09/11/2018 - 13:11

‎تجديد الخطاب السياسي أولًا

قائمة يافا هي مجموعة فاعلة في البلد، ولكنها ليست المجموعة الوحيدة، لكي ننجح وننهض نحن بحاجة لنوحد طاقاتنا. قوتنا هي بقدرتنا على التعالي على الخلافات الشخصية والفئوية من أجل مصلحة البلد أبنائه وبناته أولًا وأخيرًا

‎تجديد الخطاب السياسي أولًا

مر أسبوع على الانتخابات؛ أريد أن أشكر مرة أخرى 6000 مصوت منحونا ثقتهم وآمنوا بمشروعنا.

‎قائمة يافا وعدت أنها ستكون عنوانًا لكل اليافيين واليافيات، وسنكون إن شاء الله عند حسن ظنكم، ولكن لا بد من محاولة تحليل النتائج. من البديهي أن نسأل كيف حققت قائمة يافا هذا الإنجاز الكبير. هذا السؤال يأخذنا إلى سؤال آخر أهم منه، وهو كيف نحافظ في قائمة يافا على ثقة الناس ونعمل بروح الإنجاز الذي حققناه؟ آمل أن نستطيع الإجابة على هذا السؤال قريبًا، من خلال عملٍ دؤوب ومثمر في المجلس البلدي!

‎هناك الكثير من التحديات التي تنتظرنا، ولعلّ أهمها تعود إلى كون مجتمعنا اليافي مجتمع متعدد ومتنوع، هذا التنوع يضع أمامنا تحديًا كبيرًا، يتلخّص في أهمية بناء فكر سياسي واجتماعي جامع يأخذ بعين الاعتبار فئات مجتمعنا المختلفة، ويتيح لها جميعًا مكانًا وحيزًا دون انحياز لفئة أو تمييز ضد أخرى.

‎من هذا المنطلق، قمنا منذ بداية المعركة الانتخابية بمجهود كبير لخلق خطاب جامع يصل إلى كل أبناء المدينة. خطابنا هذا، يلتزم بالتوجه لجميع أهالي يافا، يحترم تعدديتهم ويشدد على أهمية شراكتنا كأبناء بلد من أجل مصلحة يافا ومصالحنا جميعًا. علينا مواصلة العمل بهذه الطريقة وتطوير خطابنا وتحسينه وجعله موائمًا ومواكبًا للتغييرات التي تحصل من حولنا ولتطلعات أبناء وبنات البلد.

‎النقطة الثانية التي أريد أن أتطرق إليها هي نوع هذا الخطاب الذي نريد أن نتوجّه به لمجتمعنا، خطاب الضحية أم خطاب المجتمع القوي والقادر على الإنجاز؟ بالاستناد إلى مجال دراستي ونشاطي الاجتماعي، أستطيع الإشارة إلى تطور جوهري مر به مجتمعنا في العشرين سنة الأخيرة، بدايةً من ظهور طبقة وسطى أنجبت فيما بعد رجال أعمال ناجحين، إلى الشباب المتعلم والمثقف الذين هم عنصر هام في مجتمعنا، وحتى الرياضيين المحترفين من أبناء بلدنا.

‎هذه التغييرات تتطلب منا تجديد خطابنا السياسي، من خطاب المستضعفين إلى خطاب الأقوياء القادرين على الإنجاز، يجب علينا أن نتذكر أننا كمجتمع تجاوزنا صعوبات كثيرة وضعتها ولا زالت المؤسسات العنصرية للدولة بدعم ومبادرة أحيانًا، من شريحة كبير من المجتمع الإسرائيلي. لقد طورنا من قدراتنا وأدواتنا وباستطاعتنا القول إننا نجحنا ولكن أكثر على المستوى الفردي.

‎هذا لا يكفي، حان الوقت لنترجم نجاحاتنا الفردية إلى قوة جماعية، وهذا يحتاج إلى تغيير في خطابنا والبدء في تبني خطاب جديد يتيح استثمار هذه النجاحات الفردية إلى نجاح جماعي. هذا يتطلب أخذ مسؤولية أكبر تجاه مجتمعنا وبالأخص من خلال دفع شبابنا نحو النجاح وتحقيق الذات والمشاركة السياسية والاجتماعية في نفس الوقت. بمشاركة الشباب علينا أن نخطط لمستقبلنا ولمستقبل مدينتنا كمجموعة، وأن نخلق تصورًا بعيد المدى: أي مجتمع نريد وبأي مدينة نريد أن نعيش مع أبنائنا في المستقبل؟

‎الأمل في الحياة هو شيء مركزي، وهذا يأخذني إلى النقطة الثالثة، علينا أن نعيد خلق الأمل بين أبناء مجتمعنا وأن نذوت فكرة أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة! وهذا يبدأ من تربية الأطفال إلى تثقيف الشباب، والأهم في دورنا نحن هو زرع الأمل في الخطاب السياسي. هذا يتيح للشباب قدرة على تصور المستقبل بشكل أفضل، ويعطيهم الطاقة للوقوف أمام التحديات والصعوبات والإيمان بالنجاح كإمكانية تعتمد على مدى اجتهادنا.

‎نقطة أخيرة: أنا لا أومن بالمعجزات في العمل السياسي، إنما بالعمل المنظم والمتواصل المدموج بالعمق الفكري. ولذلك فإن تطوير الفكر والارتقاء به هو من أكبر التحديات، ويجب أن يكون في سلم أولوياتنا كمجتمع وكأبناء مجتمع حتى نكون قادرين على تطوير آليات وحلول اجتماعية وسياسية.

‎الشهادات الجامعية لا تكفي، ولا النشاط الاجتماعي وحده، إنما الدمج بينهما، وفي الوقت نفسه الحفاظ على تواصل مستمر مع الناس.

‎أريد أن أنهي برسالة لكل القيادات والفاعلين في مدينة يافا: قائمة يافا هي مجموعة فاعلة في البلد، ولكنها ليست المجموعة الوحيدة، لكي ننجح وننهض نحن بحاجة لنوحد طاقاتنا. قوتنا هي بقدرتنا على التعالي على الخلافات الشخصية والفئوية من أجل مصلحة البلد أبنائه وبناته أولًا وأخيرًا. وبدون شك نحن في قائمة يافا على استعداد دائما للمشاركة مع الجميع والتعامل معهم، لأنه فقط بهذه الطريقة سنحافظ على يافا شيتنا!

التعليقات