31/10/2010 - 11:02

الإرهاب الصهيوني في شفا عمرو/ نضال حمد

الإرهاب الصهيوني في شفا عمرو/ نضال حمد
البعض، لكن في غابة الاحتلال الصهيوني التي تمتد لتفرض سيطرتها على معظم أراضي الشعب الفلسطيني، لا يمكن للفلسطينيين التعايش مع حيوانات متوحشة، حيوانات مستوردة من كافة ارجاء وغابات الكون. حيوانات مفترسة تستمد وحشيتها من ابادة الهنود واستعباد السود واستئصال وعزل العرب خلف جدار عنصري تفوق على جدار برلين الشهير... تلك هي الغابة الصهيونية التي تعج بالحيوانات المفترسة... حيوانات لم تكتف بوحشيتها فحملت السلاح وأحدث ما أنتجته العقليتان الأمريكية والصهيونية من آلات للقتل وسفك الدماء. فالسلاح بأيدي المستوطنين مثل الرضاعات بأيدي الأطفال الصغار، خاصة انه السلاح الذي يتم منحه وترخيصه من الدولة. وهو سلاح بأيديهم وحقد في رؤوسهم وهمجية في قلوبهم وعفن في عقولهم. انها دولة الابارتهايد الأحدث، حيث غابة سلاح ووحوش من المستوطنين المدججين بالسلاح والحقد والعنصرية والوسخ العقائدي الصهيوني، وسخ ووحل وعفن كل ما عرفته البشرية من إجرام وإرهاب وعداء للإنسانية. وسخ غولدشتاين ، عامير ، زئيفي، شامير، جيبوتنسكي، بيغن ، شارون وكل الرموز الصهيونية التي أسست والتزمت الإرهاب منذ احتلالها فلسطين وحتى يومنا هذا.



الجندي المستوطن، المجرم، عيدن تسوبيري هو أحد إرهابيي مستوطنة تفواح في الضفة الغربية، ومن تلاميذ مدرسة الإرهاب والقتل والإجرام التي تخرج منها غولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل. وهو امتداد لفتاوى الحاخامات المتطرفين اليهود، الذين يعملون بحرية وبدون محاسبة ورقابة، حيث من اولويات برامجهم نشر الموت والدمار بين العرب الفلسطينيين في كافة أرجاء الوطن الفلسطيني السليب. وهم كذلك دعاة الترانسفير الذي كان يؤمن به ويردده دائما كل من المقبور كاهانا والا مأسوف عليه وزير السياحة السابق زئيفي وكذلك وحشهم الأكبر أرييل شارون. وهناك غيرهم الكثير من أهل العنصرية الصهيونية التي تحكم الكيان الإسرائيلي خلف جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة.



حدأح ليست عملية شفا عمرو بالعملية العابرة بل هي امتداد لنهج سفك الدماء الذي شربه ورضعه الصهاينة مع حليب المستوطنات وحاخامات التطرف الديني والاستعماري. فعملية عيدن تسوبيري الإرهابية الإجرامية البشعة، التي أودت بحياة العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة شفا عمرو، هي عملية إرهابية صهيونية إسرائيلية، أخذت قوتها واستمدتها من السياسات الرسمية الإسرائيلية التي ترعى الإرهاب اليهودي في المدارس والمصانع والجيش والشرطة والشارع وفي كل مكان من فلسطين المحتلة. تلك العمليات التي غذت قيام كيانهم فوق أراضي وفي بيوت الشعب الفلسطيني.. حيث قاموا بعد ذلك بتسميته كيان إسرائيل. وهذا الكيان لازال يحلم بمقولة صناعه الشهيرة "ارض اسرائيل من الفرات الى النيل". ولأن هذا الكيان دخيل وغريب عن المنطقة ، ومرفوض من ناسها وأهلها، حرص على مواصلة نهج الإرهاب مع الفلسطينيين والعرب. فقام بمئات المجازر والمذابح قبل واثناء وبعدما استولت جيوشه الغازية على بلاد الفلسطينيين. إذن مجزرة الأمس شبيهة بمذابح الصهاينة الأخرى في كافة أرجاء فلسطين التي تعرضت لأكبر عملية سطو وسرقة فنكبة جماعية يشهدها التاريخ البشري الحديث.



بين إسرائيل وآلهة الشر والخراب والحقد والدمار والعنصرية قرابة وثيقة وعلاقات متينة. فكلاهما ولد بفضل يد الإرهاب وبلون الدم الأحمر القاني والساري على الأرض وفي الميادين والأماكن العامة والخاصة. ولا يمكن الحديث أو الكتابة عن تاريخ الدولة الصهيونية في فلسطين المحتلة دون العودة للمذابح والمجازر وسياسة الاقتلاع والاستئصال التي مارستها القيادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني الصابر الصامد. وما يجعل تلك السياسة حيّة هو عدم تخلي العقلية الصهيونية الحاكمة في تل أبيب عن تلك الطريقة وذاك النهج الاستعماري الدموي في التعامل حتى مع الفلسطينيين الذين ظلوا في مدنهم وقراهم في فلسطين المحتلة التي صارت بالقوة إسرائيل. وتتباهى الحركة الصهيونية بأن دولتها المولودة بالأنابيب الصناعية، والتي تعيش بالتنفس من الرئة الأمريكية،على أنها الواحة الديمقراطية الوحيدة والأكثر حداثة في شرق المتوسط. نعم هي واحة لأنها تقع على أراضي الغير وفي بيوت الآخرين الذين تم قتلهم أو طردهم من المكان. وهي واحة بلا راحة ولن تنعم بالراحة لأنها سلبت واستولت على الأرض والمال والحلال ولم تترك شيئا إلا ونهبته. واحة حولتها عقلية الإرهاب الغازية والدخيلة إلى غابة سلاح. حيث تقوم عصابات الإجرام والاستيطان الصهيونية المسلحة والتي تملأ جيش الموت الإسرائيلي بما تقوم به من أعمال إجرامية وإرهابية. ولأنها حركة لصوص. حركة إيديولوجية تستلهم ما جاء في العقيدة الحاقدة التي تعتبر زادها الأول وملهمها الأساسي في العدوان على الشعب الفلسطيني والآخرين.سوف تستمر في عدوانها وإجرامها وإرهابها إلى أن يتمكن أهل فلسطين من قلب المعادلة.



قتل عيدن تسيبوري كان حلا سريعا لمسألة سريعة وجاء في حالة غضب عمت الناس والمدينة، ويعتبر عقابا ضروريا وملزما لشخص وحش ومتطرف وإرهابي مثلما هو الجندي المستوطن المذكور. لكن حل المشكلة الأساسي يكمن في تغيير أو إنهاء وشطب الفكرة الصهيونية التي تعتبر العربي مشروع جاهز للموت حيث هي تحيا بموته وعلى أرضه وفي بيته. لقد تكررت كثيرا مثل تلك الأحداث في فلسطين بكل أجزائها وجغرافيتها المقسمة بحسب أرقام سنوات الاحتلال والغزو حربا وسلام. وما حصل في يوم الأرض ، ثم في هبة أكتوبر، وما حدث بالأمس في شفا عمرو يكذب كل ما يقال عن إمكانية تعايش بين الضحية والجلاد .

التعليقات