31/10/2010 - 11:02

حينما تشهد"اسرائيل" على"الارهاب"في الامم المتحدة!./ نواف الزرو

حينما تشهد
عقدت في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء 2008/9/10 ندوة دعا إليها السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون تتعلق "بضحايا الإرهاب". وحسب مساعد السكرتير العام لشؤون تنسيق السياسات والتخطيط الاستراتيجي "روبرت أور في مؤتمر صحفي "إن الندوة شهدت حضور 18 شخصا من ضحايا الإرهاب منهم خمسة من منطقة الشرق الأوسط، بواقع اثنين من الأردن وواحد من كل من العراق وتركيا وإسرائيل".

والغريب المذهل أنه لم يسمح للفلسطينيين ضحايا إرهاب الدولة الإسرائيلية بحضور الندوة، وزعم أور "أن سبب عدم دعوة أي فلسطيني هو أن المؤتمر خاص بضحايا العمليات الإرهابية التي ترتكب من قبل منظمات وجماعات وليس من قبل حكومات"- تصوروا هذا التضليل وهذا الافتراء!..
وزعم أن اغلب المدعوين هم من ضحايا ما يسمى بـ "الإرهاب الإسلامي" ...!

أليس جديرا بهذه المنظمة الأممية أن تعقد ندوات لوضع حد لإرهاب الدول والاحتلالات في العالم قبل أن تناقش العمليات التي يطلقون عليها إرهابية وهي في معظم الحالات التي نحن بصددها عمليا مقاومة ضد الاحتلال...؟!

إذن- يغيب الضحايا الفلسطينيون واللبنانيون أيضا عن «ندوة دعم ضحايا الإرهاب» التي رعاها الأمين العام للأمم المتحدة .
وعربيا - رغم أن المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة دعمت فكرة التركيز على ضحايا الإرهاب، فإنها "أعربت عن انزعاجها من تغييب الضحايا الفلسطينيين وتغييب أي تلميح إلى إرهاب إسرائيلي".

نستحضر في هذا الصدد حالتين مشابهتين في المغزى تتعلقان بإرهاب دولة الاحتلال ...!
الأولى : فقد كان افتتح في "إسرائيل"مساء السبت 9/9/2007 مؤتمر دولي تحت شعار «مكافحة الإرهاب» بتنظيم من «المعهد السياسي ضد الإرهاب»، التابع للمركز الأكاديمي متعدد المجالات في هرتسليا، وكانت بمناسبة الذكرى السنوية لتفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، وشارك في المؤتمر سياسيون وأكاديميون وخبراء عسكريون وممثلون عن أجهزة مخابرات في 47 دولة، منها دول عربية كما ذكرت بعض المصادر.

ومنبع الغرابة هنا أن تلك الدولة التي هي في الحقيقة الدولة الإرهابية الأولى على وجه الكرة الأرضية حتى بشهادات ووثائق إسرائيلية- فيا للعجب والدهشة والذهول.....!.
فاستنادا إلى المعطيات والحقائق الموثقة المتزايدة يمكن القول ً أن التاريخ البشري لم يشهد إرهاباً سياسياً /فكرياً/ عقائدياً/ عنصرياً/ دموياً/ منهجياً/ مرعباً/ مروعاً، مع سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار على التنفيذ بأبشع الصور والأشكال، كالإرهاب الذي مارسته الحركة الصهيونية بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية ما قبل قيام الكيان الإسرائيلي. ولعل أفضل الشهادات على هذه الحقيقة الكبيرة ما جاء في وثائقهم واعترافاتهم، ورغم ذلك تتجرأ تلك الدولة على عقد مؤتمر لـ"الإرهاب" في عقر دارها!..

الثانية: يقول الخبر الذي نشر في حينه على مواقع الصحافة العبرية في منتصف أيار/2005 " في عملية لم يسبق لها مثيل تمت بالتعاون بين شرطة إسرائيل وألـ "اف.بي.اي" عملية نقل لنحو مئة إسرائيلي في قطار جوي إلى فلوريدا - الأمريكية للإدلاء بشهادات أمام أهم محاكمة تجريها الولايات المتحدة منذ أن أعلنت الحرب على الإرهاب بعد أحداث 11/سبتمبر".

