01/12/2019 - 21:21

كفر مندا: استعادة الهدوء والاستقرار بعد انتهاء المسار القضائي

استعادت قرية كفر مندا استقرارها وهدوئها، في الأيام الأخيرة، بعد فترة توتر طويلة سادها عدم الاستقرار في ظل مسار قضائي طويل ومعقد إثر الاستئناف الذي قدمه المرشح لرئاسة المجلس المحلي، علي زيدان، على نتائج الانتخابات المحلية.

كفر مندا: استعادة الهدوء والاستقرار بعد انتهاء المسار القضائي

مجلس كفر مندا (تصوير "عرب 48")

استعادت قرية كفر مندا حالة الاستقرار والهدوء، في الأيام الأخيرة، بعد فترة توتر طويلة سادها عدم الاستقرار في ظل مسار قضائي طويل ومعقد إثر الاستئناف الذي قدمه المرشح لرئاسة المجلس المحلي، علي زيدان، على نتائج الانتخابات المحلية التي أفرزت فوز مؤنس عبد الحليم برئاسة المجلس المحلي بفارق 26 صوتا، يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.

وكان الطرفان قد أعلنا، في وقت سابق، عبر بيانات رسمية أنهما سيتقبلان القرار بسعة صدر، وبعد صدور قرار المحكمة، يوم الخميس الماضي، جدد رئيس المجلس المحلي الدعوة لطي صفحة الماضي وتكاتف الأيدي وتشكيل ائتلاف شامل في المجلس المحلي، فيما أعلن زيدان أنه "بعد إصدار هذا القرار، ندرس مرة أخرى إمكانية التوجه للمحكمة العليا من جديد، بعد انتهاء تحقيقات الشرطة، ونحن نسير بحسب قواعد الديمقراطية وحق قانوني لي أن أستغله بحسب القناعات التي أؤمن بها".

منظر عام لكفر مندا

عبد الحليم: الانتخابات من ورائنا

وعن الأجواء في كفر مندا بعد صدور قرار المحكمة، قال رئيس المجلس المحلي، مؤنس عبد الحليم، لـ"عرب 48" إن "الأجواء هادئة والحمد لله. كفر مندا تستعيد الوجه الحقيقي والوادع والكريم والمعهود عن بلدنا. نحمد الله أن صفحة الماضي انطوت، والبلدة تعيش استعادة طبيعة الحياة. الغالبية الساحقة من أهل كفر مندا طوت ملف الانتخابات وتعي اليوم أن هذا الموضوع من ورائنا. هناك عودة للحياة الطبيعية، والناس تعاملت مع قرار الحكم بشكل حضاري دون استفزاز أي طرف. كفر مندا تعيش أيام عمل وتجارة عادية".

وأضاف أنه "بعد لقائي بالمرشح علي خضر زيدان، كان لهذا اللقاء على العين في منطقة مركزية الأثر الجيد بين الشباب، وساعد على استعادة مسار الحياة الطبيعي، وآمل أن تستمر هذه الأجواء وأن نتعاون سوية لاستعادة الهدوء بشكل كامل بما يخدم أهلنا في كفر مندا".

"عرب 48": دعوت لائتلاف شامل... إلى أي مدى هناك تجاوب مع الدعوة؟

عبد الحليم: لغاية الآن لم تسمح الظروف السياسية للتوصل إلى تشكيل ائتلاف شامل. هناك تباعد في المواقف بين قوائم العضوية، والقضية تحتاج إلى بعض التنازلات. كرئيس مجلس محلي أرى أنه من واجبي أن أتحمل مسؤولية التوصل إلى تفاهمات بين الأطراف المختلفة والتوجه لكل عضو في المجلس البلدي للتفاهم معه، لعلنا نتوصل إلى تشكيل ائتلاف، ولعلنا نستطيع تغيير مواقف المعارضة وأن نشكل الائتلاف الشامل المنشود، وإن لم يتسن ذلك فسنشكل ائتلافا جزئيا، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد.

