19/09/2019 - 22:52

شلحت: الانتخابات أكدت أن المجتمع الإسرائيلي مُستنقِع بالتطرف

لا زالت الضبابية تُخيم على المشهد السياسي الإسرائيلي بعد أن أفرزت الانتخابات هزيمة بنيامين نتنياهو، الذي أراد حكومة يمينية مرتكزة على الحريديين والصهيونية الدينية، تمنحه حصانة قضائية، وتضمن له استمرار مسيرته السياسية.

شلحت: الانتخابات أكدت أن المجتمع الإسرائيلي مُستنقِع بالتطرف

احتفالات أنصار الليكود (أ ب)

لا زالت الضبابية تُخيم على المشهد السياسي الإسرائيلي بعد أن أفرزت الانتخابات هزيمة بنيامين نتنياهو، الذي أراد حكومة يمينية مرتكزة على الحريديين والصهيونية الدينية، تمنحه حصانة قضائية، وتضمن له استمرار مسيرته السياسية.

غير أن هزيمة نتنياهو لا تعني هزيمة اليمين الذي حافظ على 55 مقعدا في البرلمان، بالإضافة إلى المقاعد الـ8 التي حصدها "يسرائيل بيتينو" بزاعمة أفيغدور ليبرمان، صاحب المواقف اليمينية وربيب الليكود.

أنطوان شلحت

وحول التغيرات في المشهد السياسي الإسرائيلي، وفي ما إذا كانت تشير إلى تغييرات داخل المجتمع الاسرائيلي، جزم المحلل السياسي، أنطوان شلحت في حديثه لـ"عرب 48"، أنه لا تغيير على المستوى السياسي، مشددا على أن المجتمع الإسرائيلي أثبت أنه مُستنقِع في التطرف تجاه محيطه الإقليمي.

وقال شلحت: "إذا كنت تقصد تحولات على المستوى السياسي فالجواب هو لا مطلقة. أثبتت هذه الانتخابات مرة أخرى أن المجتمع الإسرائيلي مٌستنقِع في التطرف تجاه محيطه الإقليمي، وجاءت برامج الأحزاب المتعددة عاكسة لهذا الاستنقاع من خلال تجاهلها للحقوق الفلسطينية وللاحتلال، وزيادة نظرتها العنصرية للمواطنين العرب".

ورأى شلحت أن "نتنياهو نجح بفرض أجندته السياسية على كل الأحزاب الصهيونية، ولا سيما على منافسه الرئيسي، تحالف ‘كاحول لافان‘، بل إن هذا التحالف حاول أن يزايد على نتنياهو من يمينه، مثلا فيما يتعلق بالموقف من ضم الأغوار، والموقف من قطاع غزة".

وأشار شلحت إلى أنه "حتى في حال النجاح في إسقاط نتنياهو، فلن يحمل هذا الأمر لنا كفلسطينيين أي بشرى، ربما باستثناء انخفاض منسوب التحريض علينا الناجم عن رؤية نتنياهو لنا كأعداء في كل صغيرة وكبيرة، هذا بحد ذاته مهم، ولكن الأهم منه ما يزال غير باد في الأفق، على الأقل الأفق المنظور".

هل ينجح أي طرف في تشكيل حكومة، وكيف؟

شلحت: "إذا ما استندنا إلى المواقف المعلنة لكل طرف والكتل المؤيدة له، فالجواب هو أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل، لكن يخلق الله ما لا نعلم؛

وهناك حديث متواتر عن حكومة وحدة مفتاحها في يد نتنياهو وحده، واحتمال إجراء جولة انتخابات ثالثة وارد بقوة أيضا، وما علينا سوى الانتظار لتتضح الصورة أكثر".

كيف تفسر ارتفاع نسبة المشاركة في الداخل الفلسطيني؟

شلحت: "ثمة أسباب كثيرة تفسر ارتفاع نسبة مشاركة الفلسطينيين في الداخل، مهما تكن هذه الأسباب سأشير إلى ما يلي:

أولا، إعادة تشكيل القائمة المشتركة وإشاعة أجواء من الحماسة الوطنية؛
ثانيا، الاستجابة للتحدي على خلفية حملة التحريض التي أججها نتنياهو ضد المواطنين العرب وشرعية دورهم السياسي.

وأظن أن في ارتفاع نسبة المشاركة الفلسطينية رسالة إلى أحزابنا ورسالة أخرى إلى المؤسسة الإسرائيلية".

فيما يخص زعامة المعارضة، هل فعلا نريد منصب كهذا؟

شلحت: "موضوع منصب زعيم المعارضة جزء من أصول اللعبة لمن يقرر خوض الانتخابات البرلمانية، بغض النظر عما إذا كان الكنيست سيتيح إمكان إشغال هذا المنصب من طرف نائب عربي. إذا كنا نريده أو لا، هذه مسألة يجب أن تخضع للدرس والاتفاق عندما تكون ذا صلة".

هل توصي المشتركة على طرف لتشكيل حكومة لدى رئيس الدولة؟

شلحت: "أيضا هذا الموضوع بحاجة لدرس وجدل معمق بين أطراف المشتركة، ناهيك عن أنه جزء من أصول اللعبة البرلمانية؛ والتوصية، في حال الاتفاق عليها، لا تكون مجانية، ولا بد من تقويم مردودها، بالتالي فجوابي ليس نعم مطلقة أو لا مطلقة، علينا تداولها بصورة أكثر عمقا واستشراف مستحصلاتها".

 

التعليقات