أما الغاية من وراء ذلك فهي كما قالت المصادر العبرية: "محاولة النيابة الأمريكية بمساعدة هؤلاء الإسرائيليين إدانة أربعة مواطنين أمريكان من أصل عربي على رأسهم البروفيسور سامي العريان من جامعة جنوب فلوريدا، بقيامهم على سنوات عديدة بتمثيل التنظيم الإرهابي الفلسطيني الجهاد الإسلامي في الولايات المتحدة.. وأنهم متورطون بالعضوية في التنظيم ومساعدته ماليا والتورط في عمليات نفذها في إسرائيل - إلى هنا أهم ما جاء في الخبر - .

والإسرائيليون المئة هم من المصابين نتيجة العمليات التفجيرية الفلسطينية، ومن عائلات قتل بعض أفرادها في تلك العمليات، إضافة إلى محققين ورجال امن إسرائيليين.

تصوروا .. نحو مئة شاهد زور إسرائيلي جري "تطييرهم" استخباريا إلى فلوريدا من اجل إدانة وتجريم أربعة مواطنين عرب - أمريكان - ربما لم يزوروا فلسطين المحتلة وليس لهم أية علاقة لا بالجهاد ولا بغيرها.. وربما ليس لهم بالأصل أي دور في الانتفاضة.. ولكن...!

جدليا.. حتى لو كان لهم دور إعلامي أو مالي فكيف يمكن - هكذا "تطيير" مئة شاهد إسرائيلي إلى ما وراء البحار - هناك - لإدانتهم زورا وبهتانا بالإرهاب ..؟ ولماذا ..؟!
فكيف لهؤلاء المئة الزور الشهادة على إرهابية الأربعة..؟!
وما العلاقة بينهم أصلا..؟
ومن أين لهم الأدلة والمعطيات على إدانة الأربعة ..؟!!
فهل فشلت الـ : "اف.بي.اي" مثلا في جمع أدلة الإدانة للمواطنين العرب لتستنجد بالشهادات الإسرائيلية الكاذبة..؟!!

الواضح أن القضية كانت من أولها إلى آخرها مسرحية قضائية مخادعة تضليلية تواطأت فيها أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
والهدف إلصاق تهمة الإرهاب ليس بالمواطنين العرب الأربعة فقط، وإنما بكل العرب هناك في الولايات المتحدة..
والهدف أيضا: صناعة رواية إسرائيلية - أمريكية تسوق قصة "الحرب على الإرهاب".
والهدف كذلك تكريس السياسة والحملة الأمريكية ضد ما يسمى "الإرهاب الفلسطيني".
ناهيك عن تضليل وخداع الرأي العام الأمريكي والأوروبي والعالمي فيما يتعلق بإرهاب الدولة البشع الذي تمارسه "إسرائيل" على مدار الساعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

فالحقيقة أن استدعاء ما يسمى "ضحايا إسرائيليين" للإدلاء بشهاداتهم حول " الإرهاب الفلسطيني"، وعقد "مؤتمر الإرهاب الدولي في هرتسليا"، وكذلك عملية تطيير مئة شاهد زور إسرائيلي إلى فلوريدا بغية تجريم أربعة مواطنين عرب بـ "الإرهاب"، كلها وهناك حالات كثيرة غيرها، تستدعي وقفة احتجاجية من قبل عربنا لدى الأمم المتحدة، كما تحتاج إلى موقف حقيقي من قبل الجامعة العربية ضد هذه المسرحيات برمتها، التي تسعى إلى تزييف الحقائق والحقوق وقلبها رأسا على عقب.

فبدلا من أن يكون إرهاب دولة الاحتلال في قفص الاتهام، يزجون بالضحية العربية هناك.
وبدلا من أن يزج جنرالات الاحتلال وراء القضبان بتهمة اقتراف جرائم حرب بشعة ضد النساء والأطفال والشيوخ، يخططون ويتواطئون لقلب الأمور وإلصاق تهمة الإرهاب بالشعب الذي اغتصب وهود وطنه، وذبح وشرد منه، الشعب الذي يتعرض منذ سنوات إلى "حرب إبادة" صهيونية دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً ضد هذا الإرهاب الصهيوني.

نحتاج ويحتاج الشعب الفلسطيني إلى محاكمة دولية حقيقية وجادة وعادلة ورادعة للإرهاب الاحتلالي الصهيوني ولجنرالات الحرب والمجازر الصهاينة..؟!!
نعتقد أن هذه الشهادات المسرحية في الأمم المتحدة وتلك المحاكمة الأمريكية المدججة بمئة شهادة زور إسرائيلية إنما تضاف إلى كم الشهادات والوثائق التي تفضح تلك السياسات المزدوجة والمنحازة لدولة الاحتلال...!

التعليقات