03/05/2011 - 13:38

الغرب وحرية تفسير الحرية../ نائل بلعاوي*

ببراعة لافتة، نسج الغرب تفسيره الأحادي للحرية وآليات تطبيقها. رابطاَ بين الحرية، فكرا وفلسفة ووسيلة للعيش، وبين الجغرافيا الطبيعية التي تلتقي في اطارها ثلة الدول الاوروبية، الغربية منها تحديدا، وتلك الجغرافيا السياسية والثقافية التي تصل القارة العجوز بالعالم الجديد : الولايات المتحدة الأمريكية. كندا، وأستراليا. أي الدول الموصوفة عنصريا بدول العالم الأول

الغرب وحرية تفسير الحرية../ نائل بلعاوي*
ببراعة لافتة، نسج الغرب تفسيره الأحادي للحرية وآليات تطبيقها. رابطاَ بين الحرية، فكرا وفلسفة ووسيلة للعيش، وبين الجغرافيا الطبيعية التي تلتقي في اطارها ثلة الدول الاوروبية، الغربية منها تحديدا، وتلك الجغرافيا السياسية والثقافية التي تصل القارة العجوز بالعالم الجديد : الولايات المتحدة الأمريكية. كندا، وأستراليا. أي الدول الموصوفة عنصريا بدول العالم الأول. اعتمد ذلك التفسير، سريالي البعد كما يبدو، على فكرة قديمة متجددة... معلنة وغير معلنة، ترى في العرق الأبيض طاقة خرافية على التفوق والسيطرة وحبس الآخر/ الأقل قيمة عرقيا/ في الإطار العنصري الذي تجلت بشاعته/ طاقة التفوق لديه/ في حملة الإبادة الجماعية للهنود الحمرعلى الضفة الاخرى من المحيط وقت اكتشافها. وفي ظهور الاستعمار ومحاولة تسويقه فكرياَ: /الاستشراق، التبشير الديني، وسياقات الحداثة المقترحة /. وكان التمثل الأقوى لفلسفة التفوق تلك قد تجلى بصورة دموية في أفكار وسلوكيات الفاشية والنازية وما قادتا إليه من دمار كوني إبان الحرب العالمية الثانية التي وضعت الغرب وللمرة الأولى أمام السؤال الاخلاقي الكبير: سؤال التفوق العرقي وأجوبته الكارثية.
 
شرع الغرب، ثقافة ومؤسسة، منذ الإعلان عن هزيمة ألمانيا في العام 1945، على إعادة التفكير بذلك السؤال وتفكيكه إذا لزم الأمر من جديد، فترتيب البيت الذي دمرته الحرب كان يستدعي، إلى جانب العزيمة والقوة الاقتصادية، شيئا من النوايا الأخلاقية أيضا، تلك التي راحت تظهر تباعا، وبشكل مدروس جيدا، عبر الانسحاب / ليس الطوعي دائما / من المستعمرات القديمة في آسيا وأفريقيا، ومحاولات رد الاعتبار لمن تم اضطهادهم في السابق: الهنود الحمر على الضفة الأخرى، اليهود والغجر والشواذ جنسيا وأصحاب الراي الآخر في أوروبا. في حين تركت المستعمرات لفوضاها ودمارها الكلي والمستمر حتى الآن. ليكون منطق التفوق العرقي قد تعرض، على ذلك الصعيد، لإعادة صياغة لشكله الخارجي وليس محتواه لا أكثر.
 
