11/04/2019 - 12:56

أما بعد...

قبل أن تهدأ غبار الحملة الانتخابية، من الواضح ان أغلبية الجمهور الفلسطيني في إسرائيل اختارت عدم مشاركتها في الانتخابات.

أما بعد...

د. وليد قعدان

قبل أن يهدأ غبار الحملة الانتخابية، من الواضح أن أغلبية الجمهور الفلسطيني في إسرائيل اختارت عدم مشاركتها في الانتخابات.

كانت خطوة أثارت الكثير من الجدل وتصدرت أغلب التعليقات، وأصابت الكثير من الصحافيين بالوجوم حتى أنهم باتوا يتحدثون عن نهاية التمثيل العربي في البرلمان، وكاد بعض الصحافيين أن يصرخ مناشدا الجمهور العربي الخروجَ إلى لتصويت.

نعم، يوجد لهذا الموقف المقاطع وقع قوي على المراقبين السياسيين، واتضح أن الأمر غير مرغوب عند الأوساط اليسارية والليبرالية.

لقد سجل العرب موقفا وصرخة، لكن هناك فرق بين تسجيل موقف وبين اتخاذ موقف فعال.

التصويت للقوائم العربية هو موقف فعال له تداعياته على تركيبة الحكومة وعلى السياسات، ومن الممكن أن يكون مصدر إزعاج في تشكيل الائتلاف الحاكم، وكان من الممكن أن يؤدي إلى انهيار الحلف الخطر ترامب – نتنياهو، وأن يعطي للشعب الفلسطيني بعض الوقت لالتقاط الأنفاس.

أؤمن بالعمل الحزبي وبالأطر، فالأحزاب العربية في إسرائيل وممثلوها بالبرلمان هي كالرمال بين الأصابع لا تعطل اليد عن العمل، لكنها تزعج، ومع كل مساوئها تبقى أطرا ديمقراطية تعمل على التعبئة والتنشيط وتنظيم العمل السياسي، ومن ثم يجب المحافظة عليها.

نحن نصبو إلى زيادة الوعي السياسي في مجتمعنا وتعزيز الحوار والعمل الجاد.

المقاطعة هي سلاح "يوم الدين"، وقد أظهرت نصف المقاطعة ردات الفعل المرتابة. لا تستخدموا هذا السلاح بشكل عفوي وغير منظم مثلما تم استخدام سلاح الإضراب الشامل حتى صدأ وفقد مصداقيته. أبقوا على هذه الذخيرة محفوظة.

تبقى همومنا ومشاكلنا مكدسة أمامنا، لا شيء قابل للتأجيل فانفضوا غبار الانتخابات عنكم، وهيا إلى العمل.

 

التعليقات