12/09/2019 - 21:35

هل تحصل "المشتركة" على 13 مقعدا؟

تصعب التقديرات والتوقعات حول ما ستؤول إليه نتائج انتخابات الكنيست الـ22، المقررة يوم الثلاثاء المقبل، ويبدو أن توقعات استطلاعات الرأي الإسرائيلية ليست بالضرورة مطابقة للنتائج الحقيقية في ظل تجربة الانتخابات الأخيرة

هل تحصل

(أ ب)

توقع استطلاع للرأي أجري لصالح جامعة تل أبيب، مؤخرًا، أن القائمة المشتركة ستحصل على 12 مقعدًا وأن 80 في المئة من المصوتين العرب سيمنحونها أصواتهم.

وأظهر الاستطلاع الذي أجري لصالح مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية في جامعة تل أبيب، وشمل عينة بلغت 716 شخصًا، أن نسبة التصويت في أوساط العرب سترتفع إلى 56 في المئة، فيما كانت في الانتخابات الأخيرة في نيسان/ أبريل الماضي 49 في المئة تقريبًا، فيما قال نحو 26 في المئة إنهم لن يصوتوا بكل تأكيد.

وبحسب الاستطلاع، فإن القضايا التي تشغل المصوتين العرب هي، حسب ترتيب الأهمية: الجريمة والعنف؛ الأوضاع الاقتصادية؛ العلاقات العربية – اليهودية؛ تعديل أو إلغاء قانون القومية، والقضية الفلسطينية.

كما أظهر الاستطلاع تراجع التأييد للأحزاب الصهيونية في صفوف المصوتين العرب، حيث قال معدو الاستطلاع إنها النسبة الأقل تاريخيًا، إذ لا تتجاوز معظم الأحزاب الصهيونية نسبة 1.5 في المئة، وفي مقدمتها حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة ليبرمان، وتليه قائمة "كاحول لافان"، ومن ثم الليكود و"شاس". لكن في استطلاعات أخرى تظهر النتائج أن الأحزاب الصهيوينة ستحصل على 4 - 5 مقاعد بأصوات عربية.

نتائج الانتخابات

تصعب التقديرات والتوقعات حول ما ستؤول إليه نتائج انتخابات الكنيست الـ22، المقررة يوم الثلاثاء المقبل، ويبدو أن توقعات استطلاعات الرأي الإسرائيلية ليست بالضرورة مطابقة للنتائج الحقيقية في ظل تجربة الانتخابات الأخيرة، التي شكلت ضربة لمراكز استطلاعات الرأي التي منحت مثلا حزب "زيهوت"، ستة وسبعة مقاعد ولكنه لم ينجح بتجاوز نسبة الحسم، وكذلك الحال مع قائمة "اليمين الجديد" برئاسة نفتالي بينيت، التي لم تجتز هي الأخرى نسبة الحسم.

وبحسب نتائج الانتخابات الأخيرة، في نيسان/ أبريل الماضي، فإن معسكر اليمين خسر ما لا يقل عن 365 ألف صوت، وهو عدد الأصوات الذي حصلت عليها ثلاث قوائم يمينية لم تجتز نسبة الحسم، وهي "زيهوت" و"اليمين الجديد" وقائمة "غيشر" برئاسة أورلي ليفي أبيكاسيس.

لذا سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذه الانتخابات، إلى سحب ترشح قائمة "زيهوت"، لكنه لم يجنح حتى اللحظة بسحب قائمة "عوتسما يهوديت" الكاهانية، التي تتأرجح على حدود نسبة الحسم بحسب الاستطلاعات التي نشرت في الأيام الأخيرة.

الاستطلاع الأخير لهيئة البث

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته هيئة البث الإسرائيلي (كان)، ونشرت نتائجه مساء اليوم، الخميس، تقدم قائمة "كاحول لافان" على الليكود، بما لا يؤثر على توزيع المقاعد بين المعسكرين بتمثيل أوسع لأحزاب اليمين، فيما ينجح حزب "عوتسما يهوديت" الكهاني من تجاوز نسبة الحسم.

وبحسب نتائج الاستطلاع الذي نشر قبيل انتخابات الكنيست بخمسة أيام، يحصل الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، على 31 مقعدًا، وتحصل كتلة "إلى اليمين" برئاسة أييليت شاكيد، على 9 مقاعد، وقائمة "يهدوت هتوراه" الحريدية على  8 مقاعد؛ وحزب "شاس" على 7 مقاعد.

فيما يتأرجح حزب "عوتسما يهوديت" فوق نسبة الحسم، ويحصل على 4 مقاعد، ورغم ذلك فإن معسكر أحزاب اليمين والحريديين لم يصل إلى 61 مقعدا في الكنيست، ويقتصر تمثيله على 59 مقعدًا من أصل 120.

ووفقًا للنتائج يصل تمثيل قائمة "كاحول لافان" برئاسة بيني غانتس، إلى 33 مقعدًا، فيما يحصل تحالف "المعسكر الديمقراطي"، برئاسة نيتسان هوروفيتس، على 5 مقاعد؛ وتحالف العمل – "غيشر"، برئاسة عمير بيرتس، على 5 مقاعد، وبذلك يكون تمثيل معسكر ما يسمى بالوسط – يسار 43 مقعدا.

