مستشفى الناصرة الإنجليزي: أربعة آلاف حادث عنف في السنة

أكد مدير مستشفى الناصرة (الإنجليزي) بروفيسور فهد حكيم، إنه يتم استدعاء الشرطة أكثر من 4 آلاف مرة في السنة بسبب عنف كلامي أو جسدي أو إهانات يتعرض له الطاقم المعالج لدى استقباله مريضا أو مصابا.

مستشفى الناصرة الإنجليزي: أربعة آلاف حادث عنف في السنة

من الوقفة الاحتجاجية في الناصرة، أمس (عرب 48)

يستدل من إحصاءات ومعطيات مستشفى الناصرة (الإنجليزي) أن عدد حوادث العنف التي تتعرض لها الطواقم الطبية بلغ أربعة آلاف في السنة.

وعم إضراب احتجاجي ضد ظاهرة العنف الموجه للطواقم الطبية، أمس الإثنين، كافة المستشفيات في البلاد، وذلك في أعقاب حادثتي اعتداء وقعتا أول من أمس على طبيبين، أحدهما في مستشفى "سوروكا" بمدينة بئر السبع في منطقة الجنوب، وآخر على طبيب في عيادة بمدينة اللد.

وأعلنت نقابة الأطباء العامة في البلاد خطوات احتجاجية على هذين الاعتداءين، واقتصرت أقسام المستشفيات على تواجد طبيب مناوب واحد في كل قسم، باستثناء أقسام السرطان، كما ألغيت آلاف الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية التي كانت مقررة مسبقا، باستثناء العمليات الضرورية والمستعجلة.

وفي مدينة الناصرة، نظمت نقابة الأطباء في مستشفى الناصرة (الإنجليزي) وقفة احتجاجية ضد العنف المستشري ضد الأطباء والطواقم الطبية، والتي باتت تهدد حياة وسلامة الأطباء مع كل لقاء يجمعه بمريض أو مصاب ينقل إلى المستشفى.

وقال مدير مستشفى الناصرة (الإنجليزي) بروفيسور فهد حكيم، إنه يتم استدعاء الشرطة أكثر من 4 آلاف مرة في السنة بسبب عنف كلامي أو جسدي أو إهانات يتعرض له الطاقم المعالج لدى استقباله مريضا أو مصابا.

وأضاف بروفيسور حكيم في حديثه لـ"عرب 48" أنه "نعيش ظروفا صعبة داخل المستشفيات وخارجها، وفي الشارع الإسرائيلي بوجه عام، ونسمع عن العنف في كل المرافق، ومستشفى الناصرة تحديدا يعيش ظروفا صعبة، لن أتطرق هنا إلى الأرقام، لكنها عالية جدا، وهناك مئات من حالات العنف التي نواجهها يوميا، وهي بالآلاف سنويا، ونحن نضطر لاستدعاء الشرطة حوالي 4 آلاف مرة في السنة، بسبب اعتداءات وأعمال عنف قد تكون عنفا كلاميا وقد تتجاوز ذلك إلى الدفع والضرب، وهذه الشحنة الموجودة في المجتمع والشارع لا بد أن تنتقل إلى المدرسة والمستشفى والجامع والكنيسة وكل مكان".

وأكد أن "العنف لا يقتصر على المجتمع العربي، بل يتعدّاه إلى المجتمع الإسرائيلي عموما، والدليل على ذلك الاعتداءين الذين نفذا، أول من أمس، لم يكونا في المجتمع العربي".

