01/10/2013 - 15:55

هبة أكتوبر.. عزّزت انتماءنا العربي الفلسطيني

تصادف هذه الأيام ذكرى هبة أكتوبر عام 2000 والتي حدثت فيها مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الإسرائيلية وأبناء شعبنا في الداخل،خصوصًا بعد ظهور مشهد الطفل محمد الدرة أثناء إطلاق النار عليه،الأمر الذي أدى في الأيام الأولى من أكتوبر إلى استشهاد عدد من شبابنا وجرح واعتقال المئات،وقد أظهرت الدولة خلالها تعاملا عدائيا مع المواطنين العرب رغم سلمية المظاهرات!

هبة أكتوبر.. عزّزت  انتماءنا العربي الفلسطيني

جدارية في الناصرة

تصادف هذه الأيام ذكرى هبة أكتوبر عام 2000 والتي حدثت فيها مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الإسرائيلية وأبناء شعبنا في الداخل،خصوصًا بعد ظهور مشهد الطفل محمد الدرة أثناء إطلاق النار عليه،الأمر الذي أدى في الأيام الأولى من أكتوبر إلى استشهاد عدد من شبابنا وجرح واعتقال المئات،وقد أظهرت الدولة خلالها تعاملا عدائيا مع المواطنين العرب رغم سلمية المظاهرات!

"فصل المقال" توجهت بهذا السؤال للجمهور، "هل تعتقد أن أحداث أكتوبر 2000 قوّت من انتمائنا ومن شراكتنا في المصير مع بقية أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي؟ وهل أكدت هذه الأحداث عدائية الدولة لنا وبأنها تخطط لنا مصيرًا غامضًا،أم أنها أكدت ضرورة تمسكنا بالعمل من أجل أن تكون الدولة لكل مواطنيها".  

وهذا ما وصلنا من ردود..

◆ المحامي غالي مناع- مجد الكروم
نحن لسنا بحاجه إلى أحداث أكتوبر لكي نقوي انتماءنا وشراكتنا بالمصير . مصيرنا واحد شئنا أم أبينا ومن ينكر هذا فهو جاهل . هذه الأحداث أكدت لنا جميعا عنصرية هذه الدولة التي تدعي الديمقراطية . لقد ثبت لكل الناس أن الديمقراطية في هذه الدولة تصل عند العرب وتتوقف، أي الديمقراطية فقط لليهود وليس لنا . وستبقى أحداث وأكتوبر وصمة عار في جبين هذه الدوله ومؤسساتها. أحداث أكتوبر أكدت لكل هؤلاء عنصرية الدوله .

◆ عايد عابد – البعنة- فنان
أختصر الحديث بكلمات بسيطة، الربيع العربي الذي تتكلم عنة الشعوب سوف يعود على شعب فلسطين الداخل، هذا هو المخطط المدروس لتبقى دولة يهودية من دون عرب اي مخطط امريكي اسرائيلي.

◆ هيفاء صفوري عاملة اجتماعية-حيفا
أكدت ضروره تمسكنا بالعمل من أجل أن تكون الدولة لكل مواطنيها نحن نريد أن نتقدم الى الإمام.
   
