رؤساء سلطات محلية عربية يرفضون التعامل مع بن غفير

تولي بن غفير حقيبة وزارية يضع رؤساء السلطات المحلية العربية في تحد صعب، والسؤال المطروح كيف سيتعامل ممثلو الجمهور العربي مع وزير يحمل أفكارا عنصرية ومعادية؟

رؤساء سلطات محلية عربية يرفضون التعامل مع بن غفير

إيتمار بن غفير (Getty Images)

علم "عرب 48" أن غالبية رؤساء السلطات المحلية العربية لا يرغبون بالتعامل مع إيتمار بن غفير، إذا تولى حقيبة الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بسبب مواقفه وتهديداته وتصريحاته المعادية للعرب وتحريضه المتواصل عليهم.

ومن المزمع أن يتولى رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، حقيبة الأمن الداخلي، والذي طالب بتوسيع صلاحياته الوزارية، وبضمن ذلك نقل المسؤولية عن القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب من وزارة الداخلية إلى وزارته. ويتوقع أن تؤدي خطوة كهذه إلى تزايد التوتر في القرى مسلوبة الاعتراف.

وتولي بن غفير حقيبة وزارية يضع رؤساء السلطات المحلية العربية في تحد صعب، والسؤال المطروح كيف سيتعامل ممثلو الجمهور العربي مع وزير يحمل أفكارا عنصرية ومعادية؟

وقال رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس مجلس عارة - عرعرة المحلي، مضر يونس، لـ"عرب 48" إنه "بطبيعة الأحوال نحن رؤساء السلطات المحلية نعمل مقابل كبار الموظفين في الوزارات المختلفة، هكذا كان في السابق وهكذا يكون في معظم الأحيان. بعض الأمور تفرض أحيانا لقاءات مع الوزراء لدفع العمل قدما، وهذا كان في السابق واليوم ولا تختلف الحكومة أيضا".

وأضاف أنه "توجد بعض الشخصيات غير العادية في الحكومة المقبلة، ومن دون شك الأمر يحتاج لدراسة حول كيفية تخطي هذا الموضوع. نعرف آراء بن غفير ومن هو. هناك معضلة، وعلى الأغلب ستكون جلسة للبت في هذا الموضوع، ولكننا بصورة عامة نتعامل مع مختلف الحكومات، سواء كانت من اليمين أو المركز أو اليسار".

مضر يونس

وختم رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية بالقول إنه "نجري لقاءات لخدمة مجتمعنا، والمقياس هو إن كان موضوع اللقاء يخدم مجتمعنا أم لا، وحتى الآن لا يوجد قرار إن كنا سنلتقي ببعض الشخصيات التي ستركب الحكومة المقبلة أم لا، وهذا سيُدرس في اللجنة القطرية، ولكن عملنا لن يتوقف مع الحكومة المقبلة، ودائما ما كان يُعطى لرؤساء السلطات المحلية المساحات الكافية من قبل جماهيرنا وقياداتنا ولجنة المتابعة للقاء ممثلين عن الحكومة، ومن جهة أخرى هذا يفرض عليك صعوبات على المستوى الشخصي فليس لديك خيار مع من تلتقي لأن لديك موقف من هذا الشخص وأحيانا تضطر للقائه لخدمة قضايا بلدك ومجتمعك".

وقال رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان، لـ"عرب 48" إنه "نعي بأننا سنتعامل مع حكومة يمينية مقبلة، وقد نكون مرغمين على ذلك، فنحن لا نختار الحكومة المقبلة، ونتعامل مع الوزراء كوزراء وليس حسب مواقفهم السياسية".

فايز أبو صهيبان

وأضاف أن "من لا يرانا فنحن أيضا لا نراه. وتحديدا حول بن غفير إن غيّر عقليته التي كان عليها قبل الانتخابات وتوعده لنا كما سبق وحدث مع ليبرمان وقبله شارون، فنحن رؤساء سلطات محلية تتعامل مع الحكومة ولا نستطيع القيام بعصيان مدني، ولكن من يهدد ويواصل التهديد فلن يكون له مكان لدينا، وهذا ما يمتحن بعد استلامه لمنصب الوزير وعندها نحكم عليه".

وختم رئيس بلدية رهط بالقول إنه "أعرف أن بن غفير قال سابقا إنه يريد منحي بطاقة سفر إلى سورية بدون رجعة، وأرد عليه الآن بأنه إذا كانت التذكرة سارية المفعول لغاية الآن فلا أهلا ولا مرحبا ببن غفير".

وقال رئيس مجلس فسوطة المحلي والناطق بلسان اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، إدغار دكور، لـ"عرب 48" إنه "علينا أن نعرف بأننا لم نكن يوما بدون تحديات، ولكننا نتعامل مع الحكومة كرؤساء سلطات محلية وبصفة رسمية، بغض النظر عن المواقف السياسية".

إدغار دكور

وتطرق إلى ما يتعلق بالتعامل بعض الشخصيات التي ستتولى حقائب وزارية في حكومة نتنياهو المقبلة، وتحديدا بن غفير، وقال "إنني أرى لزاما أن نعقد اجتماعا لاتخاذ موقف جماعي منه، ولا يجب أن تمر هذه القضية مر الكرام، نحن امام حالة خاصة ويجب أن نحدد موقفنا من التعامل مع هذا الشخص ورأيي الشخصي هو ضد التعامل معه، ولكن عملنا مع المؤسسات والمكاتب الحكومية سيتواصل بشكل معتاد".

وختم الناطق بلسان اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية بالقول إنه "لا نستطيع العمل والجلوس مع شخص ينظر إلينا بهذه الطريقة".

التعليقات