وبيّنت نتائج الاستطلاع حصول القائمة المشتركة على 11 مقعدًا، فيما يقتصر تمثيل "يسرائيل بيتينو"، برئاسة أفيغدور ليبرمان، على 7 مقاعد، علما بأنه حصل في استطلاعات سابقة على 9-11 مقعدًا.

وحول الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، اعتبر 44% من المستطلعين أن نتنياهو هو الأنسب، بينما اعتبر 32% أن غانتس الأنس، فيما قال 24% إن أيًا من الاثنين غير مناسب لتولي المنصب.

نسبة التصويت عند العرب

تعتبر نسبة التصويت هي العامل الحاسم لقوة المشتركة، إذ تظهر معظم استطلاعات الرأي أنها ستتراوح ما بين 52 في المئة إلى 57 في المئة.

وبيّنت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز يافا بإدارة د. عاص أطرش، مطلع الشهر الجاري، لصالح القائمة المشتركة، أن نسبة التصويت المتوقعة تصل إلى 52 في المئة، وتبلغ نسبة التأييد للقائمة المشتركة 66.8 في المئة.

ويشير الاستطلاع إلى أنه من المتوقع أن ترتفع نسبة التأييد للمشتركة حسب المعطيات الحالية بين 7%- 9%. أما باقي الأصوات، فهي من نصيب الأحزاب الصهيونية، فيما التأييد الأكبر هو لقائمة "كاحول لافان"، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 في المئة، في حين يخسر حزب "ميرتس" من أصواته في صفوف العرب، مقارنة مع الانتخابات السابقة.

لكن معطيات مركز "ستات نت" للاستطلاع بإدارة يوسف مقلدة، ترجح أن تتجاوز نسبة التصويت الـ52 في المئة لتصل إلى 57 في المئة تقريبًا.

وتظهر نتائج استطلاعات أجريت في الأسابيع الأخيرة لصالح حملة vote 2019، أن نسبة التصويت المرتقبة بين العرب، من دون حساب المترددين، ستصل إلى 52.5 في المئة، لتصل النسبة مع حساب المترددين بشأن التصويت إلى 57.2 في المئة.

وتبدو هذه المعطيات ثابتة في 4 استطلاعات متتالية أجرتها الحملة التي تهدف إلى رفع نسبة التصويت في صفوف العرب، إذ أظهرت نتائج الاستطلاع الأول، أن نسبة التصويت، من دون حساب المترددين، ستصل إلى 52.6 في المئة، فيما ستصل مع حساب المترددين إلى 57.1 في المئة.

وإذا ما وصلت نسبة التصويت إلى حدود 57 – 58 في المئة، مع نسبة تأييد تفوق 70 في المئة للمشتركة، فإن عدد مقاعد القائمة سيتراوح ما بين 10 إلى 11 مقعدًا.

مواجهة الأحزاب الصهيونية ورفع نسبة التصويت

وبحسب المعطيات، فإن كل ارتفاع بنسبة التصويت في صفوف العرب سيكون لصالح المشتركة لأنه سيرفع نسبة التأييد لها، وسيزيد من عدد مقاعدها في الكنيست المقبلة. وبحسب استطلاع مركز يافا، فإن نسبة الزيادة قد تصل إلى 9 في المئة.

كما يتعلق الأمر بنسبة التصويت في الشارع اليهودي، الذي عادة تفوق فيه نسبة التصويت نظيرتها عند العرب، خصوصًا وأن الاستطلاعات هذه المرة تظهر أن غالبية قوائم اليمين ستجتاز نسبة الحسم، مع احتمال سقوط قائمة واحدة فقط، قائمة "عوتسما يهوديت"، ما يعني أن عدد الأصوات المطلوبة للمقعد الواحد قد تتراوح ما بين 37 – 35 ألف صوت، فيما كانت في الانتخابات الأخيرة بحدود 34 ألف صوت.

إزاء ذلك، لا خيار أمام المشتركة في الأيام القليلة المتبقية لاستعادة قوتها السابقة في انتخابات 2015، 13.5 مقاعد، هو العمل المكثف على رفع نسبة التصويت، بموازاة العمل على مواجهة الأحزاب الصهيونية في البلدات العربية، التي ستحصل بحسب الاستطلاعات على 4 – 5 مقاعد من المصوتين العرب، وعلى المشتركة استهداف هذه الشريحة في حملتها، خصوصًا وأن التقديرات بأن تحصل قائمة "كاحول لافان" على أكثر من معقدين بقليل من أصوات العرب، فيما يبدو أن "ميرتس" يواجه تراجعًا واسعًا في الشارع العربي.

وفي الأيام القليلة المتبقية، على المشتركة التشديد على مواجهة الأحزاب الصهيونية، ونقل مقعدين على الأقل من الأحزاب الصهيونية في صفوف العرب لصالح القائمة العربية، وذلك غير ممكن من دون مهاجمة التصويت للأحزاب الصهيونية، ومهاجمة الأحزاب ذاتها.

التعليقات