01/04/2019 - 11:28

الاستطلاعات كأداة إسرائيلية لتنفير العرب من الانتخابات والعمل السياسي

عقب كل إعلان عن انتخابات جديدة للكنيست الإسرائيلي، تبدأ محركات الاستطلاعات الانتخابية العمل بقوة وتسارع، وتحتل نتائجها عناوين وسائل الإعلام المختلفة، كما تأخذ دورًا في التأثير على الناخب وتصميم رأي عام موجِّه.

الاستطلاعات كأداة إسرائيلية لتنفير العرب من الانتخابات والعمل السياسي

عقب كل إعلان عن انتخابات جديدة للكنيست الإسرائيلي، تبدأ محركات الاستطلاعات الانتخابية العمل بقوة وتسارع، وتحتل نتائجها عناوين وسائل الإعلام المختلفة، كما تأخذ دورًا في التأثير على الناخب وتصميم رأي عام موجِّه.

تستخدم الأحزاب والجهات والمؤسسات اليهودية الصهيونية ووسائل الإعلام الإسرائيلية، الاستطلاعات كأداة لتلويث الوعي السياسي وحرية التصويت لدى المواطنين العرب، وتحديدا للتأثير على نسبة التصويت وتكريس حالة المشاركة المنخفضة للمواطنين العرب في الانتخابات العامة خصوصا وفي العمل السياسي عموما، وتوظّف نتائج ومعطيات الاستطلاعات لمصالحها وحملاتها الانتخابية الدعائية المتطرفة التي تنضح بالتحريض على العرب.

وتتعاطى نسبة كبيرة من الناخبين والقيادات والناشطين السياسيين، مع نتائج هذه الاستطلاعات المنهجية غير الدقيقة، كمعطى وحقيقة تعكس الواقع المركب وسلوك الناخب العربي، وتشكل لدى البعض عنصرًا أساسيًا في اتخاذ قرار مصيري وتحديد اختيارهم وتصويتهم.

إن الاستطلاعات الصهيونية الإسرائيلية، المنتشرة هذه الفترة كالنار بالهشيم، محدودة الضمان ومشوِّهة، وعلينا التعامل معها بحذر شديد، وعدم الاعتماد عليها أو تركها تُقولب وتصمم حريتنا بالتصويت والانتخاب وفق أجندتها وأهدافها، وذلك لأسباب عديدة ومنها؛

استطلاعات الرأي الإسرائيلية، بمبادرة وتمويل أحزاب ومراكز أبحاث ومؤسسات يهودية صهيونية، تخدم أهداف وسياسات وأجندات هذه الجهات.

رغم اختلاف المبادرين والمعدين وتوجهاتهم السياسية، إلا أن هناك إجماعا وتفاهما غير مكتوب بينهم، على زعزعة ثقة الناخب العربي، وبث الإحباط بنفسه وترسيخ مفهوم أن الانتخابات للكنيست والعمل السياسي، غير هامة في حياتنا كمجتمع عربي، وأنها أمر هامشي لا يؤثر على مكانتنا ووجودنا وحقوقنا كأصحاب البلاد الأصليين، بل أن المشاركة تضر بنا وتساهم في تلميع صورة إسرائيل أمام العالم. وبالتالي فهي تزيد من نفور المواطنين العرب عن السياسة.

عدد المستطلَعين العرب المشاركين في الاستطلاعات الإسرائيلية، بالكاد تصل إلى 100 ناخب/ مستطلَع، من أصل عينة استطلاع مكونة من 500- 600 مستطلَع من كل الفئات والأوساط والقوميات، على مستوى قطري، أي أن عينة صغيرة (80 مشاركا عربيا) لا تُشكل مرجعية دقيقة لنسبة التصويت وشعبية القوائم وقوتها الانتخابية بالمجتمع العربي.

نتائج الاستطلاعات، ليس فقط غير دقيقة، بل غير قادرة على قياس معطى هام ومركزي ومجموعة ناخبين تسمى "المترددين"، إذ لا يمكنها معرفة اختيارات وقرارات هذه المجموعة وسلوكها التصويتي، والتي تصل نسبتها من مجمل الناخبين لحوالي 15%، وهذه نسبة بمقدورها تغيير كل النتائج بيوم الانتخابات.

أسئلة الاستطلاعات، موجهة وفي أحيان كثيرة مبهمة، غير محددة وعامة، مضللة وصياغتها ليست عينية، والجواب عليها (أجل/ لا) وطبعا صيغة سؤال تفضي لجواب يختلف لدى الناخب، حتى لو كان حول نفس القضية.

في ظل هذه العيوب التي تعتري الاستطلاعات الإسرائيلية الصهيونية، وعلى خلفية سياساتها المنهجية ومنطلقاتها، لا بُد من الرد عليها باستطلاعات مهنية معمقة للمجتمع العربي، لصد التلوث الذي تنشره وتعممه، والأهم من ذلك المشاركة في الانتخابات ورفع نسبة التصويت لزيادة التمثيل العربي في الكنيست، وعدم الانسحاب من الميدان البرلماني وتركه لحركات الأسرلة والاندماج وقيادات بنسخة "العربي الجيد"، الباحثة عن فتات الإنجازات، دونما صوت نضالي وطني قومي وحقيقي يتحدى المؤسسة ويطرح بديلا عمليا للنظام الاستيطاني العنصري.

 

التعليقات