07/04/2022 - 16:28

أبو شحادة: نحن أمام حدث سياسي متدحرج... اعتباراتنا مرتبطة بقضايا شعبنا

لا يزال الائتلاف الإسرائيلي الحاكم يترنح بعد الضربة الموجعة التي وجهتها له رئيسة الائتلاف، عيديت سيلمان، بإعلانها الانشقاق؛ ورغم بعض التحركات تبقى الضبابية والغموض تكتنف المشهد السياسي في إسرائيل: ما خطط القائمة المشتركة للتعامل مع الأزمة الحكومية الراهنة.

أبو شحادة: نحن أمام حدث سياسي متدحرج... اعتباراتنا مرتبطة بقضايا شعبنا

لبيد، سيلمان، الطيبي، أبو شحادة وتوما - سليمان، في الكنيست (Getty Images)

لا يزال الائتلاف الإسرائيلي الحاكم يترنح بعد الضربة الموجعة التي وجهتها له رئيسة الائتلاف، عيديت سيلمان، بإعلانها الانشقاق؛ ورغم تحركات رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، لمنع سقوط الحكومة، تبقى الضبابية والغموض تكتنف المشهد السياسي الإسرائيلي.

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال رئيس كتلة القائمة المشتركة، النائب سامي أبو شحادة: "نحن في خضم حدث سياسي متدحرج، وحتى الآن لم تتضح الأمور بعد بشكل نهائي. قد تحدث المزيد من التطورات السياسية".

وأضاف أنه "يجب أن ننتبه إلى أن السيناريوهات المتاحة ليست فقط الذهاب إلى انتخابات، فهذا غير دقيق"، ولفت إلى أن "خيار الانتخابات مطروح وبشدة، ولكن هناك أيضا سيناريوهات أخرى ماثلة، منها أن يقدم الائتلاف تنازلات كبيرة جدا لسيلمان في محاولة لإقناعها بالعودة للائتلاف"، رغم استبعاد هذا الاحتمال.

سامي أبو شحادة (Getty Images)

وأوضح أبو شحادة أن "هناك إمكانية إدارة الحكومة بائتلاف من 60 عضو كنيست، ولو لفترة وجيزة لكسب بعض الوقت، وهناك سيناريو آخر يتمثل بمحاولة إقامة حكومة أخرى في هذه الكنيست دون الذهاب لانتخابات، كعقد اتفاق بين (رئيس المعارضة، بنيامين) نتنياهو و(وزير الأمن، بيني) غانتس مثلا".

وفي حوار مع أبو شحادة لاستيضاح موقف القائمة المشتركة حيال الوضع الراهن وخططها للتعامل مع السيناريوهات التي استعرضها أبو شحادة وتم طرحها منذ إعلان سيلمان عن انشقاقها، سأل "عرب 48": هل هناك قرارات لكتلة المشتركة حول التطورات السياسية الأخيرة؟

أبو شحادة: من جهتنا، لسنا جزءًا من الائتلاف أو المعارضة في الكنيست، نحن نمثل قضايا شعبنا أمام الحكومة، هذا هو دورنا، والساحة السياسية لم تتضح حتى بعد، وحتى لو كانت هناك انتخابات برلمانية قادمة، ليست هذه النقاشات هي التي نبني عليها اعتباراتنا وبرنامجنا السياسي. لدينا مصالح أخرى ولدينا رؤية مغايرة، لدينا تحد يتعلق بمشاركة أبناء شعبنا في الانتخابات، في ظل نتائج الانتخابات الأخيرة. علينا مراجعة التجربة ودراسة كيفية رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي.

"عرب 48": ومع ذلك، نحن نُقبل على فترة قد يطلب فيها المعسكران السياسيان الإسرائيليان في الحكومة والمعارضة دعمكم؟

أبو شحادة: هذا واضح طبعا، أصلا عندما يكون هناك ائتلاف حاكم مبني على أغلبية صوت واحد فإن أي تغيير بسيط يضع الائتلاف الحكومي في خطر، ويصبح كل عضو كنيست لاعبا مركزيا وله وزن سياسي أكبر بكثير من حجمه، لأن عضو كنيست واحد يمكن أن يدعم الائتلاف أو يسقطه. نحن موجودون في هذا الموقف منذ الأيام الأولى للحكومة، لذلك تمكنا مرات - بسبب هشاشة الائتلاف - من استغلال هذا الوضع لتقديم بعض القوانين والدفع ببعض القضايا.