مؤنس عبد الحليم

"عرب 48": هناك مطالب عينية لتشكيل ائتلاف شامل؟

عبد الحليم: نعم، هذا صحيح، لكننا نتحدث عن شروط وليست مطالب. والشروط التي وضعت في الشهور الأخيرة من قبل المعارضة تعجيزية لا يمكن قبولها، وأقول تعجيزية لأنهم وضعوا شروطا أرادوا من خلالها رئيس مجلس محلي شكلي فقط والاستئثار بكافة الصلاحيات دون الأخذ بعين الاعتبار وجود رئيس مجلس أو أعضاء مجلس محلي في التحالف المقابل، بمعنى صفر صلاحيات لرئيس المجلس المحلي وائتلافه، وشملت هذه الشروط 14 بندا وهي تعني تسليم المجلس المحلي للمعارضة لكسب رضاهم وهذا مرفوض شكلا ومضمونا. أسعى لائتلاف يحفظ التوازن للجميع، وتمثيل الجميع دون استثناء أحد.

"عرب 48": هل تجري المفاوضات مع المعارضة ككل أم مع كل قائمة على حدة؟

عبد الحليم: أنا أتعامل مع قوائم العضوية، وسيستمر التعامل معها على هذا النحو. نحن نتحدث عن 5 قوائم عضوية ممثلة بسبعة أعضاء مجلس محلي، وكل كتلة يتم التعامل معها بشكل مستقل.

"عرب 48": كلمة توجهها لعلي زيدان بعد قرار الحكم؟

عبد الحليم: أتوجه له بأن يتقبل قرار الحكم، وأقول أنه عليك أن ترضى بما قسم الله لك، وأن تقبل بالحسم الديمقراطي الذي أفرزته الانتخابات، وأن تقبل بقرارات المحاكم التي بادرت أنت إليها ورفعتها ضد مؤنس طه عبد الحليم، وإذا كان لديك أي رغبة في الاستمرار بالحياة السياسية فهناك 4 سنوات، توجه للناس ولرئيس المجلس المحلي للتعاون وتشكيل ائتلاف شامل، وأعد تشكيل جمهورك من جديد، ونحن على استعداد للتعاون بما يخدم أهل كفر مندا ويخدم مواطنيها، لأننا انتخبنا من أجلهم. بوصلتي كانت ولا تزال أنني رئيس مجلس منتخب من أجل كافة أبناء كفر مندا، وهذا ما أفعله وأواصل فعله في مهامي اليومية.

زيدان: استمرار المسار القضائي

وقال المرشح علي زيدان، لـ"عرب 48": "نحن نتعامل مع قرارات المحكمة بشكل حضاري وعقلاني ومتزن من خلال ضبط الأمور وحفظ الأمن والأمان في كفر مندا، وهذا ما قلناه لجمهورنا، إذا كان القرار لصالحنا فلن نستفز أحدا وإذا كان علينا فعلينا أن نصبر ولنا الحق أن نتوجه للمحكمة العليا. ومن جانبنا بعد بحث الموضوع، نرى أننا سنتوجه إلى المحكمة العليا وسنستمر في المسار القضائي حتى النهاية، لأننا على قناعة بوجود ثغرات كبرى في قرار الحكم من المحكمة المركزية، ولا نرى أن القرار حاسم ولم ينفذ توجيه قرار المحكمة العليا.

علي زيدان

"عرب 48": هل يفيد البلدة استمرار المسار القضائي؟

زيدان: نعم، هذا مفيد جدا جدا للبلدة، لأن العدالة والمنطق يتطلبان ذلك. حق المواطن أن يحقق العدالة، حتى القاضية قالت إن هناك غمامة كبيرة فوق الانتخابات التي جرت في كفر مندا ويجب أن تزول، وهي أشارت إلى الانتظار لانتهاء التحقيقات بموجب سابقة "حرز الله" القضائية، والقرار يوحي إلى ضرورة استمرار المسار في المحكمة العليا.

