02/07/2022 - 07:59

حذارِ من عودة الوهم!

الواضح أن المعركة الانتخابية الإسرائيلية الحالية، وإن كانت تجري للمرة الخامسة في السنوات الثلاث الأخيرة، بفعل مأزق داخلي حزبي، إلا أن أقصى ما سيكون من عناوينها هو "إلا بيبي" في إشارة نتنياهو

حذارِ من عودة الوهم!

(Getty Images)

لن يغيّر سقوط حكومة نفتالي بينيت وانتقال مقاليد الحكم إلى شريكه وحليفه يائير لبيد، من سياسة حكومة تصريف الأعمال الحالية في إسرائيل، ولا من ممارسات القمع والقتل والهدم التي تنتهجها دولة الاحتلال، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ولا لسياسات التمييز العنصري وممارسات الهدم والخنق الاقتصادي ضد الفلسطينيين في أراضي 1948، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية التي فرضت عليهم أصلًا بعد حرب النكبة (1948).

لكن هذا كله لن يمنع من محاولات إطلاق وتنمية آمال عربية، والأخطر من ذلك فلسطينية، للعودة إلى التعلق بحبال المعركة الانتخابية في إسرائيل، والرهان، أو إطلاق التمنيات، أن يختار الشعب الإسرائيلي، هذه المرة خيار السلام، من دون أن يكون هناك سبب يدفع أو يلزم الناخب الإسرائيلي، خصوصًا مع تعمّق الفكر اليميني المتطرف، سواء كان العلماني، أو الديني، بأن يتجه لما يسميه العرب عمومًا والفلسطينيون تحديدًا، بخيار السلام لمستقبل الأجيال القادمة.

والواضح أن المعركة الانتخابية الإسرائيلية الحالية، وإن كانت تجري للمرة الخامسة في السنوات الثلاث الأخيرة، بفعل مأزق داخلي حزبي، إلا أن أقصى ما سيكون من عناوينها هو "إلا بيبي" في إشارة لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، وحصر الحرب على شخص نتنياهو وليس الفكر الذي يحمله حزبه، واستعداد خصومه لتشكيل حكومة مع "الليكود" فقط إذا لم يكن نتنياهو على رأس الهرم.

في المقابل، فإن خطوط الدعاية الانتخابية لنتنياهو، ضد "تحالف اليمين المزيف مع اليسار المتطرف والإخوان المسلمين"، تنذر فقط بإطلاق منافسة انتخابية من المزايدات القومية الصهيونية الممزوجة بالوعيد للمنظمات الإرهابية (فصائل المقاومة) والثبات على رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقبل كل شيء التعهد بشكل "بديهي" لا يحتاج لتكرار بعدم العودة لحدود ما قبل الخامس من حزيران 1967، والإبقاء على "القدس موحدة" عاصمة أبدية لإسرائيل.

هذه هي الخطوط العريضة التي ستسود الانتخابات، مع ما يرافقها من "لزوميات" التحريض على العرب في إسرائيل، والانتقاص من شرعية أي دور سياسي مؤثر لهم، ولو حتى دعم ائتلاف حكومي مناهض لنتنياهو من خارج صفوف الائتلاف.

والواقع أن الموضوع الرئيسي لهذه الانتخابات سيتمحور فقط حول مصير نتنياهو ومحاولته العودة إلى الحكم، مقابل تحذير خصومه من الأثر الفتاك لهذه العودة على إسرائيل وصورتها ومستقبلها، من دون أن يكون واقع الاحتلال، و"فرص التسوية" مع الفلسطينيين بأي شكل كان، مطروحًا على الناخب الإسرائيلي بشكل جدي.

التعليقات