31/10/2010 - 11:02

على أبواب السنة السادسة للإنتفاضة/ إعتراف الريماوي

على أبواب السنة السادسة للإنتفاضة/ إعتراف الريماوي
تدخل إنتفاضة الشعب الفلسطيني عامها السادس، وأمام الشعب الفلسطيني المزيد من التحديات والمهام الواجب مواجهتها وتخطيها على الصعيد الداخلي والبناء على ما تم إنجازه، وهنالك أيضا ما يوازيه من مستجدات عربية وعالمية ترتبط جدليا بطبيعة الصراع مع الإحتلال "الإسرائيلي"، كل هذه القضايا تستدعي قراءة وتحليلا وفهما فلسطينيا بما يسهم في تعزيز العوامل الداعمة للمشروع الوطني والديمقراطي، ولتفادي ما هو مناقض لذلك.

تأتي عملية إندحار الإستيطان في قطاع غزة وسحب القوات العسكرية " الإسرائيلية" من هناك، من أبرز الأحداث الداخلية في تواصل الإنتفاضة الفلسطينية بل على مدار عمر النضال الفلسطيني، وليكن العام السادس للإنتفاضة هو عام ترسيم وتثبيت الإستراتيجية الفلسطينية نحو إستكمال دحر الإحتلال عن أبواب غزة برا وبحرا وجوا، وتحرير الضفة الغربية بما فيها القدس، وتحقيق كافة الثوابت الوطنية، وهذا يتطلب تعزيزا فلسطينيا للوحدة والتعددية الوطنية والديمقراطية تحت عناوين سياسية أساسية واضحة، والإستمرار بالإنتفاضة والمقاومة وتطويرهما حتى تحقيق تلك الأهداف.

ولتحقيق هذا البعد الداخلي من الوحدة الوطنية لحالة التعدد السياسي الفلسطيني، كأداة سياسية نضالية فعالة، ولوأد حالات التوتر الداخلي، ولمغادرة حالات التنافس على "السلطة" بمظاهرها العنفية والمؤسفة، وما يرافق كل ذلك من أشكال الفلتان الأمني التي تهدد المواطن والمجتمع، بل ولبناء مجتمع تعددي يسوده القانون، ومؤسساته تتسم بالشفافية وتخضع للمحاسبة ...إلخ، من أجل ذلك كله، لا بد من إنجاز إنتخابات المجلس التشريعي في الضفة الغربية وغزة، وتجسيد التداول السلمي للسلطة وفق إرادة الشعب من خلال صندوق الإقتراع، وفي السياق ذاته، يتم العمل على تفعيل ودمقرطة المؤسسات المدنية كافة من نقابات وإتحادات وجمعيات وغيرها.

وإستكمالا لمتطلبات العملية الديمقراطية والوطنية، تقف أمامنا الإجابة على إستحقاق إنتخاب المجلس الوطني الفلسطيني لعموم الشعب في مختلف أماكن تواجده، كهيئة تشريعية فلسطينية عليا، باعتبارهاخطوة أساسية على طريق إعادة بناء م. ت. ف بآلية ديمقراطية تعبر عن الكل الفلسطيني في الإرادة و الهوية والبرنامج.

بهذه الرؤية المتشابكة وطنيا وديمقراطيا، نستطيع القول أن العوامل الذاتية الفلسطينية الحالية والكامنة، والتي تحمل أعباء المشروع الوطني والديمقراطي، يتم تفعيلها وتأطيرها لمواجهة المخطط الصهيوني بمختلف أبعاده من جهة، والبناء الإجتماعي الداخلي من جهة أخرى.

وفي إطار هذه النظرة المنطلقة من الذات الفلسطينية، لا نغفل العوامل الموضوعية المستجدة والمتواصلة عربيا وعالميا، فهذا بحد ذاته يفرض علينا أيضا تحفيز الذات من أجل التعامل الأسلم مع الظرف الموضوعي ، فاليوم نشاهد حالة التهاوي العربي والإسلامي الرسمي، وهرولة هذه الأنظمة للتطبيع مع كيان الإحتلال، وتبعيتها لمجمل السياسة الأمريكية الإمبريالية في المنطقة ككل وخاصة في فلسطين والعراق، ما يجعل هذه الأنظمة في دائرة "المشرعنين" للإحتلال والسياسات الأمريكية، وبالتالي فجزء لا بأس به من الجهد الفلسطيني يجب أن ينصب في مواجهة حالة الإنحدار العربي والإسلامي، عبر تعميق العلاقة مع الجماهير والمؤسسات والشخصيات الرافضة لما يجري، والعمل سويا نحو خلق السد المنيع أمام الأنظمة الرسمية في تبعيتها، بل وللمساهمة في التأسيس لمستقبل أفضل يعبر عن إرادة هذه الجماهير.

وعلى الصعيد العالمي، كذلك بحاجة لعمل فلسطيني نوعي، يواجه ترويج الأكاذيب الصهيونية التي تهدف لإضفاء الشرعية على الإحتلال ووصم مقاومته بالإرهاب، وليكشف أيضا عمق العلاقة الوثيقة بين الإحتلال الصهيوني والنظام العالمي المحكوم أمريكيا، والذي يؤدي حقيقةً في هذا النظام لتبني تلك الأكاذيب، وتكاملا مع ذلك، يكون المطلب الفلسطيني هو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة في حل القضية الفلسطينية، وليس المبادرات من هنا أو هناك التي لن تجلب لنا سوى الوقوع في الشَرَك مرة أخرى.

دخول الإنتفاضة عامها السادس، يذكرنا بحجم التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الفلسطيني، من الشهداء والجرحى والأسرى والتشريد وهدم البيوت ومختلف أصناف المعاناة اليومية، في سبيل دحر الإحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية، وهذا يتطلب منا الوفاء لهذه التضحيات ويجب ألا تغيب عن أذهاننا وضمائرنا يوما ما أثناء مسيرتنا.

التعليقات