31/10/2010 - 11:02

من قتل فلسطين ..؟/ جميل حامد

هل سنشهد في 29/11/2007 قرار تقسيم آخر ؟!

من قتل فلسطين ..؟/ جميل حامد
من شعار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، إلى شعار السلطة "الوطنية" الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لجغرافيا الأرض والإنسان ، إلى شعار "فتح" المتفتحة على كافة احتمالات التمثيل للشعب والأرض والمقدرات والاستحقاقات ، إلى شعار "حماس" المتحمسة لكافة أشكال التفجيرات والخيارات فوق وتحت الأرض ، وصولاً إلى الحقيقة المدوية التي تتمثل بسؤال واحد من يحكم فلسطين ومن يمثلها ومن منحه الحق بذلك..؟!
إن الحديث عن الانتخابات كخيار ديموقراطي شرعي في الأراضي الفلسطينية قادر على فرز قيادة قادرة على تمثيل الفلسطينيين كل الفلسطينيين، هو حديث كاذب ويقع ضمن منظومة الشعارات ، التي تعرت على مدار أكثر من أربعين عاماً ، لسبب واحد ووحيد ، وهو أن فلسطين مغتصبة وما زالت تحت الاحتلال ولن يفرز سوى قيادات كاذبة ومزيفة وعاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من الأمن للمواطن..!!
في فلسطين كانوا وما زالوا يعلمون أن الوطن لا يحتاج إلى مصفحات وبزات عازلة للرصاص لحماية القرار الوطني المستقل ، من منطلق أن الإرادة الشعبية هي التي حمت وحافظت على وحدانية منظمة التحرير الفلسطينية ، وهي التي ستحمي مكتسبات السلطة لو افترضنا أن هناك مكتسبات تتماشى والإرادة الشعبية ..!
لقد أجاد صناع القرار نقل صنع القرار السياسي من الحظيرة الفتحاوية التي قادتها به على مدى 45 عاماً من انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، إلى الحظيرة الحمساوية عبر قرار إجراء الانتخابات التشريعية 2006 ، لتنجح حماس في أول تجربة انتخابية بعد إعلان أوسلو "الكارثة " بالفوز بثقة الجمهور الفلسطيني حسب النتائج التي أقرتها لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، والتي أشرفت على إدارة العملية الانتخابية الممولة أمريكياً وأوروبياً بالمال والخبرات ، بل وحتى بدمغة الإصبع الانتخابي التي يدمغون بها الأغنام والمواشي - مع احترامي لكل التيوس في الحظيرة الحيوانية الكونية - وذلك لعزلها وفرزها فهي دمغة خضعت لشروط التمويل الغربي وهي مخصصة لما يسمى بدول العالم الثالث..!!
وعبر الديموقراطية التي دشنتها "فتح" انتقل القرار وجاءت المؤشرات الأولية في العرين الفتحاوي هزيلة وفاضحة ومستكينة ، وعبرت عن ردود تمثلت بأفعال تدميرية استدعت فتح كشوفات المحاسبة لكل المتسببين في حدوث الكارثة داخل حركة فتح ، إلا أن سلسلة الهزائم تواصلت بنفس الشخوص والأدوات وكأن "فتح" بصدد برنامج ممنهج لتصفيتها من داخلها ، وهذا ما يبرأ ساحة "حماس" ولو جزئياً من أسباب هزائم "فتح" المتواصلة ..!!
اللجنة المركزية لحركة "فتح" أعلنت عن نفسها حزباً من المحافظين الجدد على مكتسباتها ، وترفعت في الكثير من المناسبات عن الخوض في غمار المعركة التي تستهدف مستقبل الحركة ، مكتفية بذات المراسيم التي تقوم على الأمن الشخصي والوجاهة التنظيمية ، وهربت في أكثر من مناسبة عن مواجهة التحدي تاركة الباب مشرعاً أمام رعيل الصف الثاني ، إن لم نقل الصف الأول بامتياز التمويل والتأثير على الساحة الفتحاوية، وهذا يدفع المراقب للحالة الانحدارية الفتحاوية لسؤالين: إلى أين يذهبون "بفتح "..؟ وإذا كانت "فتح" هي حامية الحق الفلسطيني فإلى أين يذهبون بفلسطين وحقوق شعبها..؟!
وحركة "حماس" التي جاءت من بوابة "أوسلو" وخضعت لمشرحة الاستحقاقات الاوسلوية ، منذ أن أعلنت عن نفسها شريكة في القرار السياسي ولاعباً متميزاً في المنطقة ، رفعت راية النصر على لا شيء سوى الدمار! لأن قادتها حتماً يعلمون جيداً أن إعادة بناء ما دمرته بنادقهم ليس بالأمر السهل ، فكيف سيكون الحال إذا ما فكر هؤلاء ببناء ما دمره الاحتلال وما زال..؟!
كلا القطبين استغلا البعد الشعبي بكافة الأشكال لتدعيم البعد التنظيمي، وكلاهما تمنجها في أفق ضيق، لا يتسع لرأي الآخر ، كما أن كليهما فتحا فضاء الوطن كل الوطن أمام داعميهم سياسياً ومالياً وعسكرياً ، وكلاهما بحث عن المحاصصة في بورصة الدم المباح والمستباح لتمرير أجندة لا تمت للانتماء والولاء للوطن بصلة ، وإلا لما تدمر مخيم نهر البارد وكلاهما على مرمى حجر من رائحة البارود..!! بل إن الأقبح من ذلك أنهم اختاروا التغطية على مجزرة المخيم بإشعال شرارة الاقتتال وترسيخ شكلاً آخر من أشكال الاحتلال..!