◆ مرغريت عودة-الناصرة
إن ما شهدته أحداث أكتوبر2000 والتي كانت بمثابة رد فعل طبيعي متوقع من قبل فلسطيني الداخل والضفة والقطاع على الزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس حزب الليكود في تلك الفترة اريئيل شارون، وما تبعه من مظاهرات وإضرابات في البلاد في الأول من نوفمبر 2000  والتي راح ضحيتها باقة من شبابنا الفلسطينيين في الداخل وفي الضفة والقطاع، بعد أن استعمل ضدهم الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع من قبل الشرطه والجنود الإسرائليين، قد ساهمت في أتساع الفجوة بين المواطن العربي وبين الدولة . وأثرت بشكل سلبي على العلاقة بينهما فيما بعد . ومما لا شك فيه ان هذه الأحداث كانت بمثابة القشة التي كسرت ظهر الجمل ..وكشفت السياسة الحقيقية للدولة والتي على الأغلب لم تكن معلنه أو واضحة المعالم تجاه مواطنيها العرب، وكأن هذه السياسة كانت بانتظار مثل هذه الأحداث لتضع النقاط فوق الحروف وتكشف مدى كراهية الدولة لمواطنيها العرب وأدى لاتساع الهوة بين فلسطينيي الداخل من جهة وبين الدولة والشعب اليهودي من جهة أخرى، ومن نتائج هذه الأحداث أيضا أنها ساهمت بشكل أو بآخر أيضا في توطيد الانتماء والشراكة بالمصير بين ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والعربي على الصعيد الدولي ، وإعادة اللحمه بين الفلسطينيين في الداخل والتي برزت في الانتخابات التي شهدتها البلاد سنة 2004 وقد أظهرت تراجع معدل الاقتراع للأحزاب اليهودية لدى الناخب العربي. وعززت من الأنتماء القومي العربي العالمي ..وقد شهدت البلاد فيما بعد وقفات فلسطينية نضالية غير مسبوقه من خلال المظاهرات ضد أي أعتداء من قبل الدولة على المواطنين العرب الفلسطينيين في البلاد أو في الضفة والقطاع. وقد ظهرالتعاطف والانتماء العربي بشكل جلي خلال حرب اسرائيل ولبنان سنه2006 ( إذ أبدى المواطنون العرب في البلاد تعاطفا مع اللبنانيين  .  كما وعززت هذه الأحداث من الوعي العربي للصراع الحقيقي القائم بين العرب والدولة اليهودية . هذا الصراع الذي ما زال يعيش مراحل المد والجزر متأثرا بالصراع العالمي العربي الغربي والصراع العربي الإسرائيلي على حد سواء .

إن ما تقوم به الدولة ضد أبناء شعبنا لقمع أي محاولات للمطالبه بالمساواة في الحقوق بين المواطنون اليهود وبين المواطنون العرب أو الحصول على حقنا كمواطنين من الدرجة اﻷولى والعيش في كرامه لهو الدليل القاطع بأن الدولة لا تسير ولا ترغب باتباع النهج الصحيح والديمقراطي في تحقيق المساواة بين مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم القوميه واتباع سياسة الدولة لكل مواطنيها .

◆ أحمد عبد الرؤوف جبارين –أم الفحم
احداث أكتوبر مع كل الألم الذي ولدته ، ليس هو ما يؤكد قوة إنتمائنا وشراكتنا بإخواننا بالضفة الغربية ، فهناك حقائق وواقع يؤكد هذا الترابط والنسيج الاجتماعي بين كافة الفلسطينيين، فكل مخيم لاجئين وكل قرية مهجرة وكل المساجد التي هُدمت وقلبت الي بارات وكل شجرة زيتون وصبّار تؤكد الترابط بين الجميع، ووجود كل مستوطنة يؤكد احتلال هذه البلاد للأجيال القادمة، وممارسة العنف هو من سمات الاستعمار ، وبالنسبة لأن تكون دولة لكل مواطنيها، ليس بيد الأقلية العرب الفلسطينيين أي سلطة ليقرروا بهذه البلاد، كونهم تحت الاحتلال، التعايش والتكيف مع الواقع " المفروض" هو حكمة لاستمرار الحياة والمحافظة على ما بقي بين يدي الفلسطينيين .

◆ رهام سليمان-ممرضة المشهد
اعتقادي أن أحداث أوكتوبر كانت لنا عبرة وستبقى عبرة للأحداث العدائية القادمة ، فلا غموض في الموضوع. اما بالنسبة أنها قوّت الانتماء، لا اعتقد ذلك فهنالك فئات لا علاقة لها بما يحدث، فهبة اوكتوبر واستشهاد شبابنا أثر على البعض ، من له علاقة بمن استشهد شخصيا او من تهمه الأمور الوطنيه .

سمير مناع-رجل أعمال –مجد الكروم
يؤلمنا أن الاحتلال مزّقنا وفرق بيننا وبتنا نملك عدة هويات وإمكانيات مختلفة وجدت لزرع التفرقة بيننا، ولكن جمعنا من جديد انتماؤنا وانسانيتنا، نحن شعب واحد لنا الف حق وللاسف الصمت والتفرقة قتلت حقنا بالمطالبة بحقوقنا.

