28/03/2024 - 15:17

مقايضة الأسرى وخسارة إسرائيل لهدفي الحرب

حتى لو وصلت أيدي إسرائيل إلى يحيى السنوار ومحمد ضيف واغتالت قيادات حماس في الخارج أيضا، كما يقول الخبير الأمني يوسي ميلمان، فإنها لن تتمكن من القضاء على حماس، لأنها حركة متجذرة في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسورية..

مقايضة الأسرى وخسارة إسرائيل لهدفي الحرب

جنود من الجيش الإسرائيلي في غزة

في بادرة تشير إلى انقشاع كذبة نتنياهو حول "النصر المطلق" حتى داخل حزبه، عدّد عضو كنيست من الليكود في وثيقة صاغها لهذا الغرض، عشرة إنجازات، وصفها بالإستراتيجية، حققتها حركة حماس وذلك مقابل إنجاز إستراتيجي وحيد سجلته إسرائيل في الحرب التي تنهي شهرها السادس.

عميت هليفي أشار إلى أن من بين إنجازات حماس الإستراتيجية، المفاجأة والنجاح العسكري في هجوم السابع من أكتوبر، إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الساحة الدولية، اكتساب المصداقية الأخلاقية ودعم المثقفين في الغرب، عزل إسرائيل دوليا، تهجير 60 ألف إسرائيلي من الشمال وفرض حصار بحري على إسرائيل وغيرها، بالمقابل فإن الإنجاز الإستراتيجي الإسرائيلي الوحيد الذي يمكن الإشارة إليه، وفق هليفي، هو الالتزام وروح التطوع لدى مئات آلاف الجنود الإسرائيليين وعائلاتهم.

يأتي ذلك في وقت تزداد فيه الأصوات التي تعتقد أن الجيش الإسرائيلي يراوح مكانه في غزة وأن نتنياهو يسعى من وراء إطالة أمد الحرب إلى كسب الوقت. المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، اعتبر أن العودة إلى مجمع الشفاء بعد ما يقارب الستة أشهر من الحرب، علامة على أن حماس بعيدة عن الاستسلام حتى في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن تفكيك قدراتها العسكرية فيها سابقا.

كذلك فإن إلقاء 20 طنا من المتفجرات بهدف اغتيال قيادي في حماس مثل مروان عيسى، لن يمنح إسرائيل صورة النصر المفقودة، كما أن الكرم الإسرائيلي في توزيع الرتب على الذين يتم اغتيالهم بهدف تعظيم الذات وإظهار مدى النجاح لن يحل مشكلة، كما يقول الخبير الأمني يوسي ميلمان، لأن ما يسميها سياسة "قطع الرؤوس" التي مارستها إسرائيل طيلة عشرات السنين، لم تتسبب باختفاء القضية الفلسطينية.

وحتى لو وصلت أيدي إسرائيل إلى يحيى السنوار ومحمد ضيف واغتالت قيادات حماس في الخارج أيضا، كما يقول، فإنها لن تتمكن من القضاء على حماس، لأنها حركة متجذرة في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسورية وخارج الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الحل الوحيد للخروج من الوحل الغزي يكون بعملية إستراتيجية سياسية متعددة الجبهات.

أما بالنسبة للهدف الثاني للحرب والمتعلق بتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، فإن تعثر المفاوضات الجارية في الدوحة بسبب اللاءات الإسرائيلية التي وضعها نتنياهو، بشأن وقف إطلاق النار وعودة أهالي شمالي غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، هي بلسان الكاتب الإسرائيلي يوسي كلاين بمثابة تنفيذ إجراء "هنيبعل" ضدهم.

كلاين يذكرنا بمشاركة الجنرال نيتسان ألون، عضو الوفد الإسرائيلي لمفاوضات الدوحة، في إطار خدمته بوحدة المظليين، قبل 30 عاما، في العملية الفاشلة لتحرير الجندي المختطف نحشون فاكسمان والتي انتهت بقتله إلى جانب أحد ضباط الوحدة، مشيرا إلى أن فكرة إجراء "هنيبعل" كانت قد ولدت قبل ذلك وتحديدا في أعقاب صفقة جبريل التي تحرر في إطارها 1151 أسيرا فلسطينيا، حيث استقر الرأي الإسرائيلي بعدها أن كل موضوع تبادل الأسرى يكلف ثمنا غاليا وغير مربح ومرهق ويجب إيجاد طريقة للالتفاف عليه، وهكذا ولد إجراء "هنيبعل" عام 1986.

ويورد كلاين جواب تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي، الذي قال إن الجنود سيوضعون أمام خيار صعب إزاء قرار فتح النار على السنوار في حال كان محاطا بالمخطوفين، مستغربا ألا تكون مسألة عدم فتح النار على خاطفين يمسكون برهائن مفهومة ضمنا، ويرى أن حل هذه المعضلة هو تنفيذ إجراء "هنيبعل" دون إطلاق رصاصة واحدة، بواسطة تعطيل المفاوضات، الذي قام به نتنياهو، وهو ما يبقي الرهائن أطول فترة في الأنفاق ما يعني الحكم عليهم بالموت.

لكن نتنياهو يخطئ إذا اعتقد أنه يقايض الرهائن الإسرائيليين والذين يعتبر تحريرهم أحد أهداف الحرب، بالهدف الأساسي للحرب وهو القضاء على حماس وصولا إلى ما يسميه "النصر المطلق"، ليس لأنه لا نصر مطلق دون تحرير الرهائن من وجهة نظر إسرائيلية، بل لأن القضاء على حماس غاية غير قابلة للتحقيق أيضا.

التعليقات