27/03/2011 - 11:18

لا.. هذا وقت طرح هذا السؤال../ زكريا محمد

هل يريدون للثورة السورية أن تتحول إلى أداة بيد أمريكا لهزيمة المقاومة في لبنان؟

لا.. هذا وقت طرح هذا السؤال../ زكريا محمد
تجتاح حركة الحرية والديمقراطية سوريا.
سوريا المقموعة والمعذبة والمهانة تنتفض.
 
لكن داخل هذا المشهد المهيب نسمع للأسف الأصوات الطائفية التي توجه النيران نحو حزب الله، وتتهمه بأشنع التهم. أي أن هناك عناصر ما تريد لثورة الشعب السوري أن تتحول إلى انتصار لإسرائيل وأمريكا وجعجع على حزب الله ومقاومته، أي على الطرف الوحيد الذي منحنا الأمل في حرب تموز 2006، وما قبله.
 
لو أننا واثقون أن هذه الأصوات ناشزة في مجرى الثورة لما كنا أبدينا الاهتمام بها. لكننا لسنا واثقين من ذلك تماما. فنحن نذكر تصريحات زعيم الإخوان السابق، البيانوني، ضد حزب الله ومقاومته بعد حرب تموز المجيدة. إذ وقف وقتها ليعلن أن مقاومة حزب الله ليست مقاومة. وقد أعلن ذلك في الوقت الذي كان يسير خلف قيادة عبد الحليم خدام ذاته. بالتالي، نحن نخشى أن تكون هذه الأصوات تمثيلا لإخوان سوريا، أو لجزء منهم.
 
ندرك، بالطبع، ما جرته السياسيات الطائفية على سوريا منذ أربعين سنة. ونعرف أنها سممت الأجواء تماما. لكن حين نتحدث عن قوى سياسية، فإن علينا ان نكون واضحين تماما. يعني أن على الإخوان المسلمين أن يعلنوا موقفهم من هذه النقطة: هل يريدون للثورة السورية أن تتحول إلى أداة بيد أمريكا لهزيمة المقاومة في لبنان؟
 
سوريا تحت حكم الأسد، أو تحت حكم الثورة، أو حتى تحت حكم الشيطان سوف تكون دوما في مواجهة إسرائيل التي تحتل أرضها، وتهدد موقعها ومجالها الحيوي. بالتالي فهي ستكون، في النهاية حليف حزب الله، وحليف كل مقاوم. ستكون بحاجة إلى حزب الله، كما انه سيكون بحاجة إليها دوما.
 
لم يكن أمام حزب الله إلا أن يتحالف مع سوريا إذا أراد بناء مقاومة حقيقية. بالتالي، فكل هجوم عليه هو هجوم خاطئ ولا معنى له.
 
سوريا الثورة ليست مخيرة في لبنان بين حزب الله وجعجع، أو بين نصر الله المقاوم والحريري التابع للأسرة السعودية، قلعة الرجعية في المنطقة. لا، سوريا الثورة يفترض أن تكون الأشد دعما للمقاومة اللبنانية من سوريا تحت حكم الأسد.
وإلا، ستكون ثورة كبرى قد نقلتنا من سوريا الأسد إلى سوريا عبد الحليم خدام. وهل من فارق بينهما؟

التعليقات