"عرب 48": كيف ترى تطور الأزمة؟ هل سنشهد المزيد من الانشقاقات في حزب "يمينا"؟

أبو شحادة: هناك شيء مهم لا يتم الحديث عنه مطلقا، العامل الأساسي لفهم المشهد، وهو عنصرية المجتمع الإسرائيلي والأحزاب الصهيونية.

سبب الأزمة الراهنة أن شركاء رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، في الائتلاف، وسابقا في المعارضة مثل نتنياهو، يتعاملون معه على أنه لاعب غير شرعي في الخارطة السياسية الإسرائيلية. ورغم كل التنازلات التي قدمها، والسباق الذي خاضه في تقديم التنازلات لنيل الرضى من الأحزاب الصهيونية، كل ذلك باء بالفشل وبقي عباس غير شرعي وغير مقبول في الخارطة السياسية الإسرائيلية لأنه عربي، بدون فهم هذا الواقع لا يمكن فهم الأزمة. هناك ائتلاف حكومي لا يوجد نقاش سياسي بين مركباته.

"عرب 48": رغم ادعاء سيلمان أن الانشقاق قضية عقيدة ومبادئ (الطعام المختمر في الفصح) هي القشة التي قسمت ظهر البعير، على حد وصفها؟

أبو شحادة: إذا كانت هذه القشة هي التي قسمت ظهر البعير، فما هي الأمور الأخرى التي أثقلت ظهر البعير، لم نسمع عن نقاش سياسي بين وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، وبينيت ولا بين منصور عباس والائتلاف. عدم شرعية الائتلاف (إسرائيليا) نابعة من المشاركة العربية (متمثلة بالقائمة الموحدة) فيه، سيلمان غير قادرة عن الدفاع عن الائتلاف ليس بسبب الخميرة؛ هذا كلام لا يستحق الذكر.

"عرب 48": تصريحات نواب المشتركة تؤكد اعتبارها لهذه الحكومة حكومة سيئة؛ الأكثر هدما في النقب والأشرس على صعيد البناء الاستيطاني، وهناك فرصة مواتية لإسقاطها، كيف ستتصرف القائمة المشتركة؟

أبو شحادة: القائمة المشتركة ستدرس كل السيناريوهات وتقرر بناء على ذلك، ولكن من الواضح لنا – تاريخيا - أنه لدى وجود فرصة لإسقاط الائتلاف الحكومي، صوتت الأحزاب العربية مع إسقاط الحكومة، ليس فقط لأننا نريد إسقاط الحكومة، بل لأن سياسات الحكومات كانت موجهة ضدنا وضد أبناء شعبنا.

وهذا الائتلاف أيضا أثبت بالأرقام أنه كان الأسوأ، إذا حكومة التغيير كانت تغييرا نحو الأسوأ، انظر إلى أرقام هدم البيوت في النقب، إلى عدد الشهداء في الضفة وإلى الاستثمار في تعميق الاستيطان، وإلى مشاريع التهويد في القدس، وإلى المواقف السياسية السيئة تجاه كل ما هو فلسطيني. رئيس الحكومة لا يعترف أصلا بوجود شعب فلسطيني، ويرفض حتى استئناف عملية التفاوض الهزيلة التي كانت قائمة، ويصرح بشكل واضح بأنه من ناحيته انتهت صلاحية اتفاقيات أوسلو.

وختم شحادة قائلا: "في إسرائيل هناك عملية إفلاس سياسي، تم تفكيك المؤسسة الحزبية المبنية على الفكر الأيديولوجي وكل الأحزاب تشبه بعضها وتحمل نفس الخطاب السياسي، ولذلك أي عودة للانتخابات يمكن أن تبني تحالفات جديدة من الصعب رؤية معالمها لذلك لن يكون من السهل الذهاب لانتخابات".

التعليقات