خطر الهدم يتهدد أربعة منازل لعائلة أبو عيش في عكا

يتهدد الهدم منازل أربع عائلات عربية في مدينة عكا، يسكنها ما يزيد عن عشرين نفرا، وهي مقامة منذ أكثر من سبعين عاما، بذريعة البناء دون ترخيص.

خطر الهدم يتهدد أربعة منازل لعائلة أبو عيش في عكا

الهدم يتهدد منازل عائلة أبو عيش في عكا (عرب 48)

تواجه أربع عائلات عربية من عكا، وهي: عائلة نظمي أبو عيش، وعائلة نبيل أبو عيش، وعائلة أحمد أبو عيش، وعائلة إيفا أبو عيش، خطر الاقتلاع والتشريد، وقد تجد العائلات الأربع نفسها بدون مأوى في أي لحظة، وذلك في ظل أمر الهدم الفوري الصادر بحق منازلهم الأربعة، والتي تقع شرقي مدينة عكا، وتحديدا إلى جانب تل نابليون، بحجة البناء دون ترخيص.

وعن معاناة العائلات والخطر المحدق بهم، قالت نورة أبو عيش، لـ"عرب 48" إنه "نتحدث عن بيوت في المنطقة الشرقية من مدينة عكا مبنية على مساحة إجمالية قدرها ثلاثة دونمات تسكنها أربعة عائلات منذ ما يربو على السبعين عاما، يقطنها حوالي 20 شخصا، بينهم تسعة أطفال، وقد تلقينا أمرا قضائيا بالهدم بسبب شكوى من بلدية عكا بحجة البناء غير المرخص".

وأضافت أن "هذه العائلات تعيش هنا منذ سبعين عاما، ندفع الضرائب، ونحصل على الخدمات الأساسية في هذه البيوت. نحن متمسكون بهذه الأرض، ونحن الجيل الثالث لن نخرج من أرضنا بعد سبعين سنة، وبالنسبة لي لا أريد استبدال بيتي ببيت آخر، هذا بيتي وسأبقى هنا".

وعن مجريات الأمور القضائية المتعلقة بقرار الهدم، قالت أبو عيش إن "القرار القضائي صدر عن محكمة الصلح في عكا، يقضي بهدم البيوت بحجة عدم وجود رخصة بناء، وعليه تقدمنا باستئناف للمحكمة المركزية في حيفا، والتي صادقت على القرار المطعون فيه، ثم تقدمنا بالتماس إلى المحكمة العليا فرفضت طلبنا. عندها طلب المحامي استيضاح سبب رفض المحكمة العليا الالتماس المقدم وطلب إعادة ملف الدعوى إلى مصدره لإعادة النظر فيه".

وأوضحت بأن "جهة الادعاء عن لجنة التنظيم والبناء في عكا طلبت تنفيذ الهدم فورا لهذه البيوت، في مقابل اعتراض المحامي الذي استنكر ذلك، وسأل عن مصير هذه العائلات بعد تهجيرها؟ ونحن الآن ننتظر قرار المحكمة الذي سيقضي إما بتسريع قرار الهدم أو تجميد هذا الهدم لمدة ثلاثة أشهر، بناءً على طلب المحامي الموكل بالدفاع عن منازلنا. بلدية عكا تدّعي بأنه سيمر من أرضنا شارع، لكن المستهجن بالأمر بأنه إلى جانب هذه البيوت توجد مقبرة مسيحية، والبلدية تناقض نفسها بنفسها فهي تارة تقول إنها تريد استغلال الأرض للمنفعة العامة وتارة تقول إن المنطقة غير معدة للبناء".

وختمت أبو عيش بالقول إن "أطفالنا منذ شهر لا يذهبون إلى المدرسة، خشية ألا يجدوا المنازل بعد عودتهم. الأطفال باتوا يعيشون حالة من الخوف من فكرة مجيء جرافات الهدم إلى هنا. نحن لم يصلنا في حقيقة الأمر أية قرار هدم، بل قرار إخلاء، ولكنهم يحتالون على القانون ويطلبون منا أن نقوم بهدم بيوتنا، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين سنذهب بأنفسنا في هذا الجو العاصف؟ نحن مواطنون بدون حقوق مواطنة في هذه الدولة، في الوقت الذي تستقدم الدولة الأوكرانيين ويعلمونهم اللغة العبرية ويقدمون لهم المنازل وكل هذا باسم الإنسانية، أي إنسانية هذه التي تُحكم بازدواجية المعايير؟ كما أسلفت لكم فإن المحامي طلب تجميد القرار لغاية ثلاثة أشهر لتتدبر العائلات أمورها وتجد ملاذا آمنا لها حال اقتلاعها وتهجيرها".

