29/02/2020 - 17:06

مقابلة | أبو شحادة: البداية من كنس الأحزاب الصهيونيّة

أعرب النائب سامي أبو شحادة عن "أمله الكبير" في تحقيق "إنجاز تاريخي"، من خلال حملة انتخابية وصفها بـ"الإيجابية"، حيث خلت الساحة من وكلاء الأحزاب الصهيونية، وهو ما يمكن تتويجه بمنع نتنياهو من تشكيل حكومة يمين ضيقة، على حد قوله

مقابلة | أبو شحادة: البداية من كنس الأحزاب الصهيونيّة

سامي أبو شحادة

أعرب النائب سامي أبو شحادة في مقابلة أجراها مع موقع "عرب 48"، اليوم السبت، عن "أمله الكبير" في تحقيق "إنجاز تاريخي"، من خلال حملة انتخابية وصفها بـ"الإيجابية"، حيث شكلت سابقة بعدم تنافس أي حزب عربي مع القائمة المشتركة على أصوات الناخبين العرب، كما خلت الساحة من وكلاء الأحزاب الصهيونية، وهو ما يمكن تتويجه برفع التمثيل البرلماني للقائمة وتمليكها الأدوات لمنع بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة يمين ضيقة، على حد قوله.

"عرب 48": كيف هي استعداداتكم الأخيرة ليوم الانتخابات، وكيف تلاحظون تجاوب الشارع مع القائمة المشتركة؟

أبو شحادة: أنا ناشط اجتماعي وسياسي منذ منتصف سنوات التسعين، ولا أذكر معركة إيجابية كالتي نمر بها في هذه الفترة، بل وبأجواء جيدة، وأعتقد أن تنافس "المشتركة" وحدها دون أي قوائم عربية أخرى، ولا من "الوكلاء" (في إشارة إلى سماسرة الأصوات الذين يعملون لصالح الأحزاب الصهيونية)، يعطي دفعة كبيرة للقائمة المشتركة.

"عرب 48": لاحظنا بعد تكرار الحملات الانتخابية أن هناك حالة فتور من الانتخابات حتى بين أوساط الناشطين السياسيين؟

النائب سامي أبو شحادة

أبو شحادة: أعتقد أن الإشكال هو مقاربتنا للأجواء في هذه الانتخابات مع الانتخابات السابقة أو فترات أخرى وهذا خطأ. فهذه أول مرة في إسرائيل تحدث ثلاث معارك انتخابية في أقل من عام، يضاف إليها الانتخابات المحلية نهاية عام 2018، فعمليا بأقل من عام ونصف هناك 4 معارك انتخابية قُطرية، ومن الصعب مقارنة هذه الانتخابات مع سابقاتها؛

الناس تدرك أنها مقبلة على انتخابات، ومن الصعب مخاطبة الناس عن البرنامج السياسي فلقد صار معروفا لهم، وقابلنا عشرات الآلاف من الناس خلال أقل من عام عدة مرات، ناهيك عن عامل وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية. نحن أمام حملة تختلف بشكل جذري عما كنا نشهده في السابق، فلم تعد الحملة ترتكز على لافتات الشوارع؛

الأجواء التاريخية التي ترتبط بعملية الانتخابات تغيرت لدينا ولدى المجتمع اليهودي، اليوم الحملة بيد الناخب حيث بات يُستهدف برسائل خاصة، يضاف إلى ذلك عامل هام وهو أن نصف الناخبين، وبالتحديد 48% منهم من أبناء الفئة العمرية 18 حتى 34 عامًا، وهؤلاء يمكن مخاطبتهم من خلال وسائل التواصل والتطبيقات على الهواتف الذكية.

"عرب 48": نعايش حملة مغايرة لليكود برئاسة نتنياهو، الذي استهدف بث الإحباط في الناخب العربي، كيف تواجهون هذه الحملة؟

أبو شحادة: من المهم أن نفهم أنه عندما يتفرغ رئيس الحكومة في آخر 10 أيام من الحملة الانتخابية - وهي أهم 10 أيام - للعمل بشكل جدي على التأثير على التصويت في المجتمع العربي، فإن هذا يؤكد ما كنا نقوله في الأشهر الأخيرة في القائمة المشتركة، والذي يتلخص بأن المجتمع العربي هو الوحيد القادر على إحداث تغيير كبير في الخارطة السياسية في إسرائيل وإزاحة نتنياهو عن كرسي رئاسة الحكومة.

