17/09/2022 - 07:48

إعادة بناء وهم الاندماج والتأثير

تفككت القائمة المشتركة للأحزاب العربية الثلاثة: التجمع الوطني الديمقراطي، والجبهة الديمقراطية، والحركة العربية للتغيير، في الدقيقة التسعين، قبل انتهاء مهلة تقديم قوائم الأحزاب للجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية.

إعادة بناء وهم الاندماج والتأثير

لافتة لحزب التجمع "الولاء للأحزاب الصهيونية نشاز ومرفوض أخلاقيا"

تفككت القائمة المشتركة للأحزاب العربية الثلاثة: التجمع الوطني الديمقراطي، والجبهة الديمقراطية، والحركة العربية للتغيير، في الدقيقة التسعين، قبل انتهاء مهلة تقديم قوائم الأحزاب للجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية.

وتحطم التحالف بين الأحزاب الثلاثة على صخرة وَهم القبول الإسرائيلي بأحزاب عربية وبشروطها لتشكيل حكومة مقبلة، وبفعل إدارة الظهر لعنصرية إقصاء المواطن الفلسطيني في الداخل من دوائر القرار والتأثير.

أصرّ حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ممثلًا بنائبه سامي أبو شحادة، على التزام الشركاء بمبدأ عدم الخوض في لعبة المعسكرات الإسرائيلية، ونبذ وهم التأثير عليها في القضايا الجوهرية والقومية. في المقابل، أعادت كل من الجبهة الديمقراطية بقيادة أيمن عودة، والحركة العربية للتغيير بقيادة أحمد طيبي، مجددًا النفخ في القربة المخرومة، وأعلن الرجلان وهما يقدمان أوراق قائمتهما الثنائية أنهما يأتيان للكنيست للتأثير وليس لمقاطعة أحد، وللمشاركة في السيرورات الجارية لا الانفصال، بحسب تعبير طيبي.

وزاد عودة بالقول إن قائمته ستحصل على ستة مقاعد هي ما ينقص المعسكر المناهض لمعسكر بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، في إشارة واضحة إلى اعتزام التحالف الثنائي التوصية على يئير لبيد، أو من يقبل بشروطه في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وإلغاء قانون القومية.

وتشكل هذه المبررات والتسويغات التي أعلنها الاثنان، قمة في عملية جارية لبناء وَهم قاتل، يعيد للأذهان وهمًا كان استوطن القيادة الفلسطينية حتى بعد انفراط عقد اتفاق أوسلو فعليًا، واندلاع الانتفاضة الثانية وحصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، بأن في إسرائيل قوى حاضرة وجاهزة لصنع السلام يمكن التعويل عليها لو "قدّم الفلسطينيون تنازلات إضافية".

ويشكل هذا الوهم الذي يروج له التحالف الثنائي الجديد، عمليًا، وقبل كل شيء، شرعية مجانية للمسار الذي اختارته قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية بقيادة منصور عباس عندما انضمت للائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال وظلّت وفية له حتى بعد العدوان على غزة وبدء خطوات تكريس التقاسم الزماني في المسجد الأقصى.

وهو أيضًا وَهم يغذي وهمًا أوسع نطاقًا يطاول السلطة الفلسطينية في رام الله بإمكانية التوصل إلى حل سلمي مع القيادة الإسرائيلية الحالية (وتحديدًا بني غانتس ويئير لبيد) على الرغم من إعلان الأخيرة أنها لا ترى ظروفًا مناسبة أو "نضجًا فلسطينيًا" كافيًا لذلك. وهو وَهم سيتحطم يوم الانتخابات عندما يكتشف التحالف الجديد أن مهمته الرئيسية كانت تفتيت شكل من أشكال التحالف الداخلي الفلسطيني مجانًا.

التعليقات