100 عام على تأسيسه: مسجد الاستقلال في حيفا إرث حضاري ومعلم تاريخي

خطبا: "مبنى المسجد يحتاج، اليوم، بعد 100 عام تقريبا على تأسيسه لأعمال ترميمات وصيانة واسعة، وطبعا ستُراعى المعالم الأثرية وخاصة منبر الشيخ عز الدين القسام".

100 عام على تأسيسه: مسجد الاستقلال في حيفا إرث حضاري ومعلم تاريخي

مسجد الاستقلال في حيفا

تواصل لجنة مسجد الاستقلال وجمعية "حيفا بشائر الخير" حملة لترميم المسجد التاريخي في مدينة حيفا، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسه، حيث أقيم المسجد في عشرينيات القرن الماضي، وكان منبرا للشيخ عز الدين القسام منذ قدومه إلى فلسطيني وحتى استشهاده عام 1935.

وقال عضو لجنة مسجد الاستقلال، كايد خطبا، لـ"عرب 48" إن "مسجد الاستقلال أقيم عام 1924، بمبادرة من لجنة محلية في حيفا، وتزامن تدشين المسجد مع قدوم الشيخ عز الدين القسام من درعا في سورية، حيث حكم الاستعمار الفرنسي عليه بالإعدام، وتولى الشيخ القسام الإمامة والخطابة في مسجد الاستقلال منذ افتتاحه وحتى استشهاده عام 1935".

وأضاف أن "مبنى المسجد تضرر بسبب غارة إيطالية على مدينة حيفا عام 1940، وفي عام 1948 بعد احتلال حيفا أغلقت السلطات الإسرائيلية المسجد حتى عام 1977، حيث فتح حينها لأول مرة منذ الاحتلال للرئيس المصري، أنور السادات، الذي زار المدينة وأدى الصلاة في مسجد الاستقلال، وفي عام 1991 أقيم معسكر عمل تطوعي بمبادرة من الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، وافتتح خلاله المسجد بشكل كامل على مدار اليوم، ولا زال المسجد مفتوحا وتقام فيه الصلوات الخمس".

كايد خطبا

وعن المبادرة للترميم في المسجد، قال خطبا لـ"عرب 48" إن "مبنى المسجد يحتاج، اليوم، بعد 100 عام تقريبا على تأسيسه لأعمال ترميمات وصيانة واسعة، وطبعا ستُراعى المعالم الأثرية للمسجد، خاصة منبر الشيخ عز الدين القسام في المسجد، والدرج التاريخي الرئيسي للمسجد، والباب المركزي، إذ سيتم رعاية هذه الآثار التاريخية للحفاظ عليها".

وأكد عضو لجنة مسجد الاستقلال أن "لهذا المسجد قيمة تاريخية عظيمة في حيفا، فهو سُمّي مسجد الاستقلال لاستقلاله ماليا عن الوقف، كونه مبني فوق متاجر كان ينبغي أن تشكل هذه المتاجر مصدر دخل ثابت للمسجد إلى أبد الدهر، لكن بعد الاحتلال كما هو معروف أقامت إسرائيل لجانا على مقاسها ووقعت هذه اللجان على وثائق تأجير لمدة 99 عاما للمتاجر بمبالغ زهيدة، كما كان لها تفريط بأوقاف أخرى، ولكن هذه الأوقاف تتابع اليوم من قبل لجنة مهنية تسمى لجنة متولي وقف حيفا".

وختم خطبا بالقول إنه "نسعى لتجنيد تبرعات بهدف المساهمة في الترميم نظرا لكلفة الترميم العالية، والتي تُقدّر بنحو مليوني شيكل، والمسجد بوضع سيِّئ ويحتاج لترميمات بشكل عاجل. نؤكد على أهمية ومكانة المسجد التاريخية في حياة شعبنا الفلسطيني، ونريد الحفاظ على هذا الإرث الحضاري والمعلم الإنساني الهام لجميع أبناء شعبنا".

التعليقات