"عرب 48": ماذا عن دعوة رئيس المجلس لتشكيل ائتلاف شامل؟

زيدان: الدعوة لائتلاف شامل ليست كلاما وإنما يجب أن تكون نهجا وعملا وقولا وفعلا. للأسف الشديد منذ أكثر من عام لم تكن محاولة صادقة لتشكيل ائتلاف شامل. قبل أربعة شهور تقريبا قدمنا في "ائتلاف الخير والإصلاح" ورقة عمل وبنود لإقامة ائتلاف وشراكة حقيقية لتسيير الأمور بشكل عادل وموضوعي، في البداية وافق مؤنس على ورقة العمل، ولكننا ومنذ ذلك الحين لم نتلق جوابا على الورقة.

"عرب 48": أسمعك تجيب باسم رئيس المجلس شخصيا، وكأني بك لا تقر برئاسته للمجلس المحلي؟

زيدان: هو مؤنس عبد الحليم.

"عرب 48": هل هو رئيس مجلس محلي بالنسبة لك؟

زيدان: قلتها بالأمس أمام الشرطة، مؤنس عبد الحليم حاليا يشغل منصب رئيس المجلس المحلي، بما أنه يشغل هذا المنصب عليه مسؤولية كبيرة جدا جدا، لأنه يعد رقم واحد في البلدة ما دام يشغل هذا المنصب، لكنه للأسف الشديد لا يقوم بمسؤولياته. من يشغل هذا المنصب عليه أن يحتوي ويمد يد التعاون ويعمل على بناء ائتلاف. مؤنس عبد الحليم منذ أكثر من عام لا توجد منه إلا تصريحات سيئة ولا توجد أي نية لإقامة ائتلاف. لا يعقل أن المجلس المحلي بدون ائتلاف منذ عام كامل. المسؤولية تقع على مؤنس عبد الحليم شخصيا، وأنا قلت له بشكل خاص وحاد بوجود الشرطة، لا يعقل أن يكون لك أي ائتلاف مجاني وفقط تعالوا وصوتوا. هناك بلدات تشكل فيها ائتلاف وحتى على مستوى الدولة يتحدثون عن تداول بالرئاسة، إذا أردت ائتلافا فهناك ثمن لهذا الائتلاف.

"عرب 48": ما هو الثمن الذي تطلبه؟

زيدان: هناك خطوط عريضة. المواطن المنداوي يعرف أنه وضعت قائمة شروط أو بنود تم عرضها والاتفاق عليها. الرئيس يريد ائتلافا بدون ثمن وهو يتحمل المسؤولية. من يريد ائتلافا لا يتوجه عبر المنصات الإعلامية وإنما نهجا وفعلا. لديه ورقة عمل فليعط موقفه منها، وهو لم يفعل ذلك لغاية الآن، وأعطي أمثلة هناك منصب رئيس وهناك منصب قائم بأعمال يُعطى للمعارضة، هناك ثلاث وظائف رفيعة هي أمين الصندوق، المستشار القضائي والمدير العام، ونحن نطرح المستشار وأمين الصندوق مناصفة أو حتى له... نريد أن نضمن شراكة حقيقية.

"عرب 48": أنت تطلب تقاسم وظائف؟!

"عرب 48": لا... ليس تقاسم إنما كل شيء يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأطراف المختلفة في كفر مندا، وهذا مقبول حتى على مستوى الدولة. يجب أن تمنح شريحة أفضلية مصححة، وهذا شرعي وقانوني. هناك فصل لمئة موظف طلبنا ألا يتم إشغال أي وظيفة في المجلس المحلي قبل إعادة هؤلاء للعمل. رئيس المجلس المحلي ليس لنصف البلد، هو عليه أن يخدم كل البلد. إذا كان رئيسا لنصف بلد وينتقم من نصف البلد الآخر فهذا ما يبقي الجو مشحونا، وهذا ما قام به مؤنس عبد الحليم على مدار عام كامل. لقد أقصى نصف بلد، انتقم من نصف بلد، حرق مصالح نصف بلد، وطبعا يعمل من أجل النصف الآخر.

"عرب 48": نحن نتمنى لكم في كفر مندا الهدوء والاستقرار ووحدة البلدة؟

زيدان: إن شاء الله. من يريد ائتلافا عليه العمل على شراكة حقيقية، ومناصفة كل شيء بالحقوق، والتطلعات والطموحات يجب أن تنفذ للجميع.

 

التعليقات