◆ سماح اغبارية سّلايمة-اللد –مديرة جميعة نساء عربيات
أعتقد أن الأحداث ساهمت ببلورة هويتنا كشعب فلسطيني على هذه الأرض وعززت الحوار حول لزوم ترتيب العمل والنضال الشعبي الفلسطيني في الداخل وفي الضفه،لا شك أن الانتفاضه جردت قطعة إضافيه من ثوب المواطنة الممزق منذ عقود. في هذه الأيام هناك من يحاول أن يعيد رتق الثوب والتظاهر ولو خارجيا بمواطنة إسرائيلية وهناك من خلع هذا الثوب ويرتدي الثوب الفلسطيني الأصلي والبسيط . في كلتا الحالتين يبقى الإنسان العربي على هذه الأرض فلسطينيا ولا يمكن تغيير هذا الواقع أبدا.

◆ الأستاذ حسين جبارة-الطيبة-
الانتماء ليس أمراٍ مفروغا منه ، ولا بأمر تضمنه الجينات الوراثية. فالانتماء شعور موروث ومكتسبٌ في آن واحدٍ ومتزامن. تعمل التربية البيتية على تقوية الانتماء في وجدان الأبناء ، كما تعمل على ذلك التربية المدرسية المسؤولة ، ثم الصحافة النظيفة مقروءة ومسموعة ومرئية. وتسهر على ذلك نصوص الإبداع التي يتحفنا بها حملة اليراع النابض وأصحاب الكلمة المتوثبة كتابا وخطابا ، ثم الرسام والنحات والمغني والشهيد في ساح النضال. من أهم العوامل التي تخلق الانتماء نجد الحدث السياسي المطروح ، سلبا من قبل السلطة ، أو إيجابا من قبل القيادة الوطنية الصادقة ، والتي تصنع الحدث. يصنع الحدثُ الدرسَ الوجداني (الدرس الذي نتعلمه على الجلد) وهو الدرس الأقوى. من هنا تأتي ضرورة اغتنام الحدث الذي توفره الفرصة أو تدفعه السلطه لسبب ما. وبانعدام الحدث المتوفر يأتي دور القيادات في خلق المناسبات أو استغلالها لأن الإحساس بالانتماء لا ينتقل تلقائيا من جيل الى آخر، ولا من مناضلٍ متمرسٍ إلى شرائح عمرية غضة. يجب شحن الأجيال الناشئة بجرعات من النضالات الدافئة. وبسبب تعاقب الأجيال تتعاقب عمليات الشحن المرجوّ. وهذه عملية مستديمة لا تتوقف في يوم ما إلا إذا توقفت الأحداث أو انعدمت القيادات. من هذه الناحية شحنت هبة اكتوبر كل جماهيرنا بانتماء متكامل وشامل وواع. وقد شحنت بذلك شرائح عمرية متعاقبة. تفاعل النشء الجديد مع هذه الهبة ومع أحداثها متخطيا حواجز الخوف والرهبة ومستعدا لدفع التضحيات. السلطة الحكومية كعادتها تُبيّت كل الخطط لاقتلاعنا ولإلقائنا في عرض الصحراء ومفاوزها.تتغير الحكومات ولا تتغير النوايا، ولو تغيّرَ التكتيك. وبما أننا لا نملك قدرة فاعلة على الساحة تضمن تجذيرنا وبقاءنا في وطن عزيزٍ وكريم فإننا مدعوون للعقلانية ولآليات النضال الذي لا يستكين والذي يعمل بشكل متناقض على التحامنا بالمنطقة وطنيا وقوميا، كما يعمل على تعميق حاجتنا لدولة كل مواطنيها. الفعاليات النضالية في رأيي شمولية لا تلغي إحداها الأخرى.كلها متاحة ويكمل بعضها بعضا. هبة اكتوبر وضعتنا على الخريطة عقدا من الزمان، وقد شحذتنا محليا ووطنيا وقوميا. لا يوجد هناك تعارض بين المستويات الثلاثة مع وجود فوارق في الأفضليات والتكتيكات.
 

التعليقات