31/10/2010 - 11:02

لماذا تبرق إلى الطالباني يا رفيق أبو النوف ؟! / رشاد أبوشاور

لماذا تبرق إلى الطالباني يا رفيق أبو النوف ؟! / رشاد أبوشاور
قرأت على الصفة الأخيرة من (الحريّة)، الناطقة بلسان الجبهة الديمقراطيّة، العدد 1085 تاريخ 6 أيّار 2006، وفي الجزء العلوي من الصفحة الأخيرة، مع صورتي السيّد نايف حواتمه على ( يسار) الصفحة، وجلال الطالباني على يمينها، وفوق الصورتين بالخط الأحمر: حواتمه يهنىء الطالباني بانتخابه رئيساً للعراق...

السيّد نايف حواتمه هو الأمين العام للجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين، وهي تنظيم ( يساري)، وجلال الطالباني هو زعيم حزب كردي، دخل العراق مع قوّات الاحتلال الأمريكي، وقد نصّب رئيساً على العراق، في حين يقبع رئيس العراق الشرعي (المقاوم) صدّام حسين أسيراً في السجن الأمريكي...

الأمين العام للجبهة الديمقراطيّة يعرف، ولا يغيب عن باله أن العراق محتّل، وأن كّل مبررات الاحتلال افتضحت، وهذا ما يؤدّي يوماً إثر يوم إلى هبوط شعبيتي بوش وتابعه بلير، وانهزام خطاب ( المحافظين الجدد) العدواني، لا على العراق، بل وعلى فلسطين إذ الانحياز تّام، والتطابق في العدوان على شعبنا سافر، حتى أنه يمكن القول بأن إدارة بوش زاودت على حكومة شارون، وخلفه أولمرت، في القرارات، والسياسات العدوانيّة على شعبنا وآخرها قرار وقف الدعم المالي، وتخويف أوربة، ونظم الحكم العربيّة، وبنوك العالم، ودفعها لمقاطعة الحكومة الشرعيّة الفلسطينيّة المنتخبة ديمقراطيّاً، وفي هذا ( عقاب) لشعبنا كّافة على خياره الوطني.

أن يرسل الأمين العام للجبهة الديمقراطيّة برقيّة تهنئة لجلال الطالباني يبارك له فيها بـ( إعادة) انتخابه رئيساً للعراق، فهذا يعني بدون لبس أنه يعترّف بالاحتلال الأمريكي للعراق، وبنتائجه، وأنه مع مّد جسور الوّد مع ( العملاء) الذين نصّبوا على أشلاء العراق، والذين يمتّد تآمرهم إلى خارج العراق، فهم، وهذا غير خاف على ( أبو النوف)، يفتحون الأبواب للموساد والنشاطات الصهيونيّة التخريبيّة، وبخّاصة في شمال العراق، وما تصريحات البرزاني الصغير - قريب مسعود- الذي نصّب رئيساً للشمال الكردي، ودعوته لإقامة علاقات مع ( إسرائيل)، ومباهاته بذلك، سوى البرهان المعلن على خيارات هؤلاء العملاء ...

قرأت: وتمنّى الرفيق حواتمه للعراق وشعبه النجاح في إنجاز برنامج الوحدة الوطنيّة، والتقدّم الديمقراطي، السياسي، الأمني، الاجتماعي، والسلام الأهلي، وصولاً لحريّة العراق الكاملة شعباً ووطناً ودولة ...

أهذا كلام يا ( رفيق ) نايف؟!
الوحدة الوطنيّة! أنت ترى أين صارت في العراق بفضل هذا العميل الكبير وشركائه.
الأمن! ..المواطنون العراقيون يقتلون على الهويّة المذهبيّة في العراق الذي كان آمناً، والذي تمّت (لبننته) بفضل الاحتلال والعملاء ...

حريّة العراق!
حريّة العراق يحققها اليوم أبطال المقاومة المظفّرة التي تلغي الانتماء الطائفي لمصلحة العراق الوطن العظيم، ظهر الأمّة وسندها على مّر العصور منذ الاشوريين، والبابليين، حتى حقبة الاحتلال التي ستكون عابرة بفضل المقاومة وما تلحقه من خسائر فادحة، وما تبشّر به من إلحاق هزيمة استراتيجيّة بقادة أميركا السفلة الحمقى الذين ورّطوا بلدهم في مستنقع الاحتلال خدمة للصهيونيّة، ولممارسة سياسة نهب نفط العراق، وبهدف تدمير العراق كاحتياطي استراتيجي دائم للأمّة العربيّة، وقضيتها المصيريّة: فلسطين ...

حريّة العراق الكاملة شعباً ووطناً ودولة.. يا أبو النوف!
هؤلاء يقسّمون الوطن العراقي، بعد أن دمّروا الدولة، وكرّسوا الطائفيّة، وهم بهذا حفنة لصوص ومجرمين، وقتلة، وفي مقدّمتهم جلال الطالباني عدو العرب والأكراد ...

أسفت حقّاً وأنا اقرأ برقيّتك لهذا المارق، وكان الحري بك كقائد لفصيل فلسطيني (مقاوم) أن تبرّق محييّاً المقاومة العراقية، خّاصةً والاحتلال الأمريكي يترنّح، وإدارة بوش المجرمة في أحّط مستويات شعبيتها في داخل أميركا، محتقرة ومنبوذة عند كّل شعوب العالم...

ما الذي تريده بهذه البرقيّة؟ فتح مكتب للجبهة الديمقراطيّة في بغداد؟
هل يأبه الطالباني بفلسطين، وشعبها؟ هل عمل على حماية أبناء وبنات شعبنا من الذبح في بغداد؟
أتمنى عليك الاعتذار من شعبنا الفلسطيني، ومن المقاومة والشعب العراقي، حتى لا تسجّل هذه البرقيّة ( السقطة)، وتحسب على الجبهة الديمقراطيّة التي أحسب أن كوادرها، وعناصرها، أبرياء منها، لعدم علمهم بها، ولأنهم قرأوها كما قرأتها بعد نشرها...

التعليقات