الذّكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد الشاعر راشد حسين

الصحافة الاسرائيلية امتلأت بالعناوين المندّدة بإعادة جثمانه إلى فلسطين، كتّاب وسياسّون اسرائيلّون كثر لاموا إسرائيل، ومنهم مَن هاجمها متسائلا: كيف نعيد جثمان عدو اسرائيل؟

الذّكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد الشاعر راشد حسين

 

عاشَ راشد حسين وحيدًا، في نيويورك لم يكن أحد هناك، وحده إدوارد سعيد ومعين بسيسو وبقيّة أصدقاء أوفياء كانوا يتواصلون معه.. عاش راشد نظيفًا، ومات نظيفًا.. يقول عنه الرّوائي اللبناني الكبير إلياس خوري: كنّا نجلس في بيروت نتناقش في أمور السياسة والفنّ، وكان راشد ينزوي في المقهى، يدخّن ويحلم بالعودة إلى مصمص وفلسطين. 

استُشهد راشد في شباط 77 في شقّته في نيويورك.. كتب محمود درويش (الّذي كان بعيدًا عن راشد وكانت تصله أخباره من بعض الأصدقاء ) بأنّ راشد احترقَ في نيران قصائده حين أشعل النّيران بأشرطة الكاسيت الّتي يسجّل عليها قصائده) كتبت آنّا ليفي طليقته الأميركيّة "حين وصلني نبأ وفاة راشد.. زرت شقّته لم يكن محترقًا. إسرائيل رفضت إعادة جثمانه إلى فلسطين، الولايات المتّحدة كذلك، إدوارد سعيد والأصدقاء هناك أعادوه بعد رفض صارم من العائلة لبقائه في نيويورك.. حين عاد راشد في الثامن من شباط 1977 لم تكن جّته محروقة.. لم تسمحإسرائيل بتشريحه، كان شرطها أن يعود فيُدَفن فورًا، حين أعيدت أغراضه من أميركا كانت الأغراض محروقة!!! كيف؟

الصحافة الاسرائيلية امتلأت بالعناوين المندّدة بإعادة جثمانه إلى فلسطين، كتّاب وسياسّون اسرائيلّون كثر لاموا إسرائيل، ومنهم مَن هاجمها متسائلا: كيف نعيد جثمان عدو اسرائيل؟

ولكن.. كانت اللافتة الكبيرة التي رفعها أهالي قرية مصمص والجماهير الفلسطينية في مدخل قريته أصدق: الوطن يرحّب بابنه العائد. وكانت عبارة والده الحاج حسين الحاج محمود أصدق حين قال: أهلا بضيوف راشد في مصمص.
كتب شقيقه الأديب الكبير أحمد حسين :
جدّدتَ عهدكَ والعهود وفاءُ. .. إنّا على درب الكفاح سواءُ
نَم في ثراكَ فلستَ أّول عاشق... قتلْته أعين أرضه النجلاء

في الذّكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد الشاعر الذي تنبأ بالانتفاضة كما وصفه الراحل ياسر عرفات.. نجدد الوفاء لروح شاعر وأديب رفض كل الإغراءات فكان شاعر القضية الفلسطينّة والإنسانية بالدرجة الأولى.
 

التعليقات