د. منذر حكيم

وردا عن سؤال لـ"عرب 48" حول تأثير العنف وحالات الضغط التي يتعرض لها الطاقم الطبي على أدائه، قال بروفيسور حكيم إنه "لا شك بأن الطبيب يجب أن يصل إلى مكان عمله وهو مرتاح وهادئ، ويجب عليه ألا يحسب حسابا أصلا لشيء اسمه عنف. لقاؤنا في المستشفى مع المرضى هو لقاء إنسان بإنسان، بغض النظر عن هويته وانتمائه، ويجب أن يظل هذا اللقاء في إطار الإنسانية وألا يكون مشحونا بالعواطف المفرطة. يجب علينا ألا نسمح بوجود العنف، وأنا كمدير مستشفى أرفض بأن يكون الطاقم الطبي هو هدف لتفريغ الغضب، لأن الأطباء والممرضين والعاملين جاؤوا إلى هنا من أجل الخدمة ومن أجل أداء واجبهم الإنساني".

من جانبه قال رئيس نقابة الأطباء في مستشفى الناصرة (الإنجليزي)، د. منذر حكيم، لـ"عرب 48" إن "مستشفى الناصرة ليس ضد الإضراب، بل على العكس نحن مع الأضراب، وكنا على الدوام نلتزم بقرارات نقابة الأطباء العامة، ولكن في السنة الماضية حين خاضت نقابة الأطباء في المستشفى نضالا واسعا ضد الوزارات الحكومية، وأعلنا خلاله الاضراب لمدة أكثر من أسبوعين، وكان خطر الإغلاق يتهدد المستشفى، لم تكن نقابة الأطباء على استعداد حتى لإعلان موقف داعم لإضرابنا، على الرغم من أن 200 طبيب في المستشفى هم أعضاء في النقابة العامة، لذلك نحن قررنا كخطوة احتجاجية عدم الانضمام إلى الإضراب، أمس".

د. نجيب نصر الله

وأضاف أنه "نحن مع الإضراب ونحن ضد العنف بكل أشكاله، ونأمل بأن يتم اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها. نشهد يوميا اعتداءات كلامية وأحيانا تتطور لاعتداءات جسدية واعتداءات على الممتلكات، وتحول العنف للأسف إلى جزء من حياتنا اليومية في المستشفى، ونحاول قد الإمكان المشي بين النقاط لتلافي وتفادي الاحتكاكات، وأقمنا قبل حوالي عام محطة للشرطة في باحة قسم الطوارئ، لكنها لا تزال مغلقة وغير مأهولة من قبل عناصر الشرطة بسبب عدم وجود ميزانيات. نطالب بحقنا في الحماية كجزء من النضال العام الذي يخوضه المستشفى لتحصيل حقوقه".

وختم د. حكيم بالقول إن "المستشفى يجري ورشات تدريب وتأهيل للطواقم في كيفية التعامل مع الوافدين وهم في حالة غضب، وكيفية امتصاص غضبهم والتخفيف من حالة التوتر لديهم، إلا أن كل ذلك بدون نتيجة".

وقال مدير قسم الطوارئ في مستشفى الناصرة، وطبيب كبير في مستشفى "رمبام" في حيفا، د. نجيب نصر الله، والذي شارك في الوقفة الاحتجاجية ضد العنف، في مستشفى الناصرة، أمس، في حديث لـ"عرب 48" إنه "ما من شك بأن ظاهرة العنف خطيرة وتمس جميع فئات المجتمع، وهي ظاهرة أدت وتؤدي إلى أن أطباء وممرضين يفقدون الرغبة في العمل بسبب الإهانات وسوء التعامل من قبل المرضى والمتعالجين".

وأضاف أنه "نتفهم إلى أبعد حد حالة المريض ونفهم توتراته وهواجسه وتخوفاته، لكن هذا كله لا يبرر استخدام العنف ضد شخص أنت بحاجة إليه وهو يقدم خدمة لك ومن أجلك".

وختم د. نصر الله بالقول إن "المجتمع بحاجة إلى أطبائه وممرضيه، وهم ثروة للمجتمع، وإذا كان هذا الشخص المريض لا يعرف كيف يحافظ على ثروته، فعندها يجب ألا يكون أي تسامح وتساهل، ووقف هذه الظاهرة بكل الوسائل المتاحة".

التعليقات