24/03/2021 - 18:32

شلحت: اليمين يسيطر على البرلمان ويعيد تنصيب نتنياهو

تظهر النتائج المرحلية لانتخابات الكنيست الـ24 انخفاض تمثيل الأحزاب العربية من 15 نائبا إلى 11، وتراجع نسبة التصويت في المجتمع العربي من 65% في الانتخابات الأخيرة إلى 53%؛ كما تظهر أنماط التصويت في المجتمع العربي سخط الناخب على الأحزاب

شلحت: اليمين يسيطر على البرلمان ويعيد تنصيب نتنياهو

نتنياهو في مقر الليكود الانتخابي في القدس، فجر اليوم (أ.ب.)

تظهر النتائج المرحلية لانتخابات الكنيست الـ24 انخفاض تمثيل الأحزاب العربية في البرلمان الإسرائيلي من 15 نائبا إلى 11، وتراجع نسبة التصويت في المجتمع العربي من 65% في الانتخابات الأخيرة إلى 53%؛ كما تظهر أنماط التصويت في المجتمع العربي سخط الناخب على أداء الأحزاب وتوجهاتها.

ويرى الباحث والمحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن الانتخابات الإسرائيلية أفرزت ترسيخا جديدا لقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، لمعسكر اليمين، الذي يسيطر منذ سنوات على الكنيست الإسرائيلي.

وفي حديث لـ"عرب 48"، حمّل شلحت الأحزاب العربية فشل "تكرار الإنجاز" ولفت إلى ضرورة قيامها بالمراجعة مشيرا إلى أنها "قادرة على ذلك" لو امتلكت الإرادة.

"عرب 48": كيف تقرأ النتائج غير النهائية للانتخابات الإسرائيلية؟

أنطوان شلحت

شلحت: كانت الانتخابات، كما وصفت بحق، أشبه بمباراة دربي بين الأحزاب اليمينية ودارت حول شخص الزعيم الذي سيقود الحكم اليميني وليس حول السياسة التي ينبغي على إسرائيل أن تنتهجها، وهي سياسة يمينية بامتياز منذ سنوات طويلة على الصُعد كافة.

في تقديري أن النتائج شبه النهائية أعادت تنصيب بنيامين نتنياهو زعيما شبه أوحد لليمين الإسرائيلي حتى إشعار آخر، وذلك بغض النظر عما إذا كان سيفلح في تأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة أم لا.

"عرب 48": من تعتقد أنه صاحب الحظ الأوفر لتشكيل الحكومة القادمة؟

شلحت: برأيي يبقى نتنياهو صاحب الحظ الأوفر. وهذا سيتأكد أكثر بعد ظهور النتائج النهائية. ولا يجب أن نسقط من الحساب إمكان أن يستقطب قوى من معسكر الأحزاب التي تعارض استمرار حكمه.

وحظوظ المعارضين لنتنياهو أقل من حظه لأنه لا يمكن أن نتخيل إقامة حكومة من معسكر هؤلاء المعارضين من دون تأييد القائمتين العربيتين. وتأييد القائمتين بطبيعة الحال ليس بديهيا وغير مضمون. وبتقديري هناك رفض مطلق لمثل هذا التأييد من طرف بعض المعارضين ما يقلل من احتمالات هذا الخيار قياسا باحتمالات خيار قيام نتنياهو بتأليف حكومة.

"عرب 48": على صعيد الأحزاب العربية، إلى ماذا يُعزى هذا التراجع الكارثي للقائمة المشتركة، ومن يتحمل المسؤولية؟

شلحت: يُعزى إلى عدة أسباب منها أسباب تنظيمية ترتبط بعمل الأحزاب أو القوى المركبة للقائمة.

ومنها أسباب تتعلق بطرح القائمة وماذا تريد من الدخول إلى الكنيست ومن التوصية على مرشح لتأليف حكومة وحجب التوصية عن آخر. ومنها أسباب ترتبط بالواقع المعيشي للمواطنين العرب، وانضافت إليه ما تداعى عن جائحة كورونا من إسقاطات اقتصادية واجتماعية.

ومنها أسباب ناجمة عن الوضع الفلسطيني عموما والأوضاع الإقليمية واتفاقات التطبيع.

وكذلك ما يرتبط بهجوم الأحزاب الإسرائيلية على الصوت العربي. وكل هذه الأسباب تحتاج إلى درس وتحليل مما يضيق المجال للقيام به هنا.

"عرب 48": من يتحمل مسؤولية فشل القائمة المشتركة؟

شلحت: طبعا الأحزاب أولا وقبل أي شيء. وعليها القيام بالمراجعة. ويجب أن نحثها على ذلك وهي قادرة لو أرادت.

"عرب 48": هل تجاهلت المشتركة التوجهات المحافظة في المجتمع العربي؟

شلحت: لا أعتقد ذلك. خصوم المشتركة هم من ادعوا هذا الأمر من دون وجه حق برأيي، ولغاية في نفوسهم. المطلوب في هذا الشأن كما هو أولا ودائما احترام التعددية والتنائي عن الاحتراب والتكفير. هل هذا حلم؟ فليكن، فهو من موجبات بناء المجتمع على أسس سليمة.

"عرب 48": من الواضح أن منصور عباس يستطيع أن يدعي أن نهج المرونة السياسية الذي يتبعه يعكس توجها عاما راسخا في المجتمع العربي؟

شلحت: صحيح أنه يعكس توجها موجودا لكن لا أعتقد أنه راسخ، فضلا عن أنه ليس جديدا كل الجدة وسبق أن جُرّب ولم يسفر عن أي نتائج انعطافية. العبرة من هذه الانتخابات هو أن هذا التوجه يراد له أن يحكم الرؤية المستقبلية لمجتمعنا سواء في علاقته بالقضية الفلسطينية أو بالدولة. وهنا مكمن الخطر الذي يجب التحذير منه باستمرار.

"عرب 48": تشير المعطيات المتوفرة إلى نسبة مشاركة بلغت 53% في المجتمع العربي، وهو تراجع عن انتخابات الكنيست الـ23، هل هو ارتفاع في نسب المقاطعة؟

شلحت: في واقع الأمر فحص هذه المسألة تحتاج إلى أدوات ليست بحيازتي. والفحص يجب أن يشمل إلى أي مدى كان انخفاض نسبة التصويت تعبيرا عن تبني موقف المقاطعة أو عن تبني مواقف أخرى. ما يمكن قوله بشكل أكيد إن انخفاض نسبة التصويت تعكس عدم ثقة بالانتخابات للكنيست، وهي تنطوي في العمق على عدم ثقة كامنة في الأحزاب والقوى التي تخوضها، ولعل هذا هو الجانب الأهم في المسألة.

التعليقات