31/10/2010 - 11:02

متاهة التضامن والحوار عربيا وفلسطينيا إلى أين !/ نزار السهلي

-

متاهة التضامن والحوار عربيا وفلسطينيا إلى أين !/ نزار السهلي
مع محاولة فتح الباب المغلق للحوار العربي في قمة الرياض اليوم بين كل من السعودية وسورية ومصر وانطلاق أعمال الحوار الفلسطيني في القاهرة في مرحلته الثانية مع بدء اللجان الخمس مناقشة القضايا التي تم الاتفاق عليها في المرحلة الأولى نهاية شباط الماضي تبدو الصورة أكثر رتابة من ذي قبل , فحجم الاتصالات المكثفة والوفود التي زارت دمشق في الأسابيع التي تلت العدوان على غزة وانفتاح غربي وأمريكي اتجاه سورية هو في حقيقته إقرار بدور دمشق الإقليمي والعربي رغم محاولات التجاهل والقفز عنه و التعثر في معظم الوقت لعدم الإقرار بدور اللاعب الرئيسي في المنطقة و هو ذات السبب في محاولة القفز عن دور المقاومة وما تشكله في نسيج المجتمع الفلسطيني أدت محاولات الشطب والتجاهل إلى الدخول في متاهة الحسابات الضيقة لكل الأطراف في الجانب الفلسطيني والعربي المرتيط عضويا بالواقع السياسي والجغرافي للقضية الفلسطينية وحالة الانفراج في العلاقة بين محور دمشق –الرياض – القاهرة – عمان هو تتويج لانفراج العلاقة بين حركتي فتح وحماس مع بدء الحوار مع كل القوى والفصائل الفلسطينية وهو نتاج طبيعي على الأقل للمخاطر التي تواجه البيت العربي والفلسطيني الذي يعتقد البعض العربي انه بمنأى عنها مع وصول حكومة إسرائيلية أكثر عدوانية

الاعتقاد الخاطىء لدى بعض النظم الرسمية العربية بالابتعاد عن جوهر الصراع في المنطقة سيجعلها اكثر أمانا وأمنا والاكتفاء بإدارة الظهر للسياسات العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومحاولة تبني خيارات استسلامية في الجوهر ومعتدلة في الشكل اسقط عنها مشروعية وجودها امام شعوبها في العقدين الماضيين امام غطرسة الاحتلال الاسرائيلي وخيار العرب لوهم السلام الاستراتيجي والتخلي عن مكامن القوة الذي نعتقد ان العرب بجعبتهم الكثير منها كسلاح في وجه التحديات المفروضة عليهم على الاقل تضامن بالحد الادنى لمواجهة المشرع الصهيوني وعلى الفلسطينيين يقع العاتق الاكبر من هذه المهمة في بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية على اسس وطنية وديمقراطية عمادها مواجهة العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني منذ ستة عقود وقراءة الواقع بشكل واضح وجدية لواقع المجتمع الصهيوني بعد الانتخابات الاخيرة للكنيست الإسرائيلي الذي يفضي الى حقيقة ثابتة على الجانب العربي معتدل وغير معتدل وفلسطيني واقعي و اخر براغماتي وغير ذلك من التصنيفات المبتذلة للعقل العربي ان لا اختلاف في في الجوهر بين كل تصنيفات الاحزاب الاسرائيلية من ثوابت العدوان والاستيطان و القدس فقد كتب أفيعيزرع كلاينبرغ في يديعوت احرنوت في مقال افتتاحي 10/ 3 (اريناهم الفراغ )- الناخب الاسرائيلي قال كلمته الناخب الإسرائيلي هو براغماتي. وحتى إسرائيل بيتنا تمثل الشهوة الإسرائيلية للقوة الفظة أكثر بكثير مما تمثل الالتزام الإيديولوجي للمواقع المقدسة لأرض إسرائيل، وليبرمان، أكثر مما هو يسعى حقا الى تفكيك الديمقراطية البرلمانية في إسرائيل، يمثل رغبة ما في أن يغيظ مرة أخرى النخب القديمة.

بشكل عام ليبرمان أقرب في مواقفه من الإجماع الإسرائيلي مما من المريح لنا أن نظن. في أماكن أخرى في العالم "الحمائم" يعارضون بحزم استخدام القوة. ليس في إسرائيل. في إسرائيل الاستخدام بالقوة يعتبر محتما حتى في أوساط معسكر السلام. حتى عندما لا يعترفون بذلك، فان أغلبية الإسرائيليين يعتقدون بان العرب لا يفهمون سوى لغة القوة، وان "العربية" التي يحسن ليبرمان التحدث بها، هي لغة الضرب.

الإسرائيليون يسعون إذن لان يظهروا للعرب وقع ذراعهم، وفي نفس الوقت أن يتوصلوا الى تسوية ما تعفيهم من الحاجة الى الانشغال بهم بهذا القدر الكبير. "المعتدلون" يؤمنون بان توجيه الضربات يجب أن يترافق بشعارات ضخمة معينة ("دولتين للشعبين"؛ "وجهتنا نحو السلام"؛ "مفاوضات"). أما "المتطرفون" فيؤمنون بان الشعارات تضعفنا، وعليه فهم يمتنعون عن اطلاقها بذات التزمت الديني الذي يسعى الى إطلاقها المعتدلون.

الفارق بين إسرائيل بيتنا، العمل في شكله الحالي، الليكود وكديما هو بالأساس في الخطابة وبقدر معين في اختيار الوسائل السياسية. في موضوع استخدام القوة يوجد بينها غير قليل من الإجماع. في جولة العنف الأخيرة مثلا كانت تسيبي لفني، أميرة اليسار الجديد، من مؤيدي اليد القوية، دون أن يزول سحرها عن ناظر معسكر اليسار.


اذن القراءة الواضحة لأفكار اليمين واليسار في المجتمع الإسرائيلي في مجملها عدوانية استيطانية تستدعي النهوض بالواقع العربي المتردي والفلسطيني المتشرذم بين شعارات فئوية وفصائلية أنهكت الجسد الفلسطيني وتركته فريسة التوغل الاستيطاني العدواني من خلال خطط الاستيطان الضخمة التي كشف عنها مؤخرا لبناء 74 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية هي بمثابة دق الاسفين في نعش الدولة الفلسطينية الموعودة من خلال المزاوجة في سياسة الأرض والسكان الذي اعتمد المشروع الصهيوني عليه في كتاب تيودور هرتزل في كتابه " الأرض القديمة " 1902 مايلي : يجب رفع شعار ضد الغرباء يجب عدم تواجد أي شخص سوى اليهود في هذا التجمع اليهودي "
وقد أعلنت غولدا مائير في 1967: ان اليهود قد احتلوا الضفة الغربية ليستوطنوها الى الابد ويجب أن يكون في هذه المنطقة اقل عدد ممكن من العرب"

وما تشهده البلدات العربية في المثلث والجليل داخل الخط الأخضر من محاولات الضغط عليها عبر سياسة القمع والتمييز وسرقة المياه وإهمال خدماتها لفرض سياسة الجهل والأمية والإجراءات العدوانية ضد القدس وسكانها والاعتداءات المستمرة ضد المسجد الأقصى جميعها تتطلب عدم الدخول في متاهة الشعارات للتضامن والحوار بل في الوقوف الجدي والفوري في وجه هذه الاعتداءات والتصدي لها عبر عوامل عديدة اشتهرت مفردات السياسة العربية وكتب التاريخ في الترويج لها عن ما يمتلكه العرب من مقومات الحضارة واللغة والتاريخ الذي بتنا نشك انه مشتركا في جمعهم .

التعليقات