31/10/2010 - 11:02

فصائل المنظمة: بين بيانات رفض العودة للتفاوض.. وتمرير قرارات عباس../ نزار السهلي*

فصائل المنظمة: بين بيانات رفض العودة للتفاوض.. وتمرير قرارات عباس../ نزار السهلي*
منذ الإعلان في مقر جامعة الدول العربية 3 مارس/ آذار، عن تقديم غطاء عربي للسيد محمود عباس وسلطته للعودة إلى التفاوض "غير المباشر" أصدرت عدد من فصائل مشكلة ومنضوية في م.ت.ف بيانات تتراوح بين التنديد ورفض العودة إلى أي شكل من أشكال التفاوض قبل الالتزام بالشروط التي وضعتها السلطة... عباس وعريقات أعلنا بأن "العودة" لن تتم قبل سلسلة اجتماعات في المنظمة.. فيما الأخبار تتحدث عن استئنافها بداية الأسبوع مع وصول ميتشل إلى المنطقة..

في اليوم التالي للغطاء العربي (باستثناء الموقف السوري)، نقرأ البيان الصادر عن المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: يدين قرار العودة إلى المفاوضات العبثية ويعتبره انتهاكا لقرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية..
وبحسب البيان ( 4 مارس)، دعا المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المجلس المركزي واللجنة التنفيذية في م.ت.ف. إلى تحمل المسؤولية في صون قراراتهما بشأن المفاوضات ومتطلباتها!

الجبهة الشعبية من جانبها وعلى لسان عضو مكتبها السياسي أبو أحمد فؤاد قالت: موافقة السلطة العودة للمفاوضات مخالف لقرارات اللجنة التنفيذية ولإجماع فصائل المقاومة.. فيما أعلنت ببيان رسمي منشور في موقع الجبهة عن أن : قرار وزراء الخارجية العرب بالعودة للمفاوضات مدان وغير مقبول!

كذلك فعلت جبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية وجبهة النضال وحزب الشعب.. أدانت ورفضت جميعها القرار العربي والعودة للمفاوضات تحت أي مسمى بدون إلزام الجانب الصهيوني بوقف تام للاستيطان المستشري..

لن نتحدث كثيرا عن مواقف القوى الوطنية والإسلامية (من القيادة العامة مرورا بحماس والجهاد وبقية الفصائل) ولا عن الشخصيات الوطنية وبعض الكتاب الفلسطينيين.. ولا عن الأجنحة العسكرية للمقاومة..

نحن نتحدث عن فصائل تتشكل منها اللجنة التنفيذية للمنظمة.. وفي أغلبها تعتبر توجه عباس (رئيس المنظمة) نحو المفاوضات العبثية "انتهاكا لقرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية".. مما يعني بأن عباس ومعسكره يمعنان بالاستفراد وبخطف اسم المنظمة لتمرير السياسة المتعارضة مع معظم القراءات السياسية للواقع الفلسطيني ومنه التفاوضي..

وحدها حركة فتح لم تخرج بموقف واضح ومحدد، رغم وجود شخصيات غير موافقة على هذه السياسات، وهي المنشغلة منذ عقد مؤتمرها صيف العام الماضي بتأخير انفجار و تشظي أوضاعها..

يبدو أنه من الأهمية بمكان أن نسجل ملاحظة مهمة فيما أعلنته من مواقف هذه الفصائل، فانتهاك ومخالفة قرارات التنفيذية وإجماع فصائل المقاومة يعني بأن هذه الفصائل لم تعد قادرة على لجم هذا التهافت الذي يمثله خط عباس.. وهي التي كانت تدرك تحركات السلطة للبحث عن غطاء عربي..

أما الملاحظة الأخرى، ففي قادم الأيام سنكتشف بأن هذه المواقف الرافضة، عبر البيانات الرسمية الموثقة، بأن عباس سيمارس لعبته: اجتماع لجنة تنفيذية.. تناقش الخطوة.. يعلو الصراخ.. الاحتجاج.. الرفض.. وفي النهاية سيخرج "أمين سر" هذه اللجنة ليلقي بيانا عن موافقة أعضاء التنفيذية على منح عباس فرصة 4 أشهر!

فهل يمكن أن تتحول البيانات الرسمية الرافضة إلى عكس ما تعودنا عليه طيلة سنوات تلاعب عباس وفريقه بهذه المنظمة ومؤسساتها؟

سؤال لا تصعب الإجابة عليه من ذات البيانات التي تتحدث عن "خرق" للقرارات.. فلو كنا أمام مجلس إدارة شركة، وليس حركة تحرر وتحرير، يمارس فيها رئيس مجلس إدارتها هذه الممارسات التي يمارسها عباس لكنا رأينا موقفا آخرا.. ربما تحتاج هذه الفصائل لبعض الشجاعة لعزل وفضح هذه السياسات التي تعتمد عقلية تجارية فاشلة في إدارة الصراع.. فليس من حق عباس ولا غيره الاستقواء بمواقف دول أخرى على الحالة الفلسطينية..

وربما يكون هذا هو الامتحان الحقيقي والأخير لهذه الفصائل لتثبت أي نوع من المصداقية التائهة في بيانات تتناقض ورفع الأيدي تأييدا وتفويضا..

التعليقات