريمة في مجد الكروم (أرشيف - Getty Images)

شهدت مدينة سخنين، في الآونة الأخيرة، سلسلة من أعمال العنف وإطلاق النار التي طالت ممتلكات ومحال تجارية وعدد من المواطنين، كان آخرها إصابة ثلاثة شبان بجروح، ووصفت حالة أحدهم بأنها خطيرة.

ويرى ناشطون مجتمعيون أن الجريمة ظاهرة دخيلة على سخنين التي اعتبرت دائما مثالا للسلم الأهلي، لكن هناك خشية من تفشي الظاهرة السلبية. وشدد الناشطون على ضرورة تطويق الظاهرة، قبل فوات الأوان.

وقال مدير مدرسة النجاح في سخنين، المربي منيب طربيه، لـ"عرب 48" إن "ظاهرة العنف الدخيلة علينا بلا شكّ أساسها تخاذل أذرع السلطة وحتى تحفيزها لغاية في نفس يعقوب، ولكن هذا لا يعني أنه لا دور لنا، بل نحن لنا القسط الأكبر، ويجب أن نكف عن لعن الظلام".

وأضاف أنه "في مؤسساتنا التربوية نحن لا نساهم كثيرا في وأد ظاهرة العنف، وكذلك نحن كمجتمع وقيادات نتجاهل على الدوام الكثير من الظواهر وننتظر بترقب المصيبة المقبلة، لذا فإنه من باب الحرص والعمل على وأد ظاهرة العنف يجب أن نوجه أصابع الاتهام لمصادر العنف، والعمل على معالجتها بشكل موضوعي وبجدية تامة".

منيب طربيه


وأكد أن "مجتمعنا ينزف ولا أحد يعمل على معالجة الظاهرة بشكل جدي على الرغم من أننا جميعا نعرف مصدر العنف. ليس هناك علاج سحري، فكما استفحل العنف تدريجيا، كذلك طريقة العلاج تدريجية، والمفترض أن تقوم الهيئات الشعبية والرسمية في سخنين بتعزيز الجانب التربوي وتعزيز الانتماء وكيفية احترام الآخر والتعامل مع البيئة التي يعيش فيها الفرد".
وختم طربيه بالقول إنه "توجد ضرورة للمبادرة والبدء بالعمل مع الشباب وتفعيل الأطر المحلية وحمايتهم من الانجرار إلى مهاوي العنف، والعمل على توعيتهم، وعدم الانتظار لوقوع المصيبة المقبلة، خاصة وأننا جميعا نعرف جيدا ما هو مصدر العنف وما هي مسبباته التي يجب توجيه كل الجهود لمعالجتها".

وقال مُركّز اللجنة الشعبية في سخنين، وليد غنايم، لـ"عرب 48" إن "ظاهرة العنف والجريمة في سخنين هي جديدة نسبيا. كانت بداية بعض أعمال العنف تدور حول نزاعات وخلافات شخصية وفردية لأسباب بسيطة، بل غالبا تافهة، وكان يتم تطويقها وحلها بسهولة، لكنها لاحقا بدأت تتطور لجريمة منظمة مع توفر أدوات القتل وسهولة إمكانية امتلاك السلاح مع غياب القانون الرادع وتقاعس وتواطؤ الشرطة".

وأضاف أنه "العمل على استئصال ظاهرة العنف وعصابات الجريمة في المجتمع العربي من مهمات الشرطة والقانون في حال تم اتخاذ قرار جدي من الحكومة كما استأصلوا الجريمة المنظمة من المجتمع اليهودي مستعينين بأحدث التقنيات والشرطة الدولية".

وأشار إلى أن "المواطن ليس بمقدوره استئصال الجريمة، وما يحدث في سخنين هو حقيقة أمر يجب أن يقلقنا جميعا قبل استفحاله وما حدث، مؤخرا، هو ضوء أحمر آخر".

وختم غنايم بالقول إن "اللجنة الشعبية مع كل الحريصين والغيورين على سلامة المدينة وأبنائها تتوجه للمتورطين وعائلاتهم للتأثير عليهم وردعهم عن هذه الأعمال المدمرة لهم ولبلدهم، وهذا ما تم في أعقاب الأحداث الأخيرة التي أصيب فيها ثلاثة شبان بالرصاص. أعتقد أنه تم تطويق النزاع والخلاف بين الطرفين، ونحن من طرفنا سنواصل دورنا بكل جدية للحفاظ على سلامة المدينة وسكانها، وآمل أن نتمكن من السيطرة ولجم الظاهرة".

وقال الرئيس السابق للجنة متابعة قضايا التعليم العربي، المربي محمد حيادري، لـ"عرب 48" إن "ما يحدث في المدينة من مظاهر عنف ليس بفعل إجرام منظم".

وأكد أنه "نشاهد، في الآونة الأخيرة، أن هناك بعض مظاهر البلطجة وما نصفه بأعمال زعرنة من بعض الأفراد غير المثقفين ولا يعملون ويبحثون عن الحصول على المال بسهولة وفرض الأتاوة بقوة السلاح ولا يريد أن يعمل".

محمد حيادري

وعن رؤيته لأعمال العنف الأخيرة في سخنين، قال إن "هذا العمل ليس منظما في سخنين، وكما ذكرت هذه أعمال بفعل أفراد أو مجموعات صغيرة في سخنين وليست تابعة لعصابات الإجرام المنظم، وربما يحاول بعض الشباب المحبط أن يقلد ما يدور في بلدات أخرى، لكنه يبقى عمل جبان، ويعتقد أن السلاح وإطلاق الرصاص فعل رجولة وعرض عضلات، ويعتقد أيضا هذا السلاح يحميه، ولا يعرف أن الرجولة كرامة وأخلاق وسلوك".

وختم حيادري بالقول إنه "علينا ألا ننتظر غيرنا لنقول بعمل مناهض للعنف والجريمة، ونحن لا نعوّل على الشرطة مع الاستمرار بالمطالبة والضغط عليها. علينا الاعتماد على أنفسنا في المدارس والأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية. نحن في سخنين نعمل على ذلك بحيث عملنا أيضا على إقامة لجنة موسعة من 80 شخصا هدفها إفشاء السلم الأهلي".

التعليقات