22/10/2022 - 09:01

فلسطين المُغيبة

جاء الاعتراف على لسان مصادر أمنية مع موقع "والاه"، أبرزت في السياق نفسه حالة الاحتضان الشعبي الفلسطيني لهذه المجموعات، كمصدر قلق شديد للاحتلال يهدد بكسر وإفشال عدوانه المتواصل منذ مارس/ آذار الماضي على الضفة الغربية، بزعم ضرب "الخلايا" الإرهابية وإعادة

فلسطين المُغيبة

(Gettyimages)

اضطر الاحتلال الإسرائيلي في تقاريره الأخيرة، إلى الاعتراف بامتداد نيران المقاومة الفلسطينية، عبر المجموعات المسلحة، التي بدأت بـ"كتيبة جنين"، وامتدت مع ظهور "عرين الأسود" في نابلس، ثم أخيرًا "وكر الصقور" في طولكرم، وتقارير عن مجموعة "أسود الحق" في الخليل.

جاء الاعتراف على لسان مصادر أمنية مع موقع "والاه"، أبرزت في السياق نفسه حالة الاحتضان الشعبي الفلسطيني لهذه المجموعات، كمصدر قلق شديد للاحتلال يهدد بكسر وإفشال عدوانه المتواصل منذ مارس/ آذار الماضي على الضفة الغربية، بزعم ضرب "الخلايا" الإرهابية وإعادة النظام لمخيم جنين ومحافظة جنين.

ويعيد ظهور هذه المجموعات للأذهان المجموعات التي شكلت التحدي الأكبر للاحتلال في الانتفاضة الأولى عام 1987، وتجلت بـ"الفهود السود" في منطقة جنين، و"النسور" في نابلس، و"صقور الفتح" في قطاع غزة، مع اختلاف أساسي هو أن مجموعات الانتفاضة الأولى حظيت بدعم كامل من منظمة التحرير، وشكلت في حينه سيفًا ميدانيًا مساندًا للمفاوض الفلسطيني.

أما اليوم، فإن هذه المجموعات تجد نفسها مطاردة من قبل الاحتلال نفسه، ومحاصرة من قبل "السلطة الوطنية" الفلسطينية، التي تعتبرها تهديدًا لها ولسلطتها، وتحاول احتواءها من دون أن تقدم بديلًا لحماية الشعب الفلسطيني، أو مواجهة الاحتلال وصده ومنعه من استباحة المدن والقرى والمخيمات.

الفشل الذي مُنيت به دولة الاحتلال في شن حملة خاطفة ومحدودة النطاق جغرافيًا، يزيد من وحشية اعتداءاتها وجرائمها، خصوصًا في ظل نجاح العمليات الفدائية وعناصر منفذيها في إحراج استخبارات دولة الاحتلال وجيشها، كما تجلى في عملية مستوطنة "معاليه أدوميم"، شرقي القدس، التي نفذها، وسقط فيها، عدي التميمي، فيما كان الاحتلال يحاصر مخيم شعفاط ويبحث عنه فيه.

لكن أخطر ما يحدث على أرض الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ليس استمرار العدوان، بل تغييب فلسطين كلها من الوعي العربي العام، ومن الوعي الدولي.

وحتى في ظل صدور تقرير أممي جديد عن جرائم الحرب الإسرائيلية، فإننا لا نرى خطوة تضامن فعلية واحدة من الدول العربية، تتجاوز التصريحات الاستنكارية، ولا تتخطاها أو تتجاوزها إلى وقف التطبيع، أو استعادة سفراء للتشاور، أو خفض مستوى العلاقات، فيما تعلن أستراليا، على حين غرة، عن تراجعها عن اعتراف مسبق بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من المعيب والعار قوميًا ألا تجد فلسطين وشعبها سندًا حقيقيًا في وجه أطول احتلال يهدد الأمن القومي العربي كله، ولا يكتفي بفلسطين.

التعليقات