31/05/2023 - 17:51

خيمة الاعتصام ضد الجريمة والشرطة بالقدس تختتم فعاليّاتها: "حالة خطر وجوديّ"

عقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد ولجنة مكافحة العنف والجريمة في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، اليوم، مؤتمرا صحافيا تلخيصا لفعاليات خيمة الاعتصام ضد العنف والجريمة ولوضع الخطوات المستقبلية، تضمن كلمات لممثلي المتابعة والسلطات المحلية.

خيمة الاعتصام ضد الجريمة والشرطة بالقدس تختتم فعاليّاتها:

من الخيمة بالقدس، اليوم (عرب 48)

اختُتمت، مساء اليوم الأربعاء، فعاليات خيمة الاعتصام التي نُصبت أمام المباني الحكومية في مدينة القدس، قبل يومين، احتجاجا على الجريمة المتفشية في المجتمع العربي، وضد تواطؤ الشرطة في محاربة الجريمة.

وزارت وفود عدة خيمة الاعتصام منذ افتتاح نشاطات الخيمة، أول من أمس الإثنين ولغاية اليوم، إذ استقبلت الخيمة الوفود والزائرين.

وعقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد ولجنة مكافحة العنف والجريمة في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مساء اليوم، مؤتمرا صحافيا تلخيصا لفعاليات خيمة الاعتصام ضد العنف والجريمة ولوضع الخطوات المستقبلية.

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة لـ"عرب 48" إن "الرسالة من الخيمة وصلت إلى الجهات المسؤولة والمتخاذلة في مكافحة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي، ونحن راضون عن مستوى التفاعل الذي كان في الخيمة، إذ زار الخيمة عشرات من رؤساء السلطات المحلية وأهالينا من مختلف البلدات".

وعن الخطوات المقبلة، ذكر بركة أنه "ستكون مجموعة من المظاهرات الكبرى في المدن الكبرى، والمظاهرة القريبة سيعلن عنها يوم السبت القريب، وذلك بعد اجتماع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، إذ ستكون هذه المظاهرة صرخة شعب".

من جانبه، حمّل رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد، الشرطة الإسرائيلية المسؤولية عن الجريمة وعدم لجم المجرمين، "وهذا يتمثل بنسبة فك لغز الجرائم المنخفضة جدًا هذا العام، والذي يبيّن فشلا ذريعا، وهو 6 جرائم من أصل 85 جريمة وقعت في المجتمع العربي".

وأكد محاميد أن "الحل لتقليل نسبة الجريمة والعنف، لا يأتي فقط من الشرطة، إنما تكاتف كافة الوزارات معًا: وزارة الإسكان، والرفاه، والتعليم، إذ إنه يجب على كل هذه الوزارات وغيرها دعم المجتمع العربي، حتى ننهض ونتخطى الجريمة".

وقال رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية، الشيخ غالب سيف لـ"عرب 48"، إن "رسالتنا واضحة، ووصلت الحكومة والمجتمع الإسرائيلي، إننا شعب لا يمكن أن يتساهل مع القضية المبنية أساسًا ضد وجودنا وحياتنا وأمننا في هذه البلاد".

وأضاف سيف: "نوجه لكل أبناء شعبنا في كل مكان، إننا في حالة خطر وجودي، ويجب أن نعمل بكل الأساليب، ونمنع هذا الخطر الوجودي الذي يستهدفنا جميعنا، والوقوف أمام هذا هو الوحدة".

واختتم سيف حديثه بالقول، إنه "يجب علينا العمل، والإظهار للعالم أن الحكومة والمؤسسة الإسرائيلية تهدف إلى ضرب وجودنا في هذه البلاد، عن طريق الجرائم والشرطة؛ هذه المؤسسة تشارك في الجرائم التي تحصل في مجتمعنا".

بدوره، قال القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي في مدينة أم الفحم، محمود أديب، خلال كلمته: "أثناء انعقاد هذه الخيمة، قُتل رجل في مدينة أم الفحم بوضح النهار، ومن عائلة قُتل منها 7 أشخاص حتى اللحظة، وأرقام القتلى في المجتمع العربي تزداد بشكل كبير جدًا، ولكن عندما كانت هبة الكرامة عام 2021، كادت الجريمة تختفي من الشارع، وهذا دليل على أن الشرطة وأذرعها هي التي توجه الجرائم".