"عرب 48": كيف ذلك؟

أبو شحادة: يملك المجتمع العربي مليون صوت، وهو لا يشارك في الانتخابات بنسبة عالية. في الانتخابات الأخيرة حصلت الكتلة التي تشمل "كاحول لافان" و"ميرتس" و"العمل" و"المشتركة" على 57 مقعدا برلمانيا. في حال حصلت القائمة المشتركة على 4 مقاعد إضافية سيرتفع تمثيل الكتلة إلى 61 مقعدًا؛

إذا وصلنا إلى هذه الحالة سنكون قد أقفلنا الباب نهائيا أمام فرص نتنياهو بتشكيل حكومة، وهذا يعني أن طريقه إلى السجن صارت أقرب؛

نتنياهو قرأ هذه الأرقام. نحن صوتنا في الانتخابات الماضية بنسبة 59.5% من مليون صوت، وهي عبارة عن 16 مقعدًا؛ 13 مقعدا ويزيد منها ذهبت إلى القائمة المشتركة، وما يزيد عن مقعدين ذهبت ما بين تبديد للأصوات والتصويت للأحزاب الصهيونية؛

لو كان إقبالنا على التصويت بنفس حجم الإقبال لدى المجتمع اليهودي لحققنا 3 مقاعد إضافية بسهولة، ولا أقول إننا لو تصرفنا كباقي الأقليات القومية التي تعمل بقيادة موحدة وثقافة عمل وحدوي، عندها يمكن أن نصوت بنسب عالية كما نفعل في الانتخابات المحلية ونحقق تمثيل برلماني قد يصل إلى 20 مقعدًا في الكنيست.

"عرب 48": أفهم تشكيلكم حاجز أمام رئيس الحكومة في حال حققتم إنجازًا تاريخيًا في عدد المقاعد، ولكن مع ذلك فلن تكونوا كتلة مؤثرة، خاصة وأن هناك شبه إجماع على عدم المشاركة في أي حكومة قادمة، لا من الداخل ولا من الخارج، وأصلا بيني غانتس لا يريد القائمة المشتركة في معسكره؟

أبو شحادة: بلا أي علاقة لغانتس العنصري وحزبه، وما قاله هو ويوعاز هندل وتسفي هاوزر وموشيه يعلون ويائير لبيد. منذ البداية نقول إننا لا يمكننا أن نكون ضمن حكومة ائتلاف، هذا موقفنا التاريخي، لم نفكر يوما في المشاركة بحكومة ولن نكون فيها، لأننا نفهم الصورة ولدينا قراءة للخارطة السياسية، نحن نعيش في مجتمع عنصري وهناك حالة إجماع صهيوني ضدنا، ولا يمكننا قبول الخطوط العريضة لأي حكومة بغض النظر عمن يشكلها؛

حيال ذلك، لدينا إجماع بضرورة تغيير هذه الحالة، ورؤية لبناء مجتمع ديمقراطي من خلال رؤية دولة جميع مواطنيها وهذا مشروع سياسي بعيد المدى، مع خطوات لتقليل حجم الأضرار والكراهية وتقليل التدهور السريع نحو الفاشية، وأمامنا تحديات ميدانية مثل "صفقة القرن" وغيرها؛

إخراج نتنياهو من الصورة هو هدف مهم بحد ذاته يقربنا أكثر فأكثر إلى أهدافنا، ونحن نخاطب الناس بوضوح وشفافية، نحن في مرحلة طويلة الأمد، ولا توجد عصا سحرية، وفي السنوات القريبة لا مجال للوصول إلى ما نريد، وفي المعركة القريبة محاولة إخراج أخطر شخصية على الساحة السياسية في إسرائيل من الحلبة السياسية، وهو بنيامين نتنياهو.

"عرب 48": لا أعرف إذا كنتم لاحظتم ذلك، لكن حملة نتنياهو شهدت هذه المرة ازدواجية. تحريض مباشر على القائمة المشتركة في المجتمع اليهودي، ورسائل تخاطب ود المجتمع العربي كما تحمل رسائل أخرى تبث الإحباط واليأس!

أبو شحادة: منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها بوسائل الإعلام العربية واليهودية، قلت إن حملة نتنياهو ستخدم القائمة المشتركة، وستأتي بنتائج عكسية عن مقصد نتنياهو ويعوّل عليه، لأن الاستهتار بعقول الناس ليس أقل عنصرية من التحريض عليهم بل أكثر، وهذا أن نتنياهو يتوقع أن المجتمع العربي سيتأثر بهذه الحملة الدعائية التي يحاول من خلالها خفض نسبة المشاركة في التصويت. ستجلب نتائج عكسية؛

مجتمعنا اليوم أصبح مجتمعًا أوعى سياسيا ويعرف تماما من هو نتنياهو، ويعي مجتمعنا أن نتنياهو منذ عودته إلى السلطة صار عاملا مهمًا في السياسة الإسرائيلية، ويعرف مجتمعنا أن نتنياهو مسؤول عن عملية التدهور السريع في إسرائيل نحو اليمين واليمين المتطرف والفاشي؛

يعي مجتمعنا أن نتنياهو هو المسؤول عن كل ذلك، والمسؤول عن الأجواء المسمومة والكراهية، وعن "قانون القومية" و"قانون كامينتس" وعشرات القوانين العنصرية، فمجرد محاولته (نتنياهو) الحديث مع الناخب العربي استفزت الناخب العربي وجلبت المزيد من الدعم للقائمة المشتركة؛

توجد أمور لا يمكن تغييرها بسرعة وإحداث انقلاب فيها، فالتغيير عملية مستمرة، ولكن هناك أمر حدث فيه انقلاب ولا رجعة فيه إلى الوراء فيه، وهو الوعي السياسي والاجتماعي والاقتصادي لدى الأقلية الفلسطينية في الداخل، ونحن نعول على هذا الوعي.

اقرأ/ي أيضًا | يكرههم ويحابيهم

التعليقات