نقص واحتكار الأدوية.. أزمة ومعاناة مضاعفة

وحول ما إذا كان النقص في الصيدليات الخاصة أو جميعها، بيّنت أن "كافة الصيدليات التابعة لصناديق المرضى والخاصة تعاني من النقص، وهذا يؤثر على جميع المواطنين وخصوصًا الذين يعانون من أمراض مزمنة

نقص واحتكار الأدوية.. أزمة ومعاناة مضاعفة

نقص الأدوية وصل ذروته في الأسبوع الأخير (عرب 48)

يعاني المرضى والصيدليات الخاصة والتابعة لصناديق المرضى من نقص حاد بالأدوية المختلفة في البلاد منذ عدة سنوات، إذ أن النقص بدأ منذ عدة سنوات خاصة بعد انتشار فيروس كورونا في العالم، لكن خلال الأسابيع الأخيرة ارتفع نقص الأدوية في الصيدليات، ومن بين الأدوية تلك التي يتناولها المصابون بأمراض مزمنة والتي من الصعب الاستغناء عنها.

ورأى صيادلة أن نقص الدواء يعتبر أزمة عالمية، بدأت بشكل كبير بعد أزمة فيروس كورونا، واستمرت بسبب احتكار بعض الدول للأدوية والمواد التي تصنع منها، هذا وأثرت الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا على تزود الدول بالمواد التي تصنع منها الأدوية، وفي البلاد تختلف الصورة، وذلك بسبب صناعة الأدوية من قبل جهة واحدة.


ارتفاع حاد

وقالت الصيدلية، سيرين سعادة، من أم الفحم، لـ"عرب 48"، إن "النقص لم يبدأ خلال الأسابيع الأخيرة، إنما منذ ثلاثة أعوام مع بداية جائحة كورونا، إذ في حينها كان هناك نقص بأنواع معينة من الأدوية، ومع مرور الوقت ارتفع العدد حتى وصل ذروته خلال الأسبوع الأخير".

وأشارت إلى أنه "نعاني من نقص المئات من أنواع الأدوية، ومن بينها تلك المهمة والضرورية للمواطنين، ومنها المسكنات وأدوية مرضى السرطان والسكري، وهذا يؤثر على المواطنين بشكل كبير جدا".

وحول ما إذا كان النقص في الصيدليات الخاصة أو جميعها، بيّنت أن "كافة الصيدليات التابعة لصناديق المرضى والخاصة تعاني من النقص، وهذا يؤثر على جميع المواطنين وخصوصًا الذين يعانون من أمراض مزمنة والذين يحتاجون الدواء طيلة الوقت".

سيرين سعادة

نقص بالمسكنات

وبخصوص الأدوية التي يشملها النقص، أوضحت سعادة أن "النقص لا يقتصر على الأدوية للأمراض الصعبة، إنما على الأمور البسيطة أيضا، ومثال على ذلك هناك نقص في قطرات العيون، والمسكنات البسيطة، والدهون التي توضع على الحروق والآلام، إذ أن تواجدنا في هذه الفترة التي تعتبر انتقالية وتزداد بها الأمراض، يفاقم الأمور".

رفض الدواء البديل

وحول الصعوبات، أضافت أنه "من أكثر الصعوبات التي نواجهها عدا عن النقص، هي التوضيح للمواطنين، إذ أن الجهات المسؤولة لا تُعلم المواطن عن نقص الدواء، وعندما يأتي المواطن نحن نقول له إن الدواء غير متوفر بسبب النقص في الدولة وليس فقط في مكان محدد، ونحاول إعطاء بدائل لكن هناك قسم من المواطنين يرفضون البديل ويريدون الدواء الذي اعتادوا عليه فقط".

وعن الحلول، ختمت سعادة بالقول "للأسف الحلول ليست كثيرة، وتنحصر بين إعطاء دواء بديل للمريض، أو استيراد أدوية من خارج البلاد الأمر الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت".

شح مواد تصنيع الدواء

وقال الصيدلي، محمد ظافر محاميد، من أم الفحم لـ"عرب 48"، إن "الأدوية تتكون من مركبات فعالة وغير فعالة، والمواد غير الفعالة كثيرة، إذ أنها تصل إلى 10 أو 20 مادة فعالة، وحسب وزارة الصحة نقص بنوع واحد من هذه المواد يمنع تصنيع الدواء وتسويقه، وذلك حتى إيجاد المادة والتي تؤثر على سيرورة الدواء داخل الجسم، إذ أن بسبب نقص المواد هناك نقص بالأدوية".

محمد ظافر محاميد

وعن أسباب النقص بالأدوية، تطرق إلى أن "جائحة كورونا وامتدادها حتى اليوم هو سبب رئيسي لنقص الأدوية، بالإضافة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، وتعنت بعض الدول من استيراد وتصدير الأدوية والمواد التي تصنع منها، واحتكارها للدواء".

احتكار الدواء

وتابع أنه "في البلاد لا يوجد الكثير من مصانع الأدوية، حيث هناك شركة واحدة كبيرة تقوم بتصنيع الدواء، وباقي المصانع هي صغيرة ومتواضعة والتي تصنع قسما من الأدوية وليس جميعها، ومن يصنع هي شركة واحدة تتحكم بتصنيع الدواء".

ولفت محاميد إلى أن "أصحاب الصيدليات المختلفة الخاصة والتابعة لصناديق المرضى يواجهون ذات الأمر، وهو خدمة العملاء، والتعامل مع هذه الشركات التي تصدر الدواء، إذ أن عددا كبيرا من هذه الشركات تخلت عن العديد من الموظفين وذلك من أجل التوفير، ما أدى إلى نقص في عدد العمال والمسوقين والوكلاء والموظفات التي تلبي حاجات الجمهور، وهذا جزء من أسباب نقص الأدوية".

تسريح الموظفين

وبخصوص الأدوية للأمراض المزمنة والتي لا غنى عنها، أوضح أن "الحل الوحيد أمامنا هو التوجه إلى الصيدلية اللوائية، وهناك يوجد نموذج يقوم صاحب الصيدلية بتعبئته حتى يتم جلب الدواء من الخارج، وهذا يستغرق الكثير من الوقت، ومن الممكن أيضًا أن يكون نقص بالدواء في الخارج، وهذا يفاقم الأزمة".

ودعا محاميد المرضى الذي يعانون من نقص في الدواء للتوجه إلى أطبائهم من أجل الحصول على وصفات طبية بديلة لشركات أخرى تعمل على معالجة ذات المرض الذي يعانون منه، ومن الممكن أن يكون الدواء من عائلة ومواد مختلفة ومن شأنها أن تعالج المرض نفسه".

وختم محاميد بالقول "للأسف النقص بالأدوية كبير، والأدوية التي تشهد نقصا هي الأدوية الضرورية والتي لا يمكن التخلي عنها، والتي من شانها أن تساعد المرضى ومن بينها المختصة بالحساسية، إذ أننا في فترة متقلبة وتشهد طلبا على الأدوية المختصة بالحساسية، على ذلك هناك دواء النوم الذي يستخدمه الكثير من الأشخاص ولا يستغنون عنه ومنها أدوية الضغط، وأنا أتوقع أن تمتد أزمة الدواء لعدة شهور".

التعليقات