انعكست/ النوايا الحسنة/ تجاه الهنود الحمر أمريكيا على شكل حزمة من المشاريع الاقتصادية المخصصة لإحياء مناطق تجمعهم داخل الولايات المتحدة. لا يعني هذا بالطبع الصعود بمستوى تلك المناطق إلى درجة مساواتها بجاراتها البيضاء. بل التخفيف، نسبيا، من حدة أشكال التمييز الاجتماعي.. وليد أفكار التفوق العرقي ومكملها. فلا تزال الفوارق الطبقية واضحة بين مناطق الهنود الحمر والمناطق البيضاء / لصالح الثانية دائما /. كما هي واضحة أيضا، كنتيجة لسياسة/ تخفيف حدة الفكرة/ وليس محوها بالكامل، على صعيد التمايز الثقافي بين الاثنين، فمحاولة رد الاعتبار للثقافة الهندية الحمراء.... الاعتراف بوجودها أولا، ثم الاحتفاء الخجول بها، لم تسمح لتلك الثقافة، ذات الزخم الإنساني الرفيع والمتنوع، من مجاراة نظيرتها البيضاء والسير في ركابها. فما تزال السيطرة المطلقة، حتى كتابة هذه السطور، هي لوجهة النظر التي جاء بها الرجل الأبيض عند اقتحامه القارة، ولا يزال الهندي الأحمر، وفقا لذلك المنطق التسلطي، أسيرا، في الفيلم وفي النص المكتوب أو المسموع، لرؤية استعلائية، سطحية، وذات مغزى عنصري.
 
تغلغل فكر التفوق العرقي في ثنايا الثقافة الأمريكية البيضاء وقلص من فرص انفتاحها/ المنشود/ على الآخر، فالفشل الذريع في رد الاعتبار لوريث المكان الأصلي/ الهندي الأحمر/ رافقه سقوط أخلاقي صارخ على صعيد التماهي مع أفكار التمييز العنصري تجاه الأمريكي الأسود/ شريك المكان والهموم/. وهو السقوط الذي أنتج، على امتداد العقود الست الأولى من القرن المنصرم، مجموعة من القوانين الاتحادية المستلهمة من روح الفكر التفوقي للعرق الأبيض وتداعياته المؤلمة. ليبقى الأمريكي الأسود، وحتى اللحظة، ضحية للمرتبة الدونية التي غلفته بها الثقافة البيضاء بأشكالها المتنوعة وبقوانينها الاجتماعية مرة، وتلك الاقتصادية المجحفة مرات أخرى.
 
تنوعت سبل المعالجة الأمريكية للسؤال الأخلاقي ذاك وتبدلت من وقت إلى آخر. تقدمت خطوة إلى الأمام وتراجعت خطوات إلى الخلف، و حافظت بين هذا وذاك على مسافة واضحة بين الإرث العنصري الكريه / الراسخ ثقافيا / وبين مبادئ الحرية المعلنة وقوانين المساواة / الممكن تعميمها /، لتصبح، سمة الوقوف الغرائبي بين ما هو راسخ وما هو ممكن، هي العلامة المميزة للسياسة الأمريكية داخليا وخارجيا منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم. وكان الوقوف، البين بين، ذاك قد استدعى بدوره حزمة من طرق التفسير الفنتازية هي الأخرى للحرية ووسائل تحقيقها، فهناك حرية خاصة للأمريكي الأبيض، تستمد مبرراتها من أوهام التفوق العرقي / الثابت وغير المعلن /. وهناك حرية، بثوب مختلف وأقل قيمة ومعنى، خاصة بالهندي الأحمر والأمريكي الأسود وأنواع المهاجرين. إضافة، بالطبع، للتفسير الثالث، الأكثر وقاحة وسطوة، والمخصص، هذه المرة، لآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وهو التفسير الذي لم يغادر مطلقا حيز المصالح الخارجية للولايات المتحدة، إذ تتفوق المصلحة الاقتصادية هناك على كافة أشكال الحرية/ السائدة داخليا/، ولعل الدعم المطلق للأنظمة الشمولية، وحشية السلوك والتجلي، في تلك القارات، هو المثال الحي والبسيط على غياب الحد الأدنى لأفكار الحرية تلك، ليصبح التفسير/ المتنوع في الداخل/ مجرد وسيلة إلغاء للحرية بالكامل وليس آلية جديدة لتعريفها، ناهيك عن الموقف الثابت أبدا من وجود إسرائيل على حساب الآخر، ذلك الوجود النقيض لمختلف أشكال الحرية وآليات تفسيرها.
 