ومن جهته، أكد نظمي أبو عيش بأنه لن يخرج من بيته وأرضه، وقال لـ"عرب 48" إنه "وُلدت في هذه الأرض وأعيش مع أسرتي المكونة من أربعة أشخاص، وفي المرة الأخيرة دفعت 150 ألف شيكل غرامة مالية نتيجة ادعاءات البلدية بأننا نقطن في منزل غير مرخص. نحن نملك مستند (الساكن المحمي)، والذي تسري عليه مواد قانون حماية الساكن، وهذه المواد تمنح الساكن عدة أساليب حماية، من جملة هذه الأمور حماية من الإخلاء بدون تبريرات محددة في القانون".

وأضاف أنه "نعيش على أرض للوقف المسيحي، وقد حصل جدي على هذا المستند من الوقف المسيحي قبل النكبة، والذي يخوّله بأن يسكن على هذه الأرض، والتي منحنا بموجبها صفة (الساكن المحمي)".

وختم أبو عيش بالقول إنه "أناشد الجميع بالوقوف إلى جانبنا، فهم يريدون تشريدنا، وهذا الأمر لا يقبله دين ولا عرف، ولا يمت للإنسانية بصلة. لقد حافظنا على الأشجار التي قام جدي بغرسها هنا وعمرها 70 سنة تقريبا منذ أن سكن جدي في هذه الأرض. نحن هنا منذ ما قبل قيام الدولة أو يتزامن سكننا مع قيامها، ونحن نعيش هنا منذ ذلك الحين".

نظمي أبو عيش

وبدورها استنجدت إيفا أبو عيش بأبناء وبنات المجتمع العربي لمساعدتهم بالحفاظ على بيتها الذي تسكنه منذ 45 عاما، وقالت لـ"عرب 48" إنه "تم تغريمنا بغرامات مالية سابقا حتى العام 2004، دفعنا نحن العائلات الأربع قرابة 150 ألف شيكل بذريعة البناء غير المرخص، ولم نتوقع أن يتم إعادة فتح الملفات وإصدار قرار بهدم بيوتنا".

وأضافت أن "زوجي توفي قبل مدة قصيرة ولم يعد لي قدرة على تحمل صدمة أخرى تتمثل بهدم بيتنا الذي ترعرع فيه أبنائي وأحفادي. جذورنا ضاربة في هذه الأرض، وهم يريدون رمينا في الشارع، ولو أتيح لي أن أنام في خيمة هنا لفعلت، ولن أغادر هذه الأرض".

عبير أبو عيش

أما عبير أبو عيش فأكدت على حقهم في السكن في بيوتهم التي بُنيت منذ سبعين عاما، قالت لـ"عرب 48" إنه "ولدت على هذه الأرض ونشأت هنا، إنه لشعور مؤلم أن نعيش حالة من الخوف وعدم الطمأنينة خشية أن تهدم بيوتنا، وليس لدينا من مأوى سواها".

وأضافت أنه "باستطاعة أعضاء الكنيست مد يد العون لنا والمساعدة على إبقائنا في بيوتنا، ونهيب بكل شخص بمقدوره أن يساعدنا ألا يتردد في ذلك. لقد توقفنا عن الذهاب إلى العمل كي نبقى هنا لأننا نخشى فقدان بيوتنا فيما لو غادرناها إلى العمل".

تعقيب بلدية عكا

وعقبت بلدية عكا على لسان نائب رئيس البلدية، أدهم جمل، بالقول إنه "في بلدية عكا نسعى جاهدين لمنع تنفيذ قرار الهدم، أو تأجيله، ليتسنى للعائلات ترتيب أمورها القانونية".

نورة أبو عيش وطفلتها

إيفا أبو عيش

التعليقات