يهدد شارع 444 الالتفافي المخطط إقامته غربي الطيبة، زراعة التين في المدينة، والتي تعتبر مصدر رزق لمئات العائلات. وبعكس ما تقول، تفعل السلطات الإسرائيلية في ادعاءاتها بأنها تعمل للحفاظ على الزراعة والطبيعة، في حين أن مخططاتها ستقضي على جزء كبير من الزراعة والطبيعة في الطيبة.
تشتهر مدينة الطيبة في الزراعة المختلفة، من العنب والتين والزيتون والجوافة، والتي بغالبها تتمركز في المنطقة الغربية للمدينة (منطقة السهل)، ولكن بعد المخططات التي صادرت جزءا كبيرا من أراضيها الزراعية، وتسببت في قطع أوصال المزارعين عن أراضيهم، كشارع ،6 وخط الغاز، وخط "مكوروت"، وسكة الحديد، لم يتبقّ إلا القليل من تجارة الزراعة في المدينة.
وقال أحد المزارعين من مدينة الطيبة، الشيخ سعد عمشة، لـ"عرب 48" إن "زراعة التين هي الأكثر شهرة في مدينة الطيبة"، مشيرا إلى أن "مخطط الشارع الالتفافي 444 سيسبب ضررا كبيرا لزراعة التين، إذ أن 90% من الأراضي المقرر مصادرتها مزروعة بالتين".
وأوضح عمشة أن "قد يكون هذا الموسم الأخير لنا في زراعة التين، بسبب كل المخططات التي كبدت الطيبة خسائر كبيرة عدا عن المصادرة. هناك ضرر مباشر وغير مباشر على أصحاب الأراضي، المباشر هو مصادرة الأرض ذاتها، أما غير المباشر فهو أن الكثير من أصحاب الأراضي يتخذون هذه الأراضي مصدر رزق لهم".
وتابع أن "الطيبة مشهورة بزراعة التين. المئات من العائلات تُعيل نفسها من هذه الزراعة، من خلال عائدات بيع ثمرة التين، ونحن نتحدث عن 90% من الأراضي التي من المتوقع أن تصادر بسبب هذا المخطط مزروعة بالتين، وستكون هذه كارثة زراعية على الطيبة والفلاحين فيها".
وأكد عمشة أن "أي تعويض سيأخذه صاحب الأرض أو الفلاح من الدولة مقابل مصادرة أرضه، هو خسارة له. لنا عبرة في الذين أخذوا التعويضات في المخططات السابقة، مثل شارع 'عابر إسرائيل' وكيف أنهم يندمون على تلقي تلك التعويضات".
وأضاف أن "هذا الشارع إذا أقيم سيشكل عائقا كبيرا أمام أصحاب الأراضي غربي المدينة، سوف يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم بصورة سلسة، لأنه سيكون حاجزا بين المدينة والأراضي، وبذلك سيضعف الرابط بين المواطن وأرضه، وفي هذا الحال، من الممكن أن يفكر صاحب الأرض بالتخلص من أرضه والزراعة".
وختم عمشة بالقول إن "مطالبنا واضحة وهي إلغاء هذا المخطط، لأن الشارع لا حاجة له، يوجد شارع 444 الحالي، والسلطات استثمرت به نحو 300 مليون شيكل، وحين يفتتح سيحل 80% من أزمة السير، ولن يكون أي عائق للمواصلات، ولكن يبدو أن الحسابات السياسية أكبر من مصالح أهل الطيبة".
وقال صاحب أرض مزروعة بالتين، أمير حاج يحيى، لـ"عرب 48" إنه "لدي قطعة أرض كبيرة، استخدمها فقط لزراعة التين، وهي مصدر رزق لي. أمارس زراعة التين منذ سنين، وبالنسبة لي هذه الأشجار جزء لا يتجزأ مني".
وأضاف أن "الخبر نزل علينا كالصاعقة، وعلى جميع العائلة، الأرض بالنسبة لنا حياتنا الأخرى التي نهرب منها من ضوضاء الحياة، قضينا بها أمتع الأوقات، غير أننا نزرعها ونعتني بها كما نعتني بأطفالنا، ولم أتوقع أبدا أن يتحول هذا الكابوس إلى حقيقة".
وتابع أنه "لم يبق من أراضي الطيبة أي شيء للزراعة ولا حتى للبناء، كل هذه المخططات أنهكت الأراضي وخاصة الزراعية، هم (السلطات) يدّعون بأنهم يريدون الحفاظ على الطبيعة والزراعة، وفي المقابل يبيدون أراضينا بأشجارها المثمرة".
وختم حاج يحيى بالقول إنه "لا أمر مقبول علينا غير إلغاء هذا المشروع، لأن لا شيء يمكنه أن يعوضك عن الأرض. غربي الطيبة كان ينتعش في فترات سابقة بالزراعة المختلفة، العنب والتين والجوافة والزيتون، ولكن كل هذه المخططات أبادت الزراعة".
وقال صاحب أرض ومتضرر من المخطط الالتفافي، عميد جبارة، لـ"عرب 48" إن "نضالنا بدأ اليوم، وسنستمر به حتى الرمق الأخير، نريد أن تكون بلدية الطيبة إلى جانبنا، هذا الشارع يجب ألا يمر، ولو كلفنا الأمر أن ننام تحت عجلات الجرافات".
وأكد أن "كل هذه المشاريع هي للتضييق على أهالي الطيبة في الزراعة والمسكن، وكل هدفهم سلب أكبر مساحة من الأرض، من خلال هدم البيوت بادعاء عدم الترخيص، وفي المقابل يوميا يصادقون على بناء مستوطنات، لا يريدوننا أن نتقدم".
وختم جبارة بالقول إنه "طفح الكيل، وآن الأوان أن نصحو من هذا السبات. هذا المخطط سيسبب ضررا على كل الطيبة والطيرة وقلنسوة أيضا، اقتصاديا وزراعيا، هذا الشارع سيشق فقط من أجل المستوطنين، وليس من أجل خدمة أهالي الطيبة".
التعليقات