31/10/2010 - 11:02

غزة مش عبال فياض!../ مصطفى إبراهيم*

غزة مش عبال فياض!../ مصطفى إبراهيم*
خلال الجلسة الاولى من مؤتمر المركز الفلسطيني للاعلام والأبحاث والدراسات "بدائل" الذي عقد السبت 8/5/2010، في مدينتي البيرة وغزة عبر نظام "الفيديو كونفرانس"، كان المتحدث الوحيد فيها رئيس حكومة رام الله سلام فياض.

فياض فضل الحديث كما ذكر عن القضايا الرئيسية لخطته لإقامة الدولة والذي أعلن عنها العام الماضي، و قال إن خلفية برنامجه انطلقت من مبادرة السلام الفلسطينية، وإعلان الاستقلال عام 1988، ومرحلة نشأة السلطة الوطنية الفلسطينية، والوصول إلى نهاية المرحلة الانتقالية دون تحقيق أي إنجاز.

لا أستطع كغيري من المشاركين تفسير كل هذه الثقة و التفاؤل الذي يتمتع بهما فياض في الحديث عن خطته الإعداد للدولة كما قال، وليس الإعلان عن الدولة، فهو تحدث وكأن في جيبه كتاب ضمانات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحتمية إقامة الدولة خلال عامين، و أنه حصل على ضمانات أخرى تتعلق بتمويل وإقامة المشاريع الكبرى التي تحدث عنها.

تركيزه في الحديث وشرح خطته انصب على الضفة الغربية والانجازات التي حققها منذ العام 2007، وهو مستمر في تحقيق الانجازات، لم يتحدث عن إخفاقات، تحدث عن المشككين في خطته والهجوم الذي يستهدفه وخطته، بدا الأمر وكأن في جيبه عصاً سحرية لحل مشاكل الفلسطينيين في الضفة الغربية، تحدث عن مأسسة العمل في القدس من دون ذكر التفاصيل، وكيف يتم ذلك؟!

وقال إن المنظمة هي صاحبة الولاية ليس فقط بالشأن السياسي، وإنما في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، ضمن حدود 1967، والشتات، ولم يذكر او يشير بكلمة واحدة الى عرب 48، والعلاقة معهم، وهل هم جزء من الشعب الفلسطيني؟ أم هم مش عبال فياض كما الفلسطينيين في قطاع غزة؟!

لم يذكر قطاع غزة خلال حديثه الذي استمر نحو ساعتين، سوى أربع مرات ربما أكثر بقليل، وجاء ذلك في سياق ذكر الانقسام، ورفع الحصار الذي يشكل أولوية قصوى مباشرة له كما قال! ولم يوضح كيف يتم ذلك، ولم يحمل أي من الأطراف المشاركة في فرض الحصار المسؤولية عن قتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

تحدث عن رفع الحصار، وأشار بالغمز الى "حماس" عندما قال: وليس بالمفهوم الحالي، الذي يتم فرضه من قبل البعض " بتوسيع قائمة السلع المسموحة"، بل من خلال فتح المعابر، وتمكين السلطة من تنفيذ خطتها للاعمار، وما يفرضه ذلك من ضرورة اتخاذ خطوات عملية ملموسة تؤدي إلى رفع الحصار للبدء في الاعمار، ولم يوضح ما هي الخطوات العملية لرفع الحصار وإعادة الاعمار.

فياض شدد على أهمية ما صدر عن الاتحاد الأوروبي في شهر كانون أول / ديسمبر من العام الماضي، وبيان اللجنة الرباعية الدولية في آذار/ مارس الماضي، الذي دعت فيه إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وكأنه نسي أن من يفرض الحصار هي الرباعية الدولية الذي يعتبر الاتحاد الأوروبي جزءا أصيلا منها، وهو من يمول مشاريع فياض الكبرى في تنفيذ خطته!!

هو تحدث عن رفع الحصار عن قطاع غزة وتحدث في السابق عن ان الناس يستحقون حياة أفضل لكنه لم يقل كيف، واكتفى بالإشادة بأهمية بيان الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية، لكنه لم يحملهما المسؤولية عن فرض الحصار!

فياض تحدث كثيرا ودافع عن نفسه وعن خطته وكان كلامه مكررا، ما أصاب الحضور في غزة الذين استمعوا للحديث عبر الفيديو كونفرانس بالملل، وغادر كثير منهم قبل ان ينهي حديثه، لم يتوقعوا أن يكرر على مسامعهم نفس الاسطوانة والشرح الممل والتفاؤل المفرط بالإعداد لقيام الدولة.

في السابق كانت لنا سلطة قوية، وبرغم الفساد المالي والإداري الذي ساد قامت ببناء مؤسساتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفجأة قام الاحتلال بتدمير البنية التحتية للسلطة ومؤسساتها التي أقيمت بتمويل أوروبي!!

وعلى الرغم من الادعاءات التي تقول إن حكومة فياض تصرف 1,5 مليار دولار سنوياً كرواتب لموظفي السلطة في قطاع غزة، وتوفير المصاريف الخدماتية والتشغيلية للناس، إلا ان غزة ليست على سلم أولويات فياض والمجتمع الدولي، وستظل غزة مش عبال فياض ولا السلطة الفلسطينية ولسان حاله والسلطة يقول اذهبوا الى الجحيم.

التعليقات