جريمة قتل يوسف حاج يحيى: "أنتظره كل يوم علّه يعود"

والد الضحية: "علينا أن نتكاتف من أجل التصدي لجرائم القتل، الدولة لا تريد أن تتحرك للتصدي للجريمة، سئمنا من ذلك، ولكن علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي، ويجب القيام بأمور فعلية حقيقية، فالجريمة ستدخل كل بيت كما دخلت بيتي".

جريمة قتل يوسف حاج يحيى:

ضحية الجريمة يوسف حاج يحيى

لا تزال عائلة الشاب يوسف حاج يحيى من مدينة الطيبة، في حالة من الحزن والصدمة، وتكاد لا تصدق أنها فقدت ابنها في جريمة قتل لم تكن تتوقعها أبدا.

قُتل يوسف حاج يحيى بالقرب من مدرسة (عمال) في الطيبة، مساء يوم الخميس الماضي، بعد أن اقترب منه قاتل مجهول بسيارته وهو مسلح بمسدس، أطلق عليه ست رصاصات، ثلاث منها كانت في رأسه، لم تترك أمامه سوى الموت.

حتى هذه اللحظة لم تحدد الشرطة خلفية الجريمة، ولا يزال الغموض يكتنف تفاصيلها، في حين أكدت الشرطة أن الضحية لم يكن له سوابق جنائية، ولا تتوفر أي معلومة حول ملابسات وأسباب قتله. وساعات بعد الجريمة، قامت الشرطة باستصدار أمر من المحكمة يحظر بموجبه نشر تفاصيل التحقيقات الجارية، لمدة أسبوع.

وفي السياق، تشهد مدينة الطيبة ارتفاعا في نسبة جرائم القتل وإطلاق النار، إذ قتل خلال الشهرين الأخيرين، ثلاثة شبان، هُم: أمير عبد القادر (20 عاما)، سفيان شريم (47 عاما) من سكان قلقيلية في الضفة الغربية، ويوسف حاج يحيى (21 عاما).

كانت للضحية يوسف حاج يحيى "أحلام وطموحات كثيرة، لكنها تبددت مع إصابته بالرصاصة الأولى، تمنى تربية الخيل والاعتناء بها"، قال شقيقه عبد حاج يحيى في حديث لـ"عرب 48"، وأكد أن "كان يريد أن يطور مصلحة والدهم وأن يكون إنسانا ناجحا".

عبد حاج يحيى

وتطرق شقيق الضحية إلى آخر حديث دار بينهما قبل وقوع الجريمة بيوم، "اتفقنا أن نغسل السيارة معا، لأن سيارتنا كبيرة وهي لمصلحتنا التي نملكها، ولكن الرصاص حال دون ذلك. يوسف كان أكثر شخص في البيت يبث الفرح والبهجة، ومن أكثر الشخصيات المحبوبة في العائلة، كان لديه أصحاب من كل الأجيال لأنه بالفعل كان يدخل قلوب الناس بسهولة، وكل البلد تشهد له بذلك".

وناشد حاج يحيى أهالي الطيبة بـ"عدم تداول الإشاعات حول هذه الجريمة، نحن لا نستمع لها ولا نعطي لها أي اهتمام. ليس من حق أحد أن يتحدث عن الانتقام، نريد فقط أن يأخذ القانون مجراه".

وأكد أن "المرحوم يوسف كان يحب الخيل كثيرا، أكثر ما أحب في حياته الخيل، كل حلمه كان أن يمتلك الخيل ويعتني بها، كان يلح بطلب تمكينه من أن يمتلك الخيل، ويحب مشاهدة الخيل، ووالدي نصحه بأن الوقت غير مناسب".

وختم حاج يحيى حديثه بالقول إنه "على الدولة أن تنظف الطيبة من السلاح وأيضا المجتمع العربي، لأنه المسبب الأول لهذه الجريمة. اليوم، كل إنسان يمكنه أن يشتري السلاح. جرائم القتل وصلت حتى البيوت التي لا علاقة لها من بعيد أو قريب بالجريمة والنزاعات، ونحن مصدومون حتى هذه اللحظة ولا نصدق بأن يوسف لن يعود".

ومن جانبه، قال رفعت حاج يحيى، والد المرحوم، لـ"عرب 48" إن "يوسف كان إنسانا حنونا جدا، هذا هو نصيبه، ونحن نرضى بقدر الله، ولكنه لا يستحق أن يموت بهذه الطريقة البشعة. مهما طال الزمن، لن أسامح من قتله حتى آخر يوم في حياتي. القاتل تسبب بموت عائلة كاملة، هو لم يقتل يوسف فقط، إنما قتل الفرحة والسرور داخل العائلة، لدى والدته وأخواته وأخوته، ويوما ما سيأخذ القاتل الجزاء من الله".

رفعت حاج يحيى

لم نتوقع عائلة الضحية يوسف حاج يحيى أن تدخل الجريمة إلى بيتها أبدا، قال الوالد الثاكل: "نحن عائلة مسالمة، ملتزمون بديننا وأخلاقنا الإسلامية والعربية، وليست لنا أي عداوة مع أحد، ومهما كان الأمر، لا يوجد أي مبرر لأن تصل الأمور لاقتراف جريمة قتل. يوسف كان إنسانا مسالما، ومحبوبا، وجنازته المهيبة تشهد على ذلك".

يرى حاج يحيى أن ما يحدث في المجتمع العربي يستدعي "وقفة صلبة"، وقد ختم بالقول إن "ما يحدث من جرائم أمر لا يعقل، علينا كمجتمع عربي أن نتكاتف من أجل التصدي لجرائم القتل، الدولة لا تريد أن تتحرك للتصدي للجريمة، سئمنا من ذلك، ولكن علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي، ويجب القيام بأمور فعلية حقيقية، فالجريمة ستدخل كل بيت كما دخلت بيتي، مجتمعنا أصبح في الحضيض بسبب الجريمة".

التعليقات