وتطرّق أديب إلى "الحراك الفحماوي الموّحد"، الذي عمل ضد الجريمة، وقال إنه "من مدينة أم الفحم، انطلقت مظاهرات كبيرة جدًا على مدار شهور، وتم إغلاق شوارع كبرى في البلاد ومركزية، ومنها شارع وادي عارة الرئيسي، كان يغلق كل يوم تقريبًا بفعل هبة الشباب".

وأضاف: "لا نزال بمنتصف السنة، وحتى اللحظة قُتل 85 مواطنًا، وذلك جراء سياسية الجريمة المنظمة المنتشرة في المجتمع العربي، وهذه الحكومة التي يجب أن توفر لنا الأمن والأمان؛ وزيرها المسؤول عن الأمن والأمان، يسعَد عندما يُقتل العرب".

وتابع: "للأسف بات الجميع مهددًا جراء الجريمة المنظمة والمتفشية في مجتمعنا العربي، لذلك هناك حاجة لقرارات تصعيدية، إذ إننا بحاجة إلى إغلاق الدولة، وبخاصة أن الشباب هبّوا قبل عامين في أم الفحم وغيرها من أجل العيش بأمن وأمان، لذلك يجب علينا دعم هؤلاء الشباب وعدم الوقوف أمامهم".

وانطلقت فعاليات خيمة الاعتصام، يوم الإثنين الماضي، وشهدت الخيمة فٌبالا واسعا من القيادات العربية والمواطنين العرب من أجل النهوض ومكافحة الجريمة، والعيش بأمن وأمان.

ودعت المتابعة مندوبي وسائل إعلام محلية ودولية وممثلي السفارات المختلفة إلى جانب الجمهور الواسع للخيمة، للاطلاع على عمق وخطورة ظاهرة العنف والإجرام في المجتمع العربي.

وأكدت أن هذا النشاط يأتي ضمن حملة واسعة تحت عنوانيّ: "نريد الحياة" و"نحن نتهم" في إشارة إلى أن استفحال الجريمة المنظمة نتاج لسياسة سلطوية ممنهجة.

ونظمت المتابعة مظاهرة قافلة السيارات الاحتجاجية، يوم الأحد الماضي، على مدى ساعات في شارع 6 المركزي، وأيضا شارع رقم واحد الموصل إلى القدس، ردا على اتساع ظاهرة الجريمة.

وكانت قافلة السيارات قد انطلقت من عدة نقاط من الجليل والمثلث والنقب، وبعد ساعات من سيرها البطيء، خاصة في شارع 6، توقفت عدة مرات، ما تسبب باختناقات مرورية كبيرة، وعلى طول المسيرة حاولت عناصر الشرطة استفزاز السائقين، والمشاركين، الذين كانوا ينزلون من السيارات في عدة محطات، رافعين شعارات القافلة التي حددتها لجنة المتابعة. وعند التقاء قافلتي الشمال والجنوب في مفترق اللطرون، اتجهت القافلة إلى القدس عبر شارع واحد، وأيضا ببطء، ما زاد من الاختناقات المرورية أكثر، التي أوصلت صرخة القافلة إلى مئات آلاف المواطنين. وعند وصولها إلى منطقة مكاتب الوزارات في القدس، وجه رئيس المتابعة التحية لكافة المشاركين والمشاركات في القافلة، وخصّ بالذكر أمهات وزوجات الضحايا، اللواتي مشاركتهن في القافلة كانت بحد ذاتها صرخة جماهير بأكملها، وأعلن عن نصب خيمة اعتصام في هذه المنطقة، بدءا من اليوم الإثنين ولمدة ثلاثة أيام.

78 قتيلا في المجتمع العربي منذ مطلع العام

بلغ عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي بالبلاد، منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، 78 قتيلا بينهم 6 نساء وطفلان.

ويشهد المجتمع العربي تصاعدا متواصلا في أحداث العنف والجريمة، في الوقت الذي تتقاعس فيه الشرطة عن القيام بعملها لمكافحة الجريمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن مع منظمات الإجرام، وصمت المجتمع.

وتحولت جرائم إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمر معتاد خلال السنوات الأخيرة في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.

جاء ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

التعليقات