هناك، في ذلك الحيز الفاصل بين الحرية والدوافع أحادية الرؤيا لتفسيرها، تقف أوروبا أيضا عاجزة عن تجاوز الحيز السريالي وغير الإنساني ذاك، راضية، كما يبدو، بذلك الموقع الذي وفر لها حرية/ متخيلة/ للعثور على المناسب من الأجوبة المفترضة لأسئلة الإرث الاستعماري، والعداء التاريخي للسامية، وحقوق الأقليات، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى التي يمكن اعتبارها، مجتمعة، كنتائج طبيعية لفكرة التفوق العرقي، لا غير.
 
واجهت القارة العجوز ملفاتها الساخنة تلك بطرق مختلفة، دائمة الانسجام مع الدوافع الذاتية التي تحركها، وليس مع مبادئ الحرية وقوانين المساواة المعلنة. فما يصلح، بعبارة أخرى، لهذا الملف، لا يصلح بالضرورة لذاك، وبصرف النظر عن عناصر التشابه الكاملة، أحيانا، بينهما، فالدافع هو محرك المعالجة الأثير، وهو الذي يقرر بالتالي آلية التناول وإيجاد الحلول. ولعل الازدواجية الفجة التي تعاملت بها أوروبا مع الأمثلة القادمة هي الدالة وبوضوح على الرغبة باختراع التفسيرات/ المناسبة/ للحرية، عوضا عن تناولها كفكرة إنسانية وشاملة.. لا تقبل التخصيص أو التفصيل.
 
تصعد الازدواجية تلك إلى سقفها الأعلى في منطق البحث الأوروبي عن وسائل، رد الاعتبار، لضحايا الحرب العالمية الثانية: اليهود والغجر، أكبر المجموعات التي يتشكل منها النسيج الاجتماعي للمكان، آنذاك، وأكثر من دفع الثمن لسياسة التفوق العرقي التي قادتها النازية، بشراسة متناهية، ضد العرق غير الآري عموماَ. فحين شرعت أوروبا بحملة رد الاعتبار للضحايا، تناست على الفور حقيقة القاعدة المتداولة التي تقول بانعدام الفرق بين الضحية والضحية، لترفع، وفقا لمنطق التناسي المتعمد ذاك، من قيمة الأولى / يهود الهولوكوست / وتدني من قيمة الثانية / غجر التصفيات الجماعية ومعسكرات الاعتقال/. فما قدمته القارة لمواطنيها الغجر، ثقافيا واقتصاديا، لا يمكن الاعتداد به، مقارنة بما تم تقديمه، وعلى كافة الأصعدة، لجيرانهم اليهود. والأمثلة على ذلك التمييز كثيرة، ومعروفة تماما، ولا يتسع المجال الآن لذكرها. مع التأكيد هنا على الفرق بين أعداد الضحايا من اليهود والضحايا الغجر/ لا توجد أرقام محددة للضحايا الغجر/، في حين يتداول العالم الرقم: ستة ملايين للضحايا اليهود. ولكن، وبصرف النظر عن فوارق الأرقام، تبقى الضحية واحدة في الحالتين، إذ لا تؤثر الأرقام هنا في الجوهر الحقيقي للفعل وما أنتجه من عذابات.
 
تناست أوروبا حقيقة اللافرق بين الضحية والضحية، وأنتجت، تماهيا مع ذلك النسيان؟ كمّا هائلا من الأفكار والفنون والقوانين التي أطرت، مجتمعة، وجها واحدا للضحية، وخلعت عليه قداسة لا تمس، ولا يسمح/ قانونيا/ بمسها اصلاَ، في وقت تعامت فيه بالكامل، هذه المرة، عن وجود ضحية أخرى، من ضحايا السقوط الأخلاقي لأوروبا إبان الحرب الثانية، هو الفلسطيني، الحامل حتى اللحظة لعذابات ذلك السقوط وتداعياته الكارثية المباشرة.
 
