31/10/2010 - 11:02

رباعيات من آخر الايام/ سعيد نفاع

رباعيات من آخر الايام/ سعيد نفاع
كلما دق الكوز في الجرة، أو على الأصح كلما "طلعت " رصاصة حتى ولو في عرس، شرط أن لا تكون الرصاصة من بندقية "ديموقراطية " في العراق أو فلسطين، تتنطح الآنسة محذرة سورية...
لم يكد صوت الإنفجار يسترجع صداه في لندن وفي نتانيا حتى خرجت " المستورة" تحذر سورية..
حتى وإن أدلت بتصريح تشكر فيه مكرونيزيا على مواقفها المبدئية الثابتة في الأمم المتحدة لجانب أميركا وإسرائيل لا تنسى أن تحذر سورية...

صحيح أن الباروميتر في طروحات القوى الوطنية في صراعها على تحرير إرادة شعوبها يجب ألا يكون "ما يرضي" كوندوليسا، ومن نافل الكلام أن يقال كذلك أبناؤها، تستطيع هي أن ترضى وأن تزعل كما يحلو لها، لكن "ما يزعلها" نعم يجب أن يكون بارومترا.

كلما كانت سورية كابوس كوندوليسا يجب أن تكون الحلم الوردي لنا رغم ما يتسلل لهذا الحلم من مناظر تعكر صفوه. فلا يمكن أن تكون سورية هكذا كابوساً لأميركا لولا أنها فعلا مقضة لمضاجعها، وفقط لهذا يجب أن نكون إلى جانب سورية، وعلى الأقل متمنين لها التعافي، اللهم إلا إذا كنا فعلا ننتظر الدبس من...... النمس، وعندها فإن يقظتنا نحن كلها كوابيس!

الحقيقة تقال أن تصريح بلير رئيس الحكومة البريطانية بعد التفجيرات في لندن "أن الحاجة ملحة للتفتيش عن ما وراء الإرهاب كالفقر ووليده التخلف والاحتلال وبالذات اللاحق بالشعب الفلسطيني" مهم، والتغاضي عنه من أولي الأمر في العالم الإسلامي خطأ فادح. يجب ألا يهم أحداً، في هذا السياق، إن كان تصريحه وليد التفجيرات أو كانت التفجيرات دافعا لإطلاق الموقف المختمر منذ أمد دون علاقة بالتفجيرات.

الملفت للنظر في التصريح هو تقويض النظرية الصهيوأميركية عن صراع الحضارات، وكأن هذه العمليات هي جزء وواجهة لهذا الصراع المفتوح من قبل العالم الجنوبي المتخلف حضاريا على العالم الشمالي المتنور حضاريا، دون علاقة للظلم الممتد على هذا الجزء الجنوبي من العالم منذ قرون والمستفحل يوما على يوم، و"بأفضال!" العالم الشمال-أطلسي .هذه النقلة النوعية هامة وهامة جدا وهي عدا عن التقويض الذي تحمله لنظرية صراع الحضارات، جاءت ومن الحليف الحليف لأميركا لتصب في الموقف الجنوبي الذي حاول مستميتا أن يقول للعالم ودون جدوى أن القضية تعبير عن ورفع لظلم متراكم بدءاً من نهب الخيرات طريق دوس الكرامات وانتهاءاً بإقفال كل الأبواب إلا أبواب جهنم.

ليس صدفة أن أكثر ما أخاف الساسة في إسرائيل هو هذا الربط الذي أشار إليه بلير للقضية الفلسطينية. ويسأل السؤال: هل يذكر أحد أن عشية التفجيرات صرح بلير أن في جعبته مشروع حل لقضية الشرق الأوسط ينوي أن يطرحه قريبا، وربما على قمة الثمانية؟ ولكن التفجيرات لم تمهله حتى ينهي الاجتماع !!!!!
هل سمعتم في هذا الإسم ؟ إنه وزير العمل في الحكومة الإنتقالية اللبنانية. وإذا كان يهم القارئ أن يعرف إنتماءه الطائفي وخصوصا أن الحديث يدور عن لبنان، فالرجل شيعي. لكن المهم أن الرجل متشيع لوطنيته ولعروبته قبل كل شيء، ففي فترة توزيره القصيرة استطاع أن "يأتي بما لم تأته الأوائل" فحرر مرسوما كان بإمكان أي وزير سابق أن يحرره يتيح للاجئين الفلسطينيين العمل في مهن منعت عنهم سابقا "حفاظا على حق العودة"!!!

القانون اللبناني يحظر على الأجانب ممارسة المهن، إلا الفن، لمن لا يحمل إذنا بذلك، وبلغ عدد هذه المهن 71 مهنة كالطب والهندسة والمحاماة وغيرها، فأن يعمل الفلسطيني في لبنان في مهن غير الفن سينسيه العمل أرضه ووطنه وسيلهيه عن تزييت مفتاح البيت المازال يحتفظ به فيصدأ ويضيع حق عودته!

صحيح أن التخويل الذي يمنحك إياه القانون اللبناني يجيز لك رفع الحظر ولكنه خاضع لقوانين النقابات، وهذا معناه أنه مازال ال-350 مهندسا وال-40 حقوقيا وال-300 طبيب الفلسطينيين ما زالوا لا يستطيعون ممارسة مهنهم رغم رفع الحظر، لكن هذا لا ينتقص من إقدامك على ما لم يجرؤ غيرك على إقتحامه.
لا شك يا طراد أنك فارس في الطراد وما أحوجنا اليوم لفرسان يستطيعون أن يعيدوا الخيل العربية الأصيلة من ميادين السباق في ويمبلدون إلى ميادينها في مرابعنا.


طبيعي جدا كان أن يختار التجمع الوطني الديموقراطي هذا اللون، ألم يكن أحد الألوان التي زينت ساحل بلادنا من شماله إلى جنوبه. وان سرق اليوم فلا عجب، ألم يسرق في ال_48؟

حكيمة هي الخطوة في الهبة للدفاع عنه أمام سوائب المستوطنين التي لا غرابة في محاولتها أن تسطو على اللون وهي الساطية على أعظم من اللون في ربوع بلادنا. ولا يغرن أحداً أن التوجه إلى المحكمة عند الماسكين في الخيوط هو حسن ظن منهم بالقانون الإسرائيلي، إنما لكون المحاكم الآلية المتوفرة لايصال الكلمة وقد وصلت. ولكن ليس المهم هو إبراز ما قالته المحكمة حول أحقية التجمع باللون وتميزه به، المهم كان إبراز النتيجة، وهي أن المحكمة ردت الدعوى، وهذا كان متوقعا أو على الأقل يجب أن يكون كذلك، ولا يفهمن أحد أن هذا انتقاص من دور المحامين بل على العكس فإن خطوتهم امتازت بالجرأة، الأهم كان إبراز أن المحكمة غرمت التجمع ب-25000 شيكل مصاريف محكمة، هذه المصاريف عالية وعالية جدا في كل المقاييس وأقول هذا كمحام. هذا الأمر ليس محض صدفة وإنما يحمل رسالة وإبرازه ذو أهمية قصوى ليعرف القاصي والداني: with whom we have the deal!

التعليقات