هل سيعيد تاريخ 29/11/1947 الذي انبثق يومه قرار التقسيم ، هل نفسه في 29/11/2007 سيشهد قرار تقسيم آخر ، يأخذ بعين الاعتبار ما تبقى من مساحة (11%) يمكن تقسيمها بين الإخوة الفرقاء؟!
لكن ما هو واضح إن الضفة الغربية ستصبح الوطن القومي لأتباع منظمة التحرير الفلسطينية وان قطاع غزة سيشهد ولادة أول إمارة إسلامية معترف بها مع التأكيد على بعض أشكال الوصاية من هنا أو هناك عسكرياً وأمنياً وإدارياً على كلا الجانبين ..!
وهل ستعقد المنظومة الدولية جلسة لها قبل حلول موعد 29/11/2007 وتناقش الاعتراف بقرار تقسيم جديد لفلسطين وهل ستصوت إسرائيل إلى جانب القرار الذي سيقدمه الشيخ حمد بن جاسم ؟!
ومن أي باب ستغطي القاعدة القطرية في فلسطين "الجزيرة " هذا الحدث ...ولمن الوصاية حينها ستكون ؟!

قد تكون الإجابة بهذا الاقتباس مما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقالة افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "من قتل فلسطين" حيث وصف فيه كاتب الافتتاحية برت ستيفنس المساعدات الدبلوماسية والعسكرية بالإضافة إلى المالية لفلسطين بالأكسجين اللازم للجسد متهماً السلطة الوطنية الفلسطينية بعدم القدرة على النجاح لعدم تطويرها لمعاهد مالية وعسكرية واقتصادية كتلك التي تملكها إسرائيل.

في مجملها وصفت الافتتاحية الفلسطينيين بـ "عدم القادرين على تحقيق السيادة السياسية" والـ "مدمرين للذات".
وخلص ستيفنسن إلى أن فلسطين التي نعرفها اليوم ستعود إلى ما كانت عليه ارض ظل بين إسرائيل وجيرانها العرب ، والفلسطينيين الذين نعرفهم اليوم سيعودون إلى من كانوا من قبل وهم العرب.

Hjam32@hotmail.com

التعليقات