31/10/2010 - 11:02

تحديات الأمن القومي الفلسطيني/ حسين اغا/ احمد سامح الخالدي

تحديات الأمن القومي الفلسطيني/ حسين اغا/ احمد سامح الخالدي
منذ ما يقارب 40 عاما التقت مجموعة من الفلسطينيين وحاولت الإجابة عن الاسئلة الحيوية التي كانت تحيط بقضيتهم آنذاك، وقد توافقت رؤيتهم حول البدء بالعمل العسكري والكفاح المسلح كالرد الأنسب والسبيل الأفضل. وانطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني على هذا الأساس. وفي محاولة لإيجاد الرد المناسب على الاسئلة والتحديات اللاحقة، تمّ فيما بعد تقبل مبدأ الحل السياسي. ثم لاحقاً توافقت الرؤية حول مفهوم <<حل الدولتين>> وقيام الدولة المستقلة على جزء من أرض فلسطين. وفي أوائل التسعينات ثم الدخول في المفاوضات مع اسرائيل بناء على الفصل بين مرحلة انتقالية ومرحلة نهائية.

الآن، وبعد حوالى العقد والنصف من تجربة المفاوضات وما واكبها من قيام السلطة الوطنية ومن ثم انهيار عملية السلام وانطلاق الانتفاضة الثانية، هنالك مجموعة من الاسئلة المركزية الجديدة والجديدة القديمة التي لا بد من مجابهتها ومحاولة ايجاد الرد عليها. ان هذه الاسئلة وان كانت اولية وغير كاملة بالضرورة، تُفسر التخبّط الفلسطيني الذي من شأنه أن يستمر في غياب ايجاد الردود. بالمقابل، سيساهم الردّ على الاسئلة وما شابهها في وضع الأسس اللازمة لتطوير اطار لمفهوم الأمن القومي الفلسطيني يُرشد العمل السياسي العام ويوضح الأولويات والبدائل التي ستواجه الشعب الفلسطيني وصانعي قراره في المراحل القادمة:

1 -التحرير/ بناء الدولة هل يأتي تحقيق أحد هذين الهدفين على حساب الآخر؟ أيتوجب على الفلسطينيين التخلي عن أحدهما الآن في سبيل تحقيق الآخر؟ أي منهما يجب أن يحظى بالأولوية؟ ما هي النتائج التي ستترتب على السعي نحو أحد هذين الهدفين فقط؟ ما هي رغبة الاغلبية الفلسطينية في هذا المجال؟ هل تكون الدولة المحصلة النهائية للتحرير ام هل هي مرحلة او خطوة يمكن استخدامها لإنجاز التحرير النهائي؟

2 -الداخل/ الخارج: كيف يمكن استشعار أفضليات فلسطينيي الخارج؟ كيف يمكن اشراك فلسطينيي الخارج في عملية صنع القرار، وعلى الأخص في الأمور التي تتعلق بمستقبلهم؟ هل يصحّ ان ينوب أحد الطرفين عن الآخر في اتخاذ القرارات؟ هل يجب ان يتمتع اي من الطرفين بحق نقض القرارات الصادرة عن الطرف الآخر؟ كيف تؤثر التجربة المختلفة لكلا الطرفين على الوحدة الوطنية والحياة السياسية ومستقبل الشعب الفلسطيني؟

3 -منظمة التحرير/ السلطة الوطنية: كيف تنظر السلطة الوطنية الى الخارج؟ كيف تنظر منظمة التحرير الى فلسطينيي الداخل؟ هل يحتاج أحدهما الى الآخر؟ ماذا لو اصطدمت المؤسستان؟ هل يجب ان تضمحل المنظمة وتتلاشى، وفي أي ظروف؟ كيف يمكن للسلطة ان تدّعي تمثيل الشعب الفلسطيني وهي لا تضمّ في صفوفها اياً من فلسطينيي الخارج؟ هل يمكن للفصائل الفلسطينية المسلحة المستقلة ان تتعايش مع منظمة التحرير، ولكن ليس مع السلطة الوطنية؟

4 -الكفاح المسلح/ العمل السياسي: هل تخلى الفلسطينيون عن الكفاح المسلح؟ هل يجب عليهم ذلك؟ هل من الممكن ان تحقق المفاوضات غرضها دون التهديد باللجوء الى العنف؟ هل هنالك مزيج مثالي وقابل للتحقيق يجمع ما بين التفاوض والكفاح المسلح؟ هل يساعد الكفاح المسلح في إجراء المفاوضات الفعالة والمثمرة؟ هل يجب حصر الكفاح المسلح بالجهات والأطراف غير الرسمية؟ أعلى منظمة التحرير والسلطة الوطنية بلورة موقف واضح من استخدام العنف؟ كيف يمكن التوفيق بين الفكاح المسلح من جهة، وبناء الدولة وسيادة القانون من جهة اخرى؟

