31/10/2010 - 11:02

"الأرض في فلسطين ليست مجرد أملاك.. الأرض وطن"/ هاشم حمدان

-

نشهد في الآونة الأخيرة إتجاهاً صهيونياً واضحاً للحسم في موضوع القدس، بمعنى أنه يتسارع العمل للقضاء على الحلم الفلسطيني - العربي بتحريرها واستعادتها، وفي الوقت نفسه تستكمل عملية التهويد التي بدأت بخطى بطيئة منذ أن وطأت قدم الإحتلال أرض القدس، وأخذت تتسارع الآن تسارعاً جنونياً، وفي ظل هذا التسارع، تأتي الصفقة الأخيرة التي قام بها البطريرك إيرينيوس، قافزاً فوق عروبة القدس والطائفة ومفرطاً بأوقافها ومساهماً بتهويد المدينة.

وفي هذا السياق لا يكفي التأكيد على فلسطينية المسيح، عليه السلام، ولا يكفي إستذكار العهدة العمرية الذي لا يتجاوز مناكفة لا تسمن ولا تغني من جوع، كما لا يكفي التنديد الذي لا يتجاوز تسجيل الموقف ورفع العتب، بينما تستمر عملية التهويد ليل نهار، وتتساقط حجارة القدس حجراً حجراً..

ولا تأتي هذه الصفقة منفردة، فقد تكشفت قبل أيام الصفقات وأعمال النصب والتزوير والإحتيال التي قام بها المدعو محمد مراغة لصالح جمعية "عطيرت كوهانيم"طوال أربع سنوات، والتي تم بموجبها نقل مبان وأراض من أصحابها العرب لصالح الجمعية...

ويدخل في هذا الإطار مخطط شارون ربط مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس بحزام إستيطاني يعني بناء آلاف الوحدات السكنية الإستيطانية، كما أن دعوة "رفافا" لتجنيد آلاف المتطرفين وزجهم في الحرم القدسي تعكس مدى التعجل في حسم مسألة القدس..

إن تصاعد "صريخ" اليمين المتطرف يجب ألا يصم الآذان عن صراخ اليمين ويسار اليمين واليسار ويسار اليسار، ويؤكد للمرة الألف أننا أمام "جوقة" واحدة فيها سابقون ولاحقون تنشد وإن بتواترات متفاوتة وفوضى إيقاعية "النشيد" نفسه...ونجد أننا أمام سباق محموم يصب في إتجاه واحد يغذي فيه كل طرف الطرف الآخر ويرتفع سقف الحلم الصهيوني جدلياً بالتدريج بالإستفادة من حالة التردي العربي والمناخ العالمي الجديد...

إزاء ذلك كله لا بديل سوى التحرك الشعبي الجارف والمنظم ويقيناً أن عجلات التاريخ لن تتوقف عن الدوران...

التعليقات