العشرينية المُنصفة / مراد حدّاد

عشرون عامًا مرت على تأسيس التجمع كافية لأن يصبح كل من رافق التجمع منذ التأسيس حتى اليوم مؤرخًا .

العشرينية المُنصفة / مراد حدّاد

عشرون عامًا مرت على تأسيس التجمع كافية لأن يصبح كل من رافق التجمع منذ التأسيس حتى اليوم مؤرخًا . 

وعبر النشطاء المؤرخين، نفهم بدقة نشأة الحزب، التناقضات التي حلت عليه ونقاط قوته مثل نقاط ضعفه.

ومن ينوي أن يخوض في التأسيس عليه أن يحاور المؤسسين لينجز مادة علمية، وأن يستمع إلى خصوم تلك الحقبة ليتعمق أكثر في مضمون الخطاب وتأثيره على مرحلة تاريخية اتسمت بالتنازلات خصوصًا بعد اتفاقية أوسلو المشؤومة .

لكن من ينوي أن يفهم "روح الحزب"، قوة فكرته وأثرها، عليه أن يلتفت أولا إلى النشطاء والأعضاء الذي أمضوا حياتهم في الحزب وواصلو التضحيات بالتضحيات ليقف الحزب اليوم في محل قوة ممثلا مركزيا للحركة الوطنية في الداخل . 

إنهم الأفراد الذين لم يتغيبوا يومًا عن اجتماعات الفرع في بلدهم، بل إنهم المؤسسون لفروع حزبية في بلدات لم تطأها قدم من الأحزاب السياسية الأخرى لسنوات طويلة . قد لا يعرف شبابنا اليوم معلومات عنهم إلا اسمهم وإسم بلدتهم، بل قد لا يعلم أبناؤهم الناشطون في التجمع عن دورهم التاريخي.

هذه العشرينية لهم، أصحاب المعارك التي لم يرها الإعلام، فلحقهم الأذى في بلداتهم أحيانا كثيرة عبر حملات تحريض حركتها قوى رجعية أو مخابراتية، وواجهوها مرات كثيرة دون علم الحزب. 

هم من جعلوا خطاب التجمع مركزيًا في الأيام الأولى للانتفاضة الثانية عندما كانوا في مقدمة المواجهة، وهم الذين تصدوا لأجهزة الأمن والمخابرات بصلابة عقب حملتها التي لحقت بالتجمع يوم نفي القائد المفكر عزمي بشارة وهم من حافظوا على شرعية الحزب بين الناس كلما حاولت المؤسسة نزع الشرعية عن كتلته البرلمانية قبيل الانتخابات البرلمانية.

هذه العشرينية لهم، من ضحوا ووفوا وحملوا المشروع بصدق، وانتقلوا بصدق أيضا من القول للفعل، دون تكريم، لم يأت ولم ينتظروه. 

التعليقات