5 -الأمن الفردي لا الأمن الجماعي: هل يجب التضحية بالأمن الجماعي من أجل الحفاظ على الأمن الفردي؟ أم هل العكس هو الصحيح؟ هل من الممكن ان يتحقق الأمن الجماعي دون الأمن الفردي، والعكس بالعكس؟ هل بمقدور حركة التحرر الوطني ان تضمن اياً من الأمنين؟ هل من الممكن ان تستمر السلطة وان يُكتب لها البقاء دون توفير أي من الأمنين؟

6 -الحل المؤقت/ الحل الدائم: في غياب إمكانية الحل الدائم بسبب موازين القوى، هل على الفلسطينيين أن يرضوا بحل مؤقت؟ ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للحؤول دون ان يتحوّل حلّ مؤقت الى حل دائم؟ هي بالإمكان الوصول الى حل دائم مقبول الآن؟ واذا تم التوصل الى مثل هذا الحل، هل بالإمكان تطبيقه؟ ما هو الخيار الأفضل لحفظ الحقوق الفلسطينية الأساسية، حلّ مؤقت يؤجل البت في مثل هذه الحقوق، أم حل دائم يتنازل عنها؟ هل يعتبر التوصل الى اي من هذين الحلين، افضل من لا حل بالمرة؟

7 -الخطوات الأحادية الجانب/ التفاوض: هل هنالك إمكانية لقيام سياسة أحادية الجانب حقيقية؟ هل بوسع الخطوات من طرف واحد أن تنافس الدور الذي تقوم به المفاوضات في الاستراتيجية الفلسطينية؟ هل بإمكان الفلسطينيين ابتكار خطوات أحادية الجانب خاصة بهم؟ هل يجب عليهم ذلك؟ هل يعتبر سلوك الطريق الأحادي الجانب مُغرياً للفلسطينيين بالضرورة؟ اذا تعذّرت العودة الى المفاوضات أيهما أفضل، الخطوات الاحادية الجانب، أم اللا شيء؟ ما هي عواقب وآثار السياسات الأحادية الجانب؟

8 -التاريخ/الجغرافيا: هل يمكن اعتبار الحقوق الفلسطينية التاريخية، حقوقاً أبدية؟ هل التغيرات على الأرض غير قابلة للنقض؟ هل تنبغي التضحية بالتاريخ في سبيل الجغرافيا؟ هل تتمتع الحلول القائمة على المساومة على الحقوق التاريخية بصفة الديمومة؟ ما هي الآليات التي تضمن ديمومة الاتفاقيات المبنية على حلول الوسط فيما يخصّ الحقوق التاريخية؟ هل من مصلحة الفلسطينيين القبول بحلول وسط قد لا يُكتب لها الدوام؟

9 -حقوق الإنسان/ الحقوق السياسية: هل يعتبر حق العودة واحداً من حقوق الإنسان الأساسية؟ واذا كان كذلك، هل بوسع اي قيادة فلسطينية ان تتخلى عن هذا الحق؟ ما هو الموقف الفلسطيني الحقيقي إزاء هذه المسألة؟ هل يجوز استبدال حق أساسي من حقوق الإنسان كحق العودة، بآخر سياسي، كحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعكس بالعكس؟ ما الذي يطمح إليه غالبية الفلسطينيين؟

10 -الدولة المؤقتة/ الأبارتايد أو الفصل العنصري: هل تضمن دولة ذات حدود مؤقتة المصالح الفلسطينية اكثر من نظام الابارتايد؟ هل من الممكن ان يكون الأبارتايد مرحلة ضرورية في سبيل الحصول على كامل الحقوق الفلسطينية؟ هل من الممكن استخدام الدولة بحدود مؤقتة من أجل تحسين فرص الفلسطينيين في تحقيق أهدافهم الاخرى؟ اي من الخيارين يشكل تهديداً أكبر للأمن القومي الفلسطيني؟

11 -الديموغرافيا/ الأرض: هل يُعتبر العامل الديموغرافي في مصلحة الفلسطينيين فقط لأنه في غير مصلحة الجانب الاسرائيلي؟ هل يعمل العامل الديموغرافي لمصلحة الفلسطينيين في كافة الظروف السياسية؟ هل تُعتبر الديموغرافيا عاملا لمصلحة الفلسطينيين في غياب الحل السياسي، بينما يكون وجوده في غير مصلحهتم؟ هل يعزز العامل الديموغرافي الفلسطيني من احتمال لجوء اسرائيل الى الاجراءات الشديدة والمتطرفة، أم هل يساعد الفلسطينيين على الحصول على حل أفضل؟

12 -الديموقراطية/التقاليد: هل تتوافق الديموقراطية مع الأنظمة السياسية والاجتماعية الفلسطينية التقليدية؟ هل السبل الديموقراطية أفضل تمثيلاً للواقع والتطلعات الفلسطينية من الأساليب السياسية التقليدية؟
هل ستؤدّي الديموقراطية الى إكساب عملية صنع القرار سلاسة أكثر وتمثيلاً أوسع، ام هل ستؤدي إلى تشويه العملية السياسية وإلى تهميش وتغييب قطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني؟ هل تشكّل الديموقراطية بمفهومها المعاصر تهديداً للنمط الفلسطيني، الحياة؟ هل تتمتع نتائج الانتخابات الفلسطينية بالشرعية نفسها التي تتمتع بها مرادفاتها في الغرب؟

