31/10/2010 - 11:02

ماذا وراء حديث بوش عن النقب والجليل؟../ نادية حجاب

ماذا وراء حديث بوش عن النقب والجليل؟../ نادية حجاب
ليس أمراً عادياً ان يولي رئيس دولة ما اهتماماً لتطور محلي في بلد آخر، ومع ذلك فان رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش يتحدث عن منطقتي النقب والجليل"الإسرائيليتين" بالإضافة إلى التزام أميركا نحو إسرائيل كـ"دولة يهودية". لكن لماذا يفعل بوش ذلك، وما الذي يجري في النقب والجليل، وما الذي يجب فعله في هذا الشأن؟

في خطابه في 16 من تموز/يوليو 2007 بشأن الشرق الأوسط صرح بوش: "إن رئيس الوزراء اولمرت قد أوضح أيضا أن مستقبل إسرائيل يقوم على تنمية النقب والجليل، وليس على مواصلة احتلال الضفة الغربية"، وجدد بوش "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل كـ"دولة يهودية وموطن للشعب اليهودي" من دون أي ذكر للفلسطينيين من مواطني إسرائيل، الذين يشكلون خمس عدد السكان، ومع ذلك سيكونون الأكثر تأثرا وبشكل جدي بأي خطط للتنمية لصالح اليهود في الجليل، حيث يشكل الفلسطينيون غالبية فيه، أو في النقب حيث هم أقلية كبيرة العدد.(1)

ماذا يكمن خلف إشارات بوش؟
أول إشارات بوش وأكثرها جدية إلى الجليل والنقب كان عام 2004.(2) في ذلك الوقت كان رئيس الوزراء السابق ارييل شارون يبحث في خطط الانفصال عن غزة للوصول الى نهاية للنزاع مع الفلسطينيين وفقا لشروط إسرائيل.

وقد أسفرت جهود شارون عن الرسالتين المثيرتين للجدل المتبادلتين بينه وبين بوش في 14 ابريل 2004. وقد أقلق ذلك الفلسطينيين الموجودين تحت سلطة الاحتلال العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية وغزة وفي القدس الشرقية، لأن بوش كتب في رسالته أن أي اتفاقات تتعلق بالوضع النهائي يجب أن تعكس"الحقائق على الأرض"، وبذلك أعطى موافقته على تملك دائم لإسرائيل لمساحات واسعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي..

كما أن ذلك أقلق فلسطينيي الشتات لأنه يمهد لإقفال الباب على حقهم في العودة الى ما هو الآن "دولة إسرائيل"، فضلاً عن كونه يشكل أيضا خرقاً للقانون الدولي.

وأدى إلى إثارة القلق العميق لدى المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل لأنه أعطى إشارتين ذهبتا أبعد مما ركزت عليه اتفاقات أوسلو بشأن الأراضي المحتلة عام 1967.
* إشارة بوش الى خطط اسرائيل لـ"جلب فرص جديدة إلى النقب والجليل" تقدم دعماً لسياسات حكومية اسرائيلية متواصلة وطويلة الأمد للحد من تكاثر الشعب الفلسطيني وإمكان حصوله على الأرض.
* إشارات بوش إلى إسرائيل كـ"دولة يهودية" تقدم دعماً لعدم المساواة لمواطنيها الفلسطينيين.(3)

وحقيقة أن خطاب بوش في تموز/يوليو 2007 أشار مجددا إلى إسرائيل كـ"دولة يهودية"، وإلى تنمية النقب والجليل، لا يمكن أن يكون أدخل الطمأنينة الى مواطني إسرائيل من الفلسطينيين.

الروابط بين السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وداخل إسرائيل:
جذبت تصريحات بوش، ربما بشكل غير متعمد، الانتباه إلى التشابه بين سياسات حكومة اسرائيل في الأراضي المحتلة عام 1967، وداخل إسرائيل نفسها.(4) وكمثال على ذلك، جمدت إسرائيل وفعليا عام 2000 نحو 120 ألف طلب جمع شمل عائلي لفلسطينيين في الاراضي المحتلة. وعلى نحو مشابه، أقرّ الكنيست في إسرائيل نفسها في 21 مارس 2007 تمديد وتوسيع نطاق قانون الجنسية الذي يمنع مواطني اسرائيل من الفلسطينيين حق إعطاء جنسيتهم لأزواجهن أو زوجاتهم من فلسطينيي الأراضي المحتلة . (5)

وكانت منظمة العفو الدولية دانت تمديدا في وقت سابق للقانون معتبرة إياه "تمييزاً عنصرياً مؤسساتياً" "صادراً عن اعتبارات ديموغرافية أكثر منه أمنية، أي تصميماً على الحد من نسبة العرب الاسرائيليين بين سكان البلد".(6)

وفيما كانت هناك بعض ردود الفعل الدولية ضد المصادرة الاسرائيلية للأرض والطرق المخصصة فقط لليهود في الضفة الغربية، فانه معروف بشكل أقل أن كثيرا من أراضي إسرائيل متاح فقط لليهود.

