13/04/2011 - 08:30

الصفقة المخزية../ زكريا محمد

يمكن القول أن صفقة قيام إسرائيل كانت الصفقة الأشد خزيا وعارا في تاريخ أوربا كله. صحيح أنها كانت صفقة رابحة جدا بالنسبة لهذه القارة، لكن الربح فيها هو القادر على كشف حقارة أوربا وزيف قيمها

الصفقة المخزية../ زكريا محمد
يمكن القول أن صفقة قيام إسرائيل كانت الصفقة الأشد خزيا وعارا في تاريخ أوربا كله. صحيح أنها كانت صفقة رابحة جدا بالنسبة لهذه القارة، لكن الربح فيها هو القادر على كشف حقارة أوربا وزيف قيمها.
 
 قامت هذه الصفقة على ثلاثة أسس:
 الأول: التخلص من يهود أوربا، وكنسهم إلى خارج القارة الأوربية، بالاتفاق مع الحركة الصهيونية. أي في الواقع الخلاص من اللاسامية ضد اليهود عبر إزالة اليهود، لا عبر إزالة اللاسامية ودحضها. أي أننا مع قيام إسرائيل، في الواقع، أمام تطبيق للاسامية الأوربية. 
 
 الثاني: لكن من أجل التغطية على هذا الهدف المجرم، فقد كان لا بد من تصوير الأمر وكأن طرد اليهود من أوربا هو عملية إنقاذ لهم، و(تطبيع) لوجودهم، على افتراض أن وجودهم في أوربا أمر غير طبيعي. 
 
 الثالث: لكن لأن أوربا كانت تدرك أن الهدف الفعلي للمشروع كله هو الخلاص من يهود أوربا، فقد كان عليها أن تعالج (عذاب ضميرها) الذي يطرد اليهود بدلا من طرد اللاسامية من أعماقها. بالتالي، فقد كان الحل إعطاؤهم أرضا ودولة. لكن أين؟ في فلسطين!!
 
وهكذا، فبدل أن تخصص لهم أوربا قطعة من الأرض في القارة الأوربية، قررت منحهم ما لا تملك؛ أي منحهم أراضي الآخرين. أي أنهم أرضوا ضميرهم من دون حتى أن يدفعوا هم أي ثمن. لقد أرضوه على حساب الآخرين!
 
 رابعا: وكانت أوربا تدرك تماما أن زرع وجود غريب في المشرق العربي، سوف يفجر عداء لا ينتهي بين المزروعين والأصليين. لكن هذا لم يكن يقلقها. على العكس، فقد كان هذا جزءا من الصفقة القذرة. ذلك أن الجسم المزروع حين يواجه بالعداء سيمد يده إلى أوربا كي تؤمن له القدرة على العيش. وهي، أي أوربا، ستقدم لها وسائل الحماية والعيش، لكن شرط أن يسخر نفسه لحماية مصالحها في المنطقة، وهي المصالح التي تقف مباشرة في معاكسة مصالح شعوب المنطقة. وبهذا، فقد تم تحويل اليهود المطرودين من أوربا إلى مرتزقة لحماية مصالح أوربا ذاتها. طردوهم، ثم حولوهم إلى مرتزقة تحت اسم (دولة إسرائيل)!! 
 
 إذن، فأي صفقة أشد حقارة من هذه الصفقة؟!
صفقة يتم فيها طرد اليهود بدل من طرد اللاسامية. ثم يتم إرضاء الضمير عن الطرد من جيوب الآخرين. ثم يتم تحويل المطرودين إلى عصابة مرتزقة لحماية مصالح أوربا. لقد طردوهم إلى بلاد العرب كي يَذبحوا، ويُذبحوا، من أجل عيون أوربا! 
 
 أي صفقة في التاريخ أحقر من هذه الصفقة، وألعن؟
وأي سياسة في التاريخ كانت أقبح من سياسة أوربا التي ابتدعت هذه الصفقة المجرمة؟

التعليقات