تدافع أوروبا بشراسة عن نفسها حين تواجه، أحيانا، بحقيقة مسؤوليتها الأخلاقية أولا، ثم السياسية تاليا، عن ظهور الضحية الفلسطينية للسطح.. كنتيجة طبيعية لقيام إسرائيل على أرضه، وهي التي لم يكن لها أن ترى النور لولا صعود الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا العام 1933، وقدرة ذلك الحزب على تحويل فكر التفوق العرقي إلى سياسة واقعية وجدت آثارها على الأرض عبر مشروع: / الحل النهائي/ ليهود القارة: معسكرات التجميع وغرف الغاز. وهو/ الحل/ الذي سيوفر بدوره، فرصة ذهبية، للمشروع الصهيوني: توجيه الهجرة العلنية والسرية نحو فلسطين، وتغيير المشهد الديمغرافي هناك، وصولا إلى توفر مجموعة سكانية قادرة على الإعلان عن / كيانها الجديد / في العام 1948.
 
إنها المسؤولية المباشرة بكامل صفاتها وعنفها... وبصرف النظر عن وسائل دفاع أوروبا عن نفسها، التعامي عن الحقائق أو التجاهل الكلي للضحايا. وهي الأدوات عينها التي استخدمت ببراعة، ضمن سياق التفسير أحادي النظرة للحرية، عند مواجهة التركة الاستعمارية وآثارها الكارثية.
 
شيقة هي الملفات المذكورة أعلاه وشائكة أيضا، ولا تحيل في نهاية المطاف، إلا على محمولها الذاتي.... تراجيدي الوقع والإشارة. ولكن المجال لا يتسع الآن للخوض التفصيلي في خباياها، فهناك الكثير الكثير من الأمثلة الدالة على براعة الغرب في اختراع ما هب ودب من أشكال التفسير للحرية، وربط تلك الفكرة الكونية الرائعة بالمكان مرة/ الجغرافيا الطبيعية والثقافية/ أو بالعرق الأبيض/ سيد المكان وأسطوري التفوق/ مرات أخرى. وهذا الربط، وليد منطق القوة لاغير، فتح الباب على وسعه أمام الغرب لتحقيق مستوى رفيع وثابت من الحرية الحقيقية داخل إطاره الجغرافي، ولا تجادل هذه الكلمات حول قدسية الحرية وارتفاع سقفها داخل ذلك الإطار وعلى كافة المستويات، الشخصية والعامة، فما تم الوصول إليه في سياق تأويل الحرية وتحويلها إلى فعل يومي هناك، يشير بوضوح، إلى طاقة جماعية خلاقة، قادرة على استلهام الروح الإنسانية العظيمة التي بشرت بها الثورة الفرنسية، وتحويلها إلى عقد اجتماعي وإلى قاعدة للحكم وإصدار القوانين.
 
أعاد الغرب ترتيب أوراقه من جديد، بانياَ، داخل حدوده الجغرافية، مملكة للحريات والقوانين العادلة ومبادئ التسامح وحقوق الإنسان، تاركا الآخر/ خارج الجغرافيا/ أن يتابع وحده مأزقه الوجودي الذي شارك هو/ الغرب، عبر احتكاره الأناني للحرية، بأسباب ظهوره: الاستعمار/ إسرائيل /، ثم حافظ على استمرار المأزق وتعميقه عبر ربطه لمصالحه الاقتصادية المقدسة بمجموعة من الوكلاء التجاريين: / الأنظمة الشمولية ومجموعة الطغاة الذين يشكلونها/، وللعالم العربي، حصة الأسد، من المثال الاخير، فقد تفوق الحاكم هناك، بجدارة، على نظيره الأمريكي اللاتيني والإفريقي في مستويات القمع الممنهج للناس، ونهب ثرواتهم وإفساد أو تهجير عقولهم الوطنية. وأبدع تاليا، برفع دور الوكيل التجاري إلى حدوده القصوى، فهو يدفع، من ناحية، بكوادره المبدعة للبحث الدائم عن أمكنة آمنة وصالحة للعيش/ الغرب بالطبع/. وهو يمتص، من ناحية ثانية، ثروات البلاد المحلية ويلقي بها في البنوك الغربية، ويتابع بين هذا وذاك فقرات حفلته الاثيرية: / تعميم الأمية وليس القضاء عليها. مصادرة الآراء ودوافع الإبداع. تعميد السجون كفكرة مركزية في الثقاقة الاجتماعية السائدة. القتل العلني أو السري للمعارضين/ والقائمة تطول.
 
تجاوز