في الذكرى السادسة والستين لمجزرة كفر قاسم...

يلاحَظ أن عدد الأطفال الشهداء ممن هم دون الثامنة عشرة بلغ 15. أحدهم ابن سبع سنوات، وطفلة واحدة ابنة 11 سنة وثلاث طفلات بنات 13 سنة. ملخص القول إن نسبة الأطفال بلغت 30% من مجموع الشهداء.

في الذكرى السادسة والستين لمجزرة كفر قاسم...

الجنود الإسرائيليون المدانون بارتكاب مجزرة كفر قاسم

حقائق عن حجم المخطط لتهجير سكان المثلث


في يوم الإثنين، الموافق 29 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1956، ارتكبت سريّة من "حرس الحدود" الإسرائيلي، مجزرة رهيبة في كفر قاسم، راح ضحيتها 47 شهيدًا وشهيدة من أطفال ورجال ونساء، إحداهن، فاطمة داوود صرصور، التي كانت حاملا في الشهر الثامن ليصبح العدد 48، واستشهد الطاعن في السن عبد الله عيسى صرصور في اليوم التالي حزنًا على مقتل حفيده طلال، ليصبح العدد 49، واستشهد في الطيبة محمود محمد حبيب مصاروة، وفي الطيرة نمر عبد الجبار سلطان ليصبح العدد الإجمالي 51 شهيدًا وشهيدة. أحد الشهداء من كفر برا وهو محمود عبد الغافر ريان.

في قرية كفر قاسم، فُرض منع التجوال في الساعة الخامسة مساء، وأُعطي الأهالي مهلة نصف ساعة لتنفيذه، فلما عاد العمال الذين كانوا يعملون في المدن اليهودية بمركباتهم، أُمطروا بوابل من النيران، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الأهالي. ولا عجب من أن الناس أسموا كفر قاسم باسم مدينة الشهداء.

قوات إسرائيلية في المثلث بعد المجزرة (أرشيف)

حدث ذلك في أول يوم من العدوان الثلاثي على مصر، وقد كشف الباحث آدم راز في كتابه الصادر سنة 2018 بالعبرية عن مخطط إسرائيلي لترحيل سكان 27 قرية في المثلث إلى الأردن، إذا ما شاركت الأردن في الحرب. وأضاف آدم راز أنه سمع من قائد الكتيبة الإسرائيلي، الذي أصدر الأوامر بتنفيذ المجزرة، يسخار شدمي نفسه أن الأوامر كانت شفوية وصادرة عن جهات عليا في المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وأن الحُكْم عليه بدفع قرش واحد كان مجرد تمثيلية لإيهام الناس وتضليلهم. لقد كان هناك مخطط لترحيل الفلسطينيين من المثلث إلى شرق الأردن، أُطلق عليه اسم "خلد"، وبالعامية "خلند".

في عام 2022، تم السماح للباحثين بالاطلاع على محاضر جلسات المحكمة العسكرية التي أجريت لمنفذي المجزرة. والشهادات الواردة في هذه المحاضر تثبت أن القتل نُفِّذ بدم بارد، وأن قتل عشرة على الأقل من كل قرية كان ضمن الخطة المرسومة، ولا مكان للعواطف. ولم يمتنع الجنود عن إسعاف الجرحى فحسب، بل أطلقوا النيران عليهم بقصد قتلهم.

شهداء كفر قاسم (أرشيفية)

يلاحَظ أن عدد الأطفال الشهداء ممن هم دون الثامنة عشرة بلغ 15. أحدهم ابن سبع سنوات، وطفلة واحدة ابنة 11 سنة وثلاث طفلات بنات 13 سنة. ملخص القول إن نسبة الأطفال بلغت 30% من مجموع الشهداء.

دفعت مخصصات مالية زهيدة ولمرة واحدة لذوي الشهداء؛ أما الجرحى فقد عانوا كثيرًا مع عوائلهم حتى حصلوا بعد شهور على تعويض زهيد لا يكفي لإقامة أودهم، وسدّ تكاليف العلاج في المستشفى.

أسماء الشهداء على نصب تذكاريّ خلال إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم ("عرب 48")

في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1957، فُرضت على أهل كفر قاسم "صُلحة" حضرها رئيس بلدية "بيتاح تيكفا" وقادة عسكريون، ومختار القرية وديع صرصور. لكن حتى الآن لم تقدم الدولة اعتذارًا رسميًا لما حصل، وما زال الجرح ينزف...

التعليقات