حصيلة 2023: 104 أطفال أكثر من نصفهم عرب ضحايا حوادث غير متعمدة

العام 2023 شهد وفاة 104 أطفال وأولاد جراء تعرضهم لحوادث غير متعمدة في المنزل وعلى الطرقات وأثناء قضائهم أوقات الفراغ. رغم هذا العدد من الوفيات إلا أن الحديث يدور عن انخفاض بنسبة 34% من الوفيات خلال السنوات الـ15 الأخيرة.

حصيلة 2023: 104 أطفال أكثر من نصفهم عرب ضحايا حوادث غير متعمدة

أطفال عرب في النقب (Getty Images)

يستدل من معطيات وإحصاءات نشرتها مؤسسة (بطيرم) لأمان الأولاد، اليوم الأحد، أن 104 أطفال أكثر من نصفهم من العرب سقطوا ضحايا حوادث غير متعمدة في البلاد خلال العام 2023.

ووفقا للمؤسسة فإنه "بنظرة شمولية على المعطيات هنالك انخفاض حقيقي بنسبة 25% بوفيات الأطفال العرب خلال السنوات الـ17 الماضية".

ومع نهاية العام الحالي 2023 وكعادتها في كل عام أصدرت مؤسسة بطيرم لأمان الأولاد، اليوم، تقريرها التلخيصي الذي يتطرق للحوادث غير المتعمدة التي وقعت على مدار العام 2023، والتي أودت بحياة الأطفال من جيل الولادة حتى جيل 17 عاما.

وجاء في التقرير أن "العام 2023 شهد وفاة 104 أطفال وأولاد جراء تعرضهم لحوادث غير متعمدة في المنزل وعلى الطرقات وأثناء قضائهم أوقات الفراغ. وعلى الرغم من هذا العدد من الوفيات إلا أن الحديث يدور عن انخفاض بنسبة 34% من الوفيات خلال السنوات الـ15 الأخيرة".

ويتبين من معطيات التقرير التلخيصي للمؤسسة أن "الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال خلال العام 2023 كانت حوادث الطرق (بما في ذلك حوادث الدهس) بنسبة أدت لوفاة 51% من مجمل المتوفين خلال العام 2023، بعدها حوادث الغرق التي أدت لوفاة 17% والاختناق بنسبة وفيات وصلت لـ7%".

وبحسب التقرير فإن "العام 2023 تميز بارتفاع الوفيات بسبب حالات الغرق (18 حالة في العام 2023 مقابل 16 حالة بالمعدل ما بين السنوات 2019 -2022)، إذ أن 72% من حالات الوفاة بسبب الغرق وقعت في برك السباحة".

ويشير التقرير إلى "زيادة مثيرة للقلق في نسبة الأطفال والفتيان العرب المتوفين بسبب الحوادث غير المتعمدة، إذ أن 52% من إجمالي الوفيات للعام 2023 كانت لأطفال من المجتمع العربي، مع العلم أنهم يشكلون ما نسبته 24% من مجمل نسبة الأطفال في إسرائيل. ويعتبر هذا الرقم مرتفعا مقارنة بالعام 2022 الذي بلغت فيه نسبة وفيات الأطفال العرب 47%. وفي نظرة على معدل الوفيات ما بين الأعوام 2019-2023، يبدو أن احتمال وفاة طفل عربي نتيجة إصابات غير متعمدة كان أعلى بثلاث مرات من احتمال وفاة طفل يهودي. وعلى الرغم من هذه النسب المرتفعة، إلا أن الاتجاه على المدى الطويل وبنظرة شمولية خلال السنوات الأخيرة يتضح أن هناك انخفاضا حقيقيا بنسبة 25% في معدلات وفيات الأطفال العرب خلال السنوات الـ17 الماضية. بالمقابل فإن نسبة الانخفاض في معدلات الوفيات في المجتمع اليهودي أكبر، حيث وصلت إلى 30%".

وأوضحت أنه "في نظرة أعمق إلى معطيات الوفاة في المجتمع العربي، يبرز السكان البدو في الجنوب بشكل خاص من حيث ارتفاع عدد الوفيات بسبب الحوادث". وبحسب التقرير، فإن "احتمال وفاة طفل عربي من منطقة الجنوب نتيجة حادث هو 2.6 مرة أكبر من احتمال وفاة طفل عربي من منطقة أخرى في البلاد".

وأمدت المؤسسة أنه "في نظرة تحليلية أخرى للمعطيات بما يتعلق بالعلاقة ما بين المكانة الاجتماعية والاقتصادية وبين احتمالات الوفاة الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة، يظهر التقرير أن حوالي 58% من وفيات الأطفال بسبب الإصابات ما بين 2019 - 2023 كانت لأطفال وفتيان ينتمون إلى مجموعات وشرائح سكانية ذات مكانة اجتماعية واقتصادية متدنية، في حين أن حصتهم النسبية من عدد الأطفال والفتيان في إسرائيل تبلغ حوالي 26% فقط. أما بالنسبة للأولاد والفتيان الذين يعيشون في المجتمع العربي ذات المكانة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، فتبلغ نسبتهم من الوفيات حوالي 36% مع العلم أن نسبتهم من عدد الأطفال والفتيان في إسرائيل بلغت 16% فقط".

ويتطرق التقرير أيضًا إلى الفئات العمرية، ويوضح أن "الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة هي الفتيان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 حتى 17 عامًا (بمعدل 5.5 حالة وفاة لكل 100 ألف من الفتيان)، والأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين عمر الولادة وحتى 4 أعوام. (بمعدل 5.3 حالات وفاة لكل 100.000 طفل).

وقالت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، أورلي سيلفنغر، تعقيبا على هذه المعطيات، إن "104 أطفال توفوا هذا العام في حوادث غير متعمدة، معظمها كان من الممكن منعها. الحوادث ليست مصيرا ولا قضاء أو قدر. تثبت التجربة أن العمل على توفير البيئة الآمنة والبنية التحتية الآمنة مع تبني عادات السلوك الآمن يمكن أن ينقذ الأرواح. إن منع وقوع الحوادث والحفاظ على سلامة أطفالنا هو في أيدينا. تواصل مؤسسة بطيرم العمل في المجتمع العربي، من خلال رفع الوعي وتقديم الإرشادات والبرامج والفعاليات والأنشطة المجتمعية بهدف إحداث التغيير وتقليص المخاطر واحتمالات الوفاة والاصابة لجميع الأطفال".

التعليقات