جريمة قتل الفتى في رهط: "خلاف على قطعة أرض والشرطة لم تكترث لردعها"

عند الدخول إلى الحارة 5 في رهط، التي بدت كساحة معركة كانت البنية التحتية المهدمة والبيوت المكتظة والأسوار المتهالكة حيث قتل أبو هواش، تشير إلى إهمال يعاني منه السكان منذ سنوات طويلة. وكانت الحجارة

جريمة قتل الفتى في رهط:

من مكان الجريمة في رهط (عرب 48)

استيقظ أهالي رهط وتحديدا الحارة رقم 5 اليوم، السبت، على دوي إطلاق نار من مسدس بعدما شهدت شجارا تخلله وابلا من الرصاص قبيل الجريمة بساعات. إذ أصابت رصاصتان الفتى محمد أبو هواش (14 عاما) ولم تتركا له مفرا غير الموت.

وجاء في التفاصيل، أنه قبيل الجريمة بيوم وقع شجار بالحي بين عائلة أبو هواش وعائلة أخرى، تخلله الضرب بالأيدي والاعتداء على المركبات، وسرعان ما لم تهدأ الأمور في الحي ليتطور الشجار حتى تخلله إطلاق نار استمر لساعات طويلة.

خلاف على قطعة أرض

وفي أعقاب ذلك، حضرت قوات من الشرطة التي كانت على دراية بالنزاع بين العائلتين على خلفية خلاف على قطعة أرض، وبحسب عائلة أبو هواش، فقد جمعت الشرطة الأدلة ولم تعتقل أحدا ومن ثم تركت المكان.

عند الدخول إلى الحارة 5 في رهط، التي بدت كساحة معركة كانت البنية التحتية المهدمة والبيوت المكتظة والأسوار المتهالكة حيث قتل أبو هواش، تشير إلى إهمال يعاني منه السكان منذ سنوات طويلة. وكانت الحجارة في الحي، قد ألقيت عشوائيا حتى ملأت أزقته، وحاويات قمامة كانت ألقيت على هامش الطرقات، كان واضحا حدة الأحداث التي سبقت جريمة القتل في الحي.

وتفند عائلة أبو هواش الادعاءات بأن إطلاق النار كان بغير قصد، إذ أشار خال الضحية، عمري أبو هواش، الذي كان شاهدا على الجريمة في حديث لـ"عرب 48" إلى أن "ملثما كان بحوزته مسدسا اقترب من محمد من مسافة لا تزيد المترين، وأطلق 4 رصاصات على الأقل عليه، لتخترق رصاصتين جسده الأولى في منطقة البطن والأخرى في وجهه حيث خرجت من الجزء الخلفي من رأسه".

عمري أبو هواش

الشرطة لم تكترث لمنع الجريمة

وقال خال الضحية، باسم أبو هواش، لـ"عرب 48"، إنه "لو وضعت الشرطة دورية لها في الحي لما وقعت الجريمة، ولكن هذا لا يعنيها".

وأضاف أن "محمد كان الابن البكر في العائلة وهو الابن الوحيد بين 4 شقيقات، إذ كان فتى يافعا ومرحا وأحبه الجميع، ما ذنبه ليلقى مصيرا كهذا؟ إذ أننا نتحدث عن طالب مدرسة وبدلا من أن يذهب إلى مدرسته سيذهب إلى القبر، فلماذا على الأولاد والأطفال أن يعيشوا بهذا الواقع الأليم؟".

وتابع أبو هواش أنه "سبق جريمة القتل عدة أحداث وكان بالإمكان منع هذه الجريمة لو أن الشرطة أرادت ذلك، حتى أنها (الشرطة) حضرت إلى المكان بعد نصف ساعة على الأقل، وهذا يدل على الإهمال وعلى عدم اكتراثها لحياتنا في النقب".

إهمال من كل الجهات

وأردف "حتى أن الإسعاف تأخر في الوصول إلى المكان ما اضطر بنا أن ننقله ذاتيا بسيارتنا الخاصة، إذ أن محمد نزف كثيرا ولم نستطع تقديم المساعدة الأولية له ولم يتلق العلاج الملائم سريعا، وهناك إهمال من كل الجهات".

باسم أبو هواش

وحمل أبو هواش المسؤولية للشرطة والحكومة بالقول إن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والشرطة هي السبب الأول والرئيسي لهذه الجرائم، فكم من الوعودات سمعنا ولا زلنا نسمع عن محاربة الجريمة والعنف وتفشي السلاح، وكم من المناشدات كانت للشرطة والحكومة من أجل العمل على جمع السلاح من المجتمع العربي".

خوف المواطنين وعدم الشعور بالأمان

واعتبر أن "كل شجار هنا من الممكن أن يتحول إلى جريمة قتل، نحن نتحدث عن مدينة كرهط يسكنها أكثر من 80 ألف نسمة، والسلاح يجعل كل خلاف أو شجار يسفر عن جريمة ويدخل عائلات كثيرة في دوامة الدم، وما دام هذا السلاح في متناول اليد والسلطة صامتة فلا نتوقع أن تنتهي هذه الجرائم".

وختم أبو هواش بالقول إن "الناس هنا يخافون أن يتركون أولادهم في الحي، وهناك حالة من الخوف الدائم ولا يوجد أي شعور بالأمان وللأسف حتى أن النواب العرب باتوا لا يتحدثون عن الجريمة هنا؛ ماذا نقول لشقيقاته الأربع؟ ومن الذي سيهون على والدته التي دخلت في حالة نفسية صعبة؟ كيف لها أن تعيش حياتها دون محمد وهو الذي تعتبره رجل البيت".

التعليقات