31/10/2010 - 11:02

سيوف الحق.. ولا حق للسيوف../ يونس العموري

سيوف الحق.. ولا حق للسيوف../ يونس العموري
( سيوف الحق الاسلامية في أرض الرباط... ) جماعة جديدة أطلت برأسها عبر الفعل العبثي المبرمج للمجتمع الفلسطيني... لتنضم لأخواتها، وكأن هذه الجماعات قد نصبت نفسها وكلاء الله على الأرض.. وكأنهم قد أضحوا حصريا هم من يملكون الحقيقة الاسلامية الإلهية... وكأنهم باتوا من يملكون صكوك الغفران يمنحونها متى يشاؤون لمن يشاؤون... هي تسميات غريبة عن واقعنا الفلسطيني، بل أكاد أجزم انها بعيدة كل البعد عن أجندتنا الوطنية... وعن حقيقة التوجهات الفعلية لمجموع الشعب الفلسطيني.... ولربما أيضا تكون واحدة من تلك القوى الظلامية التي لا تنفك أن تمارس أفعالها وبشكل غير مباشر خدمة للآخر في معادلة الصراع...

وإذا كانت (سيوف الحق الاسلامية) التي أطلت علينا ببيانها الجديد التهديدي بقطع رؤوس العاملات في المؤسسة الاعلامية الرسمية " تلفزيون وفضائية فلسطين "بسبب ما وصفه البيان بسفورهن، قد أنهت كل ما يتعلق بالاحتلال، وبالتالي انتقلت لممارسة الجهاد ضد عاملة هنا أو مذيعة هناك، فلنا الحق بذات الوقت أن نتساءل عن هؤلاء وعن حقيقة توجهاتهم ..؟؟ ومن هم ...؟؟ ومن أين أتوا..؟؟ ومن يمولهم ..؟؟ وما هي طبيعة أطروحاتهم أو حتى ارتباطاتهم...؟

من حقنا أن نتساءل عن توقيت ظهورهم... وكيف لهم مخاطبة المجتمع باسم الدين وباسم الاسلام ... وهل بالفعل هم مسلمون... ؟؟ وعن أي مجون يتحدثون في غزة وهي واحدة من أكثر المناطق بؤسا في العالم... وعن أي سفور يتهمون وهم يعلمون أن غزة تكاد تخلو من مظاهر الحداثة الفعلية.... وعن أي انهيار للأخلاق يتكلمون وهم يعلمون أن المنظومة الأخلاقية المتدنية في قواميس هؤلاء حينما يسمحون لأنفسهم بممارسة تلك السياسات الظلامية... ولماذا الآن...؟؟ ولماذا غزة أيضا...؟؟ ألا يعلم هؤلاء ان لغزة صولاتها وجولاتها بالفترة الأخيرة بممارسة أقبح أشكال انهيار الأخلاق الوطنية والاجتماعية في ظل التقاتل الداخلي... ألا يعلمون أن صرخات الثكلى بحواري غزة قد باتت واحدة من الصرخات اليومية... ألا يعلمون أن الجوع قد أضحى العدو الأساسي للبؤساء في غزة ... الم يشاهدوا حملة البنادق المأجورة وهم يتجلون بأزقة أحياء غزة... ألا يعلمون أن السفور والمجون والعهر السياسي قد بات واحدا من المشاهد اليومية للفعل السياسي الفلسطيني برمته وعلى مختلف توجهاته وعلى كافة الصعد والمستويات... الا يلاحظون حجم الكذب في الخطابات الفصائلية المتناحرة اليوم على المغانم الوهيمة... وحجم الكذب والرياء حتى في وعوداتهم للجماهير الكادحة المعذبة والمتلظية بنيران أحقادهم... ألم يشاهدوا كيف أضحت غزة ورام الله وزعران الفعل المليشيوي هم من باتوا يسيطروا على الشارع.... ألم يلاحظوا انسحاب المشهد الأخلاقي بالمجمل من حكايانا ومن قصص الفعل اليومي لممارسات الزعماء وهم منهم حينما يسمحون لأنفسهم بتوجيه التهديدات بفعل القتل والذبح للمدنيين والمدنيات....

فيا سادة يا كرام... يا حملة السيوف.... من حق الشعب أن يمارس خياراته الاجتماعية وفقما يريد ووفق قناعاته... وليس من حقكم إشهار سيوفكم بوجه هذا الشعب وأبنائه وبناته... إن سيوفكم عار وخطابكم عاري من الإسلام ومن سماحة الإسلام... ولا يستوي هكذا خطاب مع حيثيات وأدبيات الفعل الإسلامي الذي بات يعاني منكم ومن توجهات سيوفكم بالظرف الراهن حيث الفتن التي تنشرونها بين ظهرانينا... وحيث التطاول على الإسلام وكأنكم أمراء المؤمنين وهم كثر بهذه الأيام.... وإن أردتم تسويق بضائعكم التي بلا شك أنها فاسدة تتوجهون بخطاباتكم نحو ما يسمى بالفجور والسفور فالأحرى أن تكون خطاباتكم نحو فعل الجهاد الفعلي والحقيقي لتحرير ما تسمونها بأرض الرباط...

والرباط يا سادتي جزء من فعل المرابطة على الأرض الفلسطينية المستهدفة بشعبها وبحجرها وبشرها... إن فعل المرابطة يتطلب منكم أن تكونوا رحماء على هذا الشعب لا أن تنصبوا أنفسكم أولياء عليه كونه صاحب الحق الحصري في تقرير مصيره وعلى مختلف المستويات...

إن هذه الدعوات الظلامية الغريبة والمستغربة عن تقاليدنا وأعرافنا لا شك أنها بتزايد، وهذا يرجع برأيي لعدة أسباب لعل أهمها عجز وقصور الحركة الوطنية الفلسطينية عن استيعاب الحالة الجماهيرية بشكل عام، مما يعني أن تلك القوى لربما تجد لنفسها مكانا وسط كل هذه الأبواق التي تمارس فعل الضجيج وفعل الردح والذم والقدح والتطاول على الإنسان وحقه بالحياة....

إن الحركة الوطنية برمتها وبكل أشكالها وتوجهاتها مطلوب منها أن تقف عند مسؤولياتها اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وأن تحمي حق الانسان بممارسة فعله الحياتي وحقه بالتعبير عن رأيه وحقه بقول كلمته وحقه بملبسه ونشاطه وحقه بنضاله وفق أجندته الاجتماعية المرتبطة بالمفاهيم الوطنية عموما...

لابد من محاصرة ظاهرة ما يسمى بسيوف الحق وهي التي تمارس أبشع إساءاتها للحق وللحرية... فاليوم سيوف الحق وبالأمس كان جيش الاسلام الذي جند كل جيشه في سبيل خطف صحافي مناصر للقضية الوطنية الفلسطينية.. ومن خلال المُعلن فهم يطالبون بالمال من أجل إطلاق سراحه.... لا شك أن الأمور قد اختلطتت والمفاهيم قد ضاعت في أتون المصطلحات والتسميات الكبيره للجماعات المنفلتة من عقالها... فهل من يعيد لنا كرامتنا وصورتنا الحضارية التي أعتقد أنها قد باتت في مهب الريح حينما يصبح المشهد الفلسطيني دمويا وظلاميا....كما نراه اليوم...؟؟؟

التعليقات