"كل شيء متاح بالحرب": تضييق وملاحقة لأسرة خلف من طمرة على خلفية "طوفان الأقصى"

تتعرض أسرة خلف من مدينة طمرة للتضييق والملاحقة على خلفية أحداث "طوفان الأقصى"، إذ تم اعتقال إسلام خلف وشقيقه محمد وزوجة شقيقه عائشة ثم تسريحهم بعد تحقيقات وفرض شروط مقيدة.

طمرة، شباط/ فبراير 2021 (Getty Images)

يواجه الشاب إسلام خلف وأسرته من مدينة طمرة سلسلة من التضييقات والملاحقات فقد جرى اعتقاله وشقيقه محمد وزوجته عائشة خلف والتحقيق معهم على خلفية أحداث "طوفان الأقصى".

وأطلقت المحكمة في حيفا، أمس الثلاثاء، سراح الشاب إسلام خلف من طمرة، والذي تم اعتقاله منذ مساء الأحد الماضي والتحقيق معه في سجن الجلمة، وذلك مع اندلاع أحداث "طوفان الأقصى".

إسلام خلف

وكانت الشرطة كذلك قد اعتقلت أيضا شقيقه محمد وزوجته عائشة خلف، في حين تم إطلاق سراحهما بعد ساعات، وفُرض على عائشة خلف الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام وغرامة مالية قدرها ألف شيكل، ومنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ملاحقات وتضييقات

واستهجن إسلام خلف في حديثه لـ"عرب 48 الملاحقة الدائمة له ولعائلته في أي حدث طارئ يحصل بالبلاد.

وعن تفاصيل اعتقال ثلاثة أفراد من العائلة قال خلف إنه "منذ 11 عاما والشرطة تلاحقني، حتى خلال الحالة الطارئة المتعلقة بجائحة كورونا تم اعتقالي والتحقيق معي. أما هذه المرة فإنه خلال تواجدي في مكان عملي بالمنطقة الصناعية في طمرة فتحت تطبيق كاميرات منزل العائلة القائم في حي خلة الشريف ورأيت سيارات كثيرة للشرطة بالقرب من المنزل، التقطت صورة للشاشة وأرسلتها على مجموعة واتساب للحارة، متسائلا ما الذي يحدث في الحارة؟ وتابعت لأتأكد مما يحدث، فشاهدت أخي محمد ملقى على الأرض والشرطة تعتدي عليه. وإذا بأفراد من الشرطة يدخلون مكان عملي بنفس الوقت ويطلبون مني المثول للتحقيق".

أما عن التهم التي حققت بها الشرطة معه فقال إنه "لم أسمع مثل هذه التهم سابقا، ويبدو أنها جديدة: تهم لا تحمل أية معنى وهي أنني أُهَيِّئ الرأي العام ليكون ضد الدولة، وأُجيش الناس ضد الدولة. والتحقيقات على منشورات كنت قد نشرتهم على الفيسبوك وهي منشور لحديث نبوي، ومنشور عن كلمة الحق للشيخ كمال خطيب، ومشاركة منشور لمقابلة مع زياد بحيص تم نشرها على صفحة شبكة القدس لزياد بحيص، وجميع هذه المنشورات تم نشرها قبل الحرب. كذلك التحقيق معي بسبب كتب في مكتبتي تعود للمرحوم والدي، كذلك جلبوا دفترا قديما قبل أكثر من 15 سنة للمرحوم والدي، حيث كان يكتب أرقام هواتف حيث لم يكن هواتف نقالة حينها وفقط الهواتف العادية. وقد أبلغتهم أنه لا يوجد قانون يمنعني من وضع هذه الكتب في البيت، وقد وضعوا أمامي كتاب لم أره من قبل في مكتبتنا، أظن أنهم أحضروه من عندهم".

وعن ظروف التحقيق قال خلف إنه "لم أتعرض للضرب كباقي المعتقلين الذي تم التحقيق معهم والذين لم أتعرف عليهم، ولكن الشرطة أبرحتهم ضربا، حيث كانت الدماء تسيل من وجه أحدهم، أظن أنهم بعض العمال من منطقة الضفة الغربية. لكن طيلة الوقت تعرضت للتهديد، حيث تكرر التهديد على لسان المحققين بأنه (في النهاية سيضع الشاباك طلقة بين عيونك). كذلك اعتدت الشرطة على معتقلين اثنين من عائلة ياسين في طمرة خلال استعدادهما للتوجه للمحكمة، والذين تم اعتقالهما على خلفية جنائية، حيث قال لي أحدهما يبدو أن أمرا ما يحدث، وإذا بأفراد من الشرطة يقيدوهما وينهالون عليهما بالضرب وهما مقيدان بشكل عنيف جدا بتهمة أنهما اعتديا على الشرطة".

استفزازت وضغوطات

وقالت عائشة خلف زوجة محمد خلف، لـ"عرب 48" إن "هذه هي المرة الثانية التي يتم التحقيق معي، حيث تم استدعائي للتحقيق سابقا، لكن هذه المرة تم اعتقالي بشكل وحشي وعنيف، بعد أن كسروا باب البيت، ثم عاثوا تكسيرا وخرابا في المنزل، وأحدثوا أضرارا بالممتلكات تقدر بنحو 50 ألف شيكل، عدا عن المصادرة الدائمة لأجهزة الهواتف النقالة والحواسيب خاصتنا التي في كل مرة يتم التحقيق معنا يتم الاستيلاء عليها ومصادرتها، حيث استخدم هذه الأدوات ضمن عملي مركزة مشروع تدعيم للنساء في مركز الشيخ زكي ذياب الجماهيري بطمرة، ومعالجة عاطفية للطلاب الذين يعانون من الصعوبات".

وعن تفاصيل الاعتقال قالت خلف إن "شرطية دفعتني فور دخولهم ساحة المنزل وكنت أحمل طفلي. ما رأيته من تصرفات أفراد الشرطة يدل على نهج جديد، فضبطت أعصابي طيلة الوقت، لأنهم حاولوا استفزازنا بشكل كبير، إذ قاموا بتكسير وتخريب بيتي بهدف الاستفزاز، على الرغم من عدم امتلاكهم أمرا قضائيا للتفتيش، وإطلاق الألفاظ النابية ضدنا، وقد تم اعتقالي كوسيلة ضغط على زوجي محمد وشقيقه إسلام، بحيث وضعوا القيود بيدي واقتادوني للسيارة، وتم التحقيق معي لعدة ساعات بتهمة أنني بصقت على الشرطية، في حين هي من قامت بذلك، ثم تم إطلاق سراحي بعد ساعات من الاعتقال. تحليت بالعزيمة القوية خلال التحقيق، خاصة أنني لم أرتكب أي مخالفة تذكر".

وختمت خلف حديثها بالقول إنه "تحت ذريعة كل شيء بالحرب متاح، خلعوا باب المنزل، دفعوني وطفلي الذي يبلغ عامين ونصف، وحطموا ألعاب ابني المفضلة، كسروا ممتلكات المنزل وتسببوا لنا بخسائر مادية كبيرة، وصادروا أجهزة الهواتف والحواسيب أكثر من مرة. أشعر بأن نفسية ابني سيئة مما شاهده من عنف وألفاظ نابية صدرت من أفراد الشرطة".

التعليقات