ناشطون سياسيون: توسيع صلاحيات بن غفير خطوة نحو الفاشية

يحاول نص مشروع القانون التي أعده بن غفير نفسه، طرح مقاربة تجعل من العلاقة بين وزير الأمن القومي والمفتش العام للشرطة، موازية لتلك التي تجمع بين رئيس أركان الجيش ووزير الأمن.

ناشطون سياسيون: توسيع صلاحيات بن غفير خطوة نحو الفاشية

بن غفير ومستوطنون في اقتحام سابق للأقصى (Getty Images)

أعرب ناشطون سياسيون من المجتمع العربي عن قلقهم من مصادقة الهيئة العامة للكنيست، يوم الثلاثاء الماضي، بالقراءة الأولى على مشروع قانون على اسم رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، المرشح لمنصب وزير الأمن القومي، والي يقضي بتعديل "مرسوم الشرطة"، بحيث تكون الشرطة وسياستها خاضعة بشكل كامل للوزير.

مجدي أبو الحوف

ورأى المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" أن مشروع القانون ينم عن دوافع عنصرية بالدرجة الأولى، وهو موجه ضد المواطنين العرب بالأساس، وهي غير دستورية وغير قانونية بموجب قانون أساس - الحكومة، وكذلك تنتهك قانون أساس – حرية الفرد وحقه في العيش بكرامة ومساواة.

وقال الناشط السياسي، مجدي أبو الحوف، من دير حنا لـ"عرب 48" إنه "على الرغم من خطورة تعديل قانون الشرطة لصالح توسيع صلاحيات بن غفير العنصري والاضطهاد الذي سيلحق بنا نحن العرب سكان هذه البلاد الأصليين إلا أنني متفائل بعض الشيء، وذلك لأن هذا القانون سيزيد الهوة والفجوة بين الأحزاب والطوائف اليهودية في الدولة من ناحية، ومن ناحية أخرى سيكون سببا لوحدتنا نحن العرب، ومن الممكن أن يؤدي لزيادة نضالنا وتوعية شبابنا أكثر وتشبثنا بهويتنا وثوابتنا، وفضح حقيقة تعامل الدولة معنا".

وأضاف أن "التخوف الكبير من هذا القانون بأنه يهدد الديمقراطية الإسرائيلية، ولكن أتساءل منذ متى كانت ديمقراطية للعرب؟ الديمقراطية هنا فقط لليهود، ولا تخفى علينا الملفات التي تغلق بحجج واهية من قبل السلطات الإسرائيلية على الرغم من وجود الكثير من الأدلة مثل ملف الشهيد يعقوب أبو القيعان الذي قُتل برصاص الشرطة، وغيره الكثير".

سيرين جبارين

وقالت الناشطة السياسية، سيرين جبارين، من أم الفحم لـ"عرب 48" إنه "قد نظن للوهلة الأولى أن هذه الصلاحيات وتعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي قد تؤدي إلى استخدام سياسة التطرف ضد المسجد الأقصى والازدياد في عملية الاقتحامات، وتقليص الوجود الفلسطيني في القدس، من خلال فرض عقوبات اقتصادية أو سياسة على الفلسطينيين، وزيادة التطرف ضد الأسرى الفلسطينيين، والاستمرار في الإرهاب بحق الفلسطينيين"

واستطردت "لكن هذا الأمر سينعكس سلبا مستقبلا على الوجود الإسرائيلي قبل الفلسطيني كون التطرف لا يُولد إلا تطرفا والعنف لا يولد إلا العنف".

وعليه، قالت جبارين، إن "الصراع سيزداد وفرص العيش بسلام لن يكون لها وجود، كما حالات العنصرية التي حدثت في العالم كان نهايتها انتهاء الاستعمار مثل ما حدث في جنوب إفريقيا، وبالتالي ما سيحدث مستقبلاً لا يُبشر بخير على المديين القصير والمتوسط تجاه الفلسطينيين، ولكن على المدى البعيد قد تكون نتائج التطرف سلبية على وجود الاحتلال لانزياح الشارع نحو اليمين الأكثر تطرُفا، وأولى نتائج ذلك هي الانقسامات الداخلية التي ستحدث داخل المستوى الأمني والعسكري والسياسي في إسرائيل، نظرا لاختلاف وجهات النظر الداخلية التي ستؤثر فعلاً على الأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط".

أحمد أبو عمار

وقال الناشط السياسي والمحامي، أحمد أبو عمار، من النقب لـ"عرب 48" إن "ما يطلبه، اليوم، بن غفير سيؤدي إلى تدهور خطير ومتسارع نحو ما هو أكثر من الفاشية".

أكد أن "بن غفير بات خطرا ليس فقط على المجتمع العربي، فنحن عايشنا جملة قوانين عنصرية جعلت الحياة هنا أبرتهايد بكل ما تعنيه الكلمة".

وختم أبو عمار بالقول إن "التعديلات الأخيرة التي تطرأ على مرسوم الشرطة ستكون خطيرة أيضا على المجتمع الإسرائيلي برمته، وعلى كل من يختلف مع بن غفير في العقيدة الدينية والسياسية، فهو يسعى إلى تطبيق فعلي لدكتاتورية فردية، ويطمح إلى أن تشديد قبضته وفرض سياسته الفاشية في البلاد".

التعليقات