31/10/2010 - 11:02

اسرائيل تطبق نموذج الضاحية في غزة/ يوسف شرقاوي

-

اسرائيل تطبق نموذج الضاحية في غزة/ يوسف شرقاوي
قبل أشهر هدد قادة اسرائيل من سياسيين وعسكريين لبنان بانها ستعيد تطبيق نموذج الضاحية على كل لبنان، وهذا النموذج يعني قتل البشر وتدمير الحجر وجعل المناطق المضروبة مناطق محروقة، مستغلة الدعم الاميركي والدولي ومشاركة النظام العربي الرسمي لها في شن عدوانها على قوى المقاومة في لبنان وفلسطين.

فيوم أمس (السبت الأسود) أغارت نحو 40 طائرة أف 16 دفعة واحدة واسقطت خلال ثواني معدودة 100 طن من القنابل الانشطارية شديدة الانفجار، مستندة الى معلومات إستخبارية دقيقة حسب الناطق العسكري باسم جيشها ، أعادت تجربة قصف مجمّع الشهيدين السكني في الضاحية عندما وصلتها معلومات إستخبارية أيضا أن سماحة السيد حسن نصر وقيادة الحزب متواجدة هناك، المقرّات كانت تعجّ بعناصر قوى الأمن المتواجدة وسط المناطق السكنية، فالكل يعرف أن غزة منطقة ضيقة جدا وتشهد كثافة سكانية غير عادية، واسرائيل تعتمد في قوتها على انها قوة سوبر عسكريّة في منطقة ضيقة، وهي تعلم قبل غيرها أنها لوكانت غير ذلك (دولة لجيش) على عكس دول العالم ، لما استطاعت أن تمارس عدوانها وغطرستها لأن جيشها جيش قتل وليس جيش قتال.

حماس من ناحية ادارية(وهنا انا ليس بصدد تجريحها الا اننا يجب أن نضع النقاط على الحروف)، كيف لها أن تطمئن لغدر قادة العدو، بعدد من شاحنات تموين لاتسمن ولا تغني من جوع، و تركن لتطمينات النظام المصري بأن لاضربة اسرائيلية قريبة متوقعة، بناءا على استمرار الجهود مع الطرف الاسرائيلي من أجل تجديد التهدئة، خصوصا أن تسيفي لفني قامت بكيل التهديدات لغزة وانهاء المقاومة خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها المصريأبو الغيط، ولم يستطع أن ينبث ببنت شفة في وجه ليفني ، مما يدل أن هناك رغبة مصرية في انهاء المقاومة، مثلما لإسرائيل حاجة في سحقها وفرض الإستسلام على الشعب الفلسطيني.

اسرائيل ستواصل تطبيق نموذج الضاحية في غزة لانها لاتقيم وزنا للنظام العربي الرسمي، وسوف تواصل استنزاف المقاومة هناك، وهي بصدد تحضير عملية نوعية واسعة في غزة لإعادة الاعتبار لقوة ردعها التي تآكلت خلال حرب تموز 2006 إلا انها سوف تفشل في السيطرة على غزة لأن غزة عصيّة كما كانت على مر التاريخ فغزة معادلة وليست رغبة ، غزة قلعة للمقاومة ولن يستطع باراك السيطرة على غزة مهما احدث فيها من دمار ومهما قتل من مدنيين عزّل، ولا يضير المقاومة في غزة تدمير المقرات الأمنية العلنية فهي ليست بحاجة لها، مايلزم المقاومة ادارة يومية للشعب وللمقاومة عليها أن تعمل على عدم استنزاف وإرهاق مقاتيلها استعدادا لما هو قادم، وعليها أن تستدرج جيش العدو لداخل غزة لتنهش لحمة الحيّ، وإيقاع أكبر خسائر في صفوفة لأن هنا كعب (أخيله) وعلى المقاومة في حال عرض التهدئة عليها من قبل الطرفين المصري والاسرائيلي أن تشترط فتح معبر رفح بصورة دائمة، للقبول بالوساطة المصرية، وعليها أن تشترط أن تشمل التهدئة الضفة الغربية، وفتح جميع المعابر مع اسرائيل، وبغير ذلك يبقى اداء المقاومة ضعيفا سيما أن لفني تريد أن تستخدم الورقة المصرية لتحقيق تهدئة مجانية تضر بالمقاومة وتعفي إسرائيل من من التزاماتها، أي استسلام المقاومة.

اسرائيل تستطيع أن تدمر وتقتل وقد تجتاح مناطق في غزة لكنها تعلم قبل غيرها أنها في اليوم التالي للإحتلال ستجد نفسها في عش الدبابير من جديد، وسيكتب التاريخ أن غزة عصيّة على التطويع والإذلال، وسيكتب التاريخ أن النظام المصري فتح معبر رفح لجثث وأشلاء أهالي غزة فقط احياءا لفكرة جولدا مائير بأن الفلسطيني الجيّد هو الفلسطيني الميّت

التعليقات