15/02/2021 - 19:33

حول تمثيل الرجال والنساء العرب في أحزاب صهيونية معادية

استمعت ليومين متتاليين للقاءين للإعلاميين فرات نصار وشيرين يونس من "راديو الناس" مع ممثلين أو مستقيلين من أحزاب صهيونية، حول تمثيل العرب داخل هذه الأحزاب؛ ولا أقصد حول تمثيل مصالح العرب وإنما حول مشاركة عربي أو عربية وموقعه

حول تمثيل الرجال والنساء العرب في أحزاب صهيونية معادية

توضيحية (أ ب)

استمعت ليومين متتاليين للقائين للإعلاميين فرات نصار وشيرين يونس من "راديو الناس" مع ممثلين أو مستقيلين من أحزاب صهيونية، حول تمثيل العرب داخل هذه الأحزاب؛ ولا أقصد حول تمثيل مصالح العرب وإنما حول مشاركة عربي أو عربية وموقعه/ا في قوائم المرشحين الخاصة بتلك الأحزاب. ففي اليومين الأخيرين، أجريت مقابلة مع أحد الشخصيات المركزية في حزب "أمل جديد" برئاسة غدعون ساعر، واليوم، الإثنين، مع السيد غالب مجادلة المنشق مؤخرًا عن حزب العمل.

ومنذ حوالي أسبوعين، استمعت إلى حوار شبيه أجراه الزميل مصطفى شلاعطة من "راديو الشمس"، يُسائل حزبًا صهيونيًا عن القضية نفسها. لن أذكر الأسماء خشية أن تخونني ذاكرة التفاصيل، ولكن يمكنني العودة إلى الأرشيف إذا اقتضى الأمر.

المُستهجن هو أن يجري التعامل مع موضوع تمثيل العرب في الأحزاب الصهيونية المركزية والممعِنة في عنصريتها وفي إجرامها بحقنا، بشكل محايد أخلاقيًا تحت مسمى "التعددية" أو "الإعلام المهنيّ الموضوعي"، وكأن الموضوعية تناقض الانحياز للعدالة. وتجري مساءلة أو "معاتبة" مندوب حزب "أمل جديد"، وهو أيديولوجيًا مثل حزب الليكود بصيغته الجديدة الأكثر يمينيةً وتطرفًا، حول مكانة المرشح العربي أو حول ظهور اسمه وصورته في إعلانات الحزب، فيما نلمس التعاطف مع السيد مجادلة لأن حزب العمل خذله كما يبدو، وفضّل السيدة ابتسام مراعنة عليه في ترشيحات الحزب للانتخابات المقبلة.

لا أعرف أي تردٍ يدفع بالآخر؟ هل ممارسات السياسيين تنعكس على الإعلام، أم انجرار كليهما وراء ضعف نفوس جزء من مجتمعنا في سعيهم لتحقيق "المكاسب" اليومية ويؤثر سلبًا على كليهما؟ هذا السلوك غير منحصر في بعض البرلمانيين أو في الإعلام، فقد رأيت بعض الزملاء والزميلات من النشطاء والأكاديميين ممن يتمنون النجاح للمرشحة في حزب ميرتس الصهيوني، غيداء ريناوي – زعبي، أو للمرشحة في حزب العمل الصهيوني ابتسام مراعنة، على صفحات الاعلام الاجتماعي. وددت لو أسالهم وأسالهن النجاح في ماذا؟ وكيف نقيس نجاح عربي أو عربيّة في حزب العمل أو في ميرتس؟ هل تصويت حسنية جبارة داخل حزب ميرتس اليساري في مفارق مفصلية، بناء على يهودية الدولة وليس بناء على ثوابتنا يعتبر نجاحًا مثلا؟ هل كانت "مراعاة" ميرتس و"تفهمها" لـ"خصوصية" السيدة حسنية جبارة الثقافية في تخوفها من أي تغيير في المحاكم الشرعية، كعضوة لجنة تعيين القضاة، نجاحاً لها أو لنا النسويات؟

لطالما كانت هذه الأصوات موجودة، ولكن شرعنة الحوار والتعاطف معها والتمني لها النجاح من قبل زملاء نعوّل عليهم في معاركنا هو الجديد. وما يثير الاستهجان أكثر، هو أننا في سياق يزداد فيه اليمين تطرفًا، بينما لم يقم حزب العمل، مؤسس مشروع الاستعمار الاستيطاني في وطننا، بتغيير أو تعديل أي من ثوابته تجاه قضيتنا وقضية شعبنا، وقد تحالف في آخر دورة مع ائتلاف الليكود الحكومي.

قضيتنا مع الأحزاب الصهيونية التي تطرح نفسها يسارًا، ليست حول حقوق المرأة ولا حول حقوق المثليين، رغم أهمية هذه القضايا ورغم تحيزنا لها كقضايا عادلة، ولكنّ قضيتنا معهم هي جزء من قضيتنا مع المشروع الصهيوني، كأصحاب وطن وأصحاب قضية عادلة.

كما أذكّر القائمة المشتركة، ونحن على أبواب انتخابات برلمانيّة، بأن خلافنا مع بنيامين نتنياهو ليس لفساده ولكونه مستفيدًا من الهدايا ومن زجاجات المشروب والسيجار الفاخر، وإنما خلافنا معه هو بالتحديد على القضايا التي يتفق بها هو مع غانتس وأشكنازي وساعر والآخرين، الذين قد يكونون أكثر تطرفًا منه في بعض الحالات.

للتذكير والتوضيح، إذ لا يضر أحيانًا أن نوضّح ونشدد على ما نفترض نحن أنه بيديهي فيما لا يراه غيرنا كذلك؛ إن نقاشنا في السنوات الأخيرة كان حول تمثيل النساء في الأحزاب والحركات الوطنية التي تمثل شعبها أمام الحكومات العنصرية، وليس حول تمثيل النساء لتصبح شريكة في قمعنا. تعاملنا مع تمثيل النساء بمعزل عن السياق الاستعماري والسياق التاريخي للأحزاب الصهيونية يشوّه مفهوم العدالة عامة، ومفهوم العدالة الجندرية بشكل خاص، ويحولها لمفهوم ممسوح لا يتعدى التعامل مع الناس من منطلق "عد رؤوس" (head count)، بدلًا من التركيز على مسارات تاريخية وبنى تعيد إنتاج تهميش المرأة وقمعها.

كما يبدو هناك من نسي أو أساء الفهم، وربما علينا الحذر ومراجعة النفس والتذكّر.

التعليقات