وقد أقر الكنيست حديثا، في 18 تموز/يوليو 2007 ـ بأصوات 64 عضو كنيست ضد 16ـ بالقراءة الأولى قانوناً يسمح بإبطال توصيات المدعي العام القاضية بأن الأرض المملوكة من الصندوق القومي اليهودي يجب أن تكون من الآن فصاعدا متوفرة لمواطني إسرائيل من الفلسطينيين.(7)

تقارير من الجليل والنقب
ملاحظات بوش أقلقت الفلسيطنيين المواطنين في إسرائيل إلى حد كبير لأنهم خبروا خسارة الأرض الفادحة منذ قيام إسرائيل، ولا تزال حية في الذاكرة البرامج الإسرائيلية الرسمية لتهويد الجليل في الستينيات والسبعينيات التي تركت لهم جزءاً ضئيلاً من الأرض التي كانت ملكهم عند إقامة الدولة عام 1948، وأبقت لهم فقط مساحة ضيقة للازدياد الطبيعي وتطوير بلداتهم وقراهم، وعلاوة على ذلك فإن كثيراً من هؤلاء المواطنين كانوا نازحين في ذلك الوقت، ولم يسمح لهم أبدا بالعودة الى أراضيهم الاصلية.

وفي النقب أعادت الحكومة الإسرائيلية توطين 80 ألف من البدو في سبع بلدات ورفضت الاعتراف رسمياً بالبلدات القائمة.(8) وفي الفترة الأخيرة دمرت سلطة إدارة الأراضي الإسرائيلية منازل البدو في عتير وأم الحيران لإقامة تجمع يهودي.(9)

واستنادا إلى المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل – عدالة- فإن سكان عتير تم نقلهم الى ذلك الموقع عام 1956 وتم تحويل أرضهم الأصلية إلى كيبوتس. وقال المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب إن أكثر من 110 منازل للبدو تمت إزالتها مؤخرا عام 2007 .

في هذه الأثناء ذكرت صحيفة هآرتس في 29 اذار 2007 أن الحكومة الإسرائيلية خططت لإنشاء بلدة جديدة في النقب لمعسكرات التدريب العسكري، "للتأكد من تجميد وضعية الارض بتجنب اقامة تجمعات بدوية غير مرخصة."

إن التقارير المشار اليها هي جزء من جبل جليد الواقع الإسرائيلي الذي وجد منذ انشاء الدولة، والذي تم تجاهله بشكل كامل في خطابات بوش. ومع أنه لا يزال هناك تمييز وعنصرية في المجتمع الأميركي، إلا أنهما ليسا السياسة الرسمية للولايات المتحدة ولا يجيزهما القانون.

وبناء على ذلك، فإن خطابات ومواقف الرئيس الاميركي يجب، على الأقل، أن تبتعد عن أية إشارة تدل أن الولايات المتحدة يمكن أن تشجع سياسات قائمة على أي شيء غير القانون الدولي والمعايير الاميركية لحقوق الانسان والمساواة. النص الاصلي نشر بالانجليزية على موقع مركز الدراسات الفلسطينية: www.palestine-studies.org

(1)  52% of Israel’s Northern District and 15% of its Southern District; Statistical Abstract of Israel 2006.

 

(2) Beginning in 2004, Bush has made at least four references to the Negev and the Galilee, according to an analysis by the Institute of presidential documents at  HYPERLINK "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=0&url=http%3A%2F%2Fwww.gpo.gov%2Fnara%2Fnara003.html" \o "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=0&url=http://www.gpo.gov/nara/nara003.html" http://www.gpo.gov/nara/nara003.html. He has referred to Israel as a Jewish state at least 10 times between 2002 and 2007.

 

(3) See Jamil Dakwar’s analysis in “Underclass Citizens: Palestinians in Israel,” Journal of Palestine Studies 35 no. 3 (Spring 2006). See also  HYPERLINK "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=1&url=http%3A%2F%2Fadalah.org%2Feng%2Findex.php" \o "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=1&url=http://adalah.org/eng/index.php" http://adalah.org/eng/index.php and the Arab Association for Human Rights.

 

(4) For a discussion of the parallels see, e.g., “1967” by Gadi Algazi of Tel Aviv University  HYPERLINK "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=2&url=http%3A%2F%2Fwww.alternativenews.org%2Fnews%2Fenglish%2F1967-20070704.html" \o "http://www.(5) The law, originally passed in 2003 and now extended to July 2008, applies to Palestinian men aged 18-35 and women 18-25 from the occupied territories as well as from Syria, Lebanon, Iraq, and Iran (Haaretz 21 March 2007). See also “Racism by any other name,” by Yitzhak Laor in the Haaretz of 7 April 2005

(6) HYPERLINK "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=3&url=http%3A%2F%2Fweb.amnesty.org%2Flibrary%2Findex%2Fengmde150422006" \o "http://www.democracyinaction.org/dia/track.jsp?key=-1&url_num=3&url=http://web.amnesty.org/library/index/engmde150422006" http://web.amnesty.org/library/index/engmde150422006

(7) Haaretz 19 July 2007. It is estimated that the Jewish National Fund owns about 12% of the land.

 

(8) There are 110 “unrecognized” villages throughout Israel; Arab Association for Human Rights arabhra.org

 

(9) Haaretz 25 June 2007. For more information see www.bustan.org

 

التعليقات