31/10/2010 - 11:02

مفـاجــأة ؟ سـامحونـا يـا الحماصِنـة !/ بسام الهلسه

-

مفـاجــأة ؟ سـامحونـا يـا الحماصِنـة !/ بسام الهلسه
• لا أصدق أن الحكام العرب قد "دُهِشوا" أو "فوجِئوا" بالعرض الذي قدمه نتانياهو في خطابه. فـ"الدهشة" و"المفاجأة" ليستا من صفاتهم. فهم –كما نعرف جميعاً- مُلْهمون.. يعرفون خبر ما كان وما سوف يكون!

من باب حسن الظن، يمكن تصديقهم في حالة واحدة: إذا اقنعونا بأنهم حماصِنة (نسبة إلى مدينة حمص السورية)، التي يعتد أهلها بـ"ذكائهم" و"سرعة إدراكهم" التي يروي الشوام عنها الحكايا والأساطير ومنها مثلاً أن أحدهم تلقى عشر ضربات على غفلة! وأن "حمصياً" آخر قفز من السفينة وسبح عائداً إلى البر بسرعة عندما سمع من يقول: "إلحق يا "عبدالرحمن" ابنك دهسته سيارة"! وفقط عندما وصل الشاطئ تذكر أن اسمه ليس "عبدالرحمن" –بل ريمون- وأنه غير متزوج أصلاً!

* * *

إذا كان الحكام العرب ملهمين وليسوا من أصول حمصية، فما حكاية "دهشتهم" إزاء خطاب نتانياهو إذن؟
- الحكاية بسيطة وتتلخص في كلمة واحدة هي: "أوباما"! فبعد الاستقبال الحافل، وكرم الضيافة السابغ، والتصفيق المدوي، انتظروا منه أن يقدم لهم شيئاً بالمقابل.. كأن يضغط على قادة إسرائيل كي يتزحزحوا قليلاً ليتمكنوا بمعيتهم من العودة إلى الأيام الخوالي الهنيئة السعيدة: أيام التقاط الصور التي تبرق بالابتسامات في شرم الشيخ!

لكن أوباما فاجأهم بإعلانه السريع عن ترحيبه بمشروع نتانياهو، مما أوقعهم في شيء من الحرج أمام شعوبهم التي قالوا لها ان عصر المصائب موشك على الزوال، وان الطريق إلى السلام والمحبة والتحالف بين "أبناء العم" "المتخاصمين" صارت سالكة بهمة الحبيب "أوباما"، وما عليهم إلا اقتناص الفرصة السانحة والشروع فوراً بالمفاوضات التي قدموا على مذبحها سلفاً قرابين كثيرة وسخية: إسقاط معظم الحقوق العربية، وإقامة سلام وتطبيع شاملين، وتحالف ضد إيران وقوى المقاومة العربية- الإسلامية (جماعة الارهاب) ..الخ.

وبعدما قدموا ما قدموا لم يبق أمامهم إلا الانتظار...
وقد انتظروا فعلاً وبشوق ما تسفر عنه وعود أوباما، وتصريحات وزيرة خارجيته "هيلاري"، وجولات مبعوثه "ميتشل"...
- فماذا كانت النتيجة؟
ألقى نتانياهو خطابه غير عابيء بهم، مُدللاً على أنه ليس "قَد العَشَمْ" كما يقول اللبنانيون!
فقد أعاد التأكيد على ما هو متوقع منه:
إسرائيل ليست دولة نباتية! والضباع تأكل اللحم لا العشب!
فإذا ما أراد الحكام العرب السلام، فلهم ذلك! ولكن ليس مقابل الأرض.. بل مقابل سلامتهم!
* * *
- هل في هذا ما يستدعي الدهشة أو المفاجأة؟؟
- سامحونا يـا الحماصِنة!


alhalaseh@gmail.com

التعليقات