13 -الزمن/ الواقع على الأرض: هل يعمل الزمن في مصلحة الفلسطينيين؟ هل بمقدورهم الانتظار لفترة اطول من خصومهم؟ هل تلغي عملية خلق الحقائق الاسرائيلية الأثر الايجابي لعامل الزمن؟ هل سيتراجع حماس الفلسطينيين لقضيتهم مع مرور الزمن؟ في غياب الحل السياسي المقبول، كيف يمكن للفلسطينيين استغلال عامل الزمن بالطريقة المثلى؟

14 -الدولة/الدويلة: على العكس في غالبية الدول والشعوب الأخرى، هل يصح للفلسطينيين ان يوافقوا على تقييد سيادتهم والحد منها ولماذا؟ أيصحّ أن تتخلى الدولة الفلسطينية عن حقها في استخدام القوة في الدفاع عن نفسها كشرط سبق من شروط قيامها، ولماذا؟ أيصحّ أن يقبل الفلسطينيون بفرض شروط أقسى على دولتهم من تلك التي تحكم كافة الدول الأخرى في المنطقة؟

15 -الرؤية/الاستراتيجيا: هل تمثل فكرة الحل القائم على دولتتن رؤية استراتيجية ثابتة؟ هل ينبغي على الفلسطينيين ان يبلوروا استراتيجية سياسية وطنية واضحة؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل ينبغي عليهم ان يُخرجوها إلى العلن؟ ألن تكون استراتيجية معلنة اكثر تقييداً؟ هل ينبغي عليهم بلورة رؤى بديلة؟ ما هو الاسلوب الأمثل للوصول الى رؤى مشتركة في ظروف التشرّد والاحتلال والتشرذم؟

16 -التوافق/الاغلبية: في غياب وجود الدولة، هل ينبغي ان يتم التوصل الى القرارات الوطنية التاريخية عن طريق التوافق؟ هل يؤدي غياب التوافق الى الشلل السياسي؟ هل يؤدي حكم الاغلبية الى التفرقة؟ أيهما اكثر ديموقراطية بالنسبة لحركة تحرر وطني، التوافق أم الاغلبية؟ هل يكتسب رأي الاقلية شرعية أكبر في حال القرارات التي تتخذها الأغلبية تحت ضغوط موازين القوى؟

17 -القائد/الرئيس: هل ينبغي أن يكون لحركة تحرر وطني تفتقر إلى دولة، رئيس أم قائد؟ ما الفرق بين الاثنين؟ علما بأن بعض متطلبات القيادة قد تتجاوز الأعراف الديموقراطية، هل يمكن للرئيس المنتخب ان يقوم بمثل هذا الدور؟ ما هي الضوابط المؤثرة على القائد؟ هل يمكن للرئيس الاضطلاع بدور القائد، أم أنه مقيد بالضوابط التي يفرضها التصرف كدولة؟

18- الرخاء الاقتصادي/الإنجاز السياسي: هل يأتي الرخاء الاقتصادي على حساب النضال السياسي؟ هل يقيد الرخاء الحركة الوطنية، أم هل يُرفد منها بموارد اكبر؟ هل شأن الدفاع عن المكتسبات الاقتصادية ان يقلّص من مساحة الخيارات السياسية؟ ما هي اهمية البعد الاقتصادي بالنسبة للنضال الوطني؟ هل يمكن شراء الحركة الوطنية؟

19- التنمية الوطنية/ التنمية القطاعية: هل ينبغي تشجيع التنمية الاقتصادية لقطاع معين فقط من الشعب الفلسطيني؟ هل تؤدي التنمية القطاعية الى بت الفرقة بين صفوف الشعب الواحد، أم هل توفر المزيد من الموارد؟ هل تُفقر التنمية غير المتوازنة الحركة الوطنية؟ هل يسهم اختلاف التجارب السياسية والاقتصادية للقطاعات المختلفة من الشعب الفلسطيني في اضمحلال حركة وطنية موحدة؟

20- القرار المستقل/ التدويل: هل يحد دور دولي اكثر نشاطا من استقلالية القرار الفلسطيني؟ هل ينبغي النظر الى التدخل الدولي كنقطة ايجابية عندما يستخدم كأداة للضغط على الطرف الآخر، بينما يعتبر كنقطة سلبية عندما يحين وقت تطبيق الاتفاقيات؟ هل شأن الوجود الدولي على الأرض زيادة الضغط باتجاه الحل، ام باتجاه الاستقرار والتهدئة؟ ما الفرق بين الأدوار التي تلعبها كل من الدول العربية والدول الاوروبية والولايات المتحدة والامم المتحدة فيما يخص استقلالية القرار الفلسطيني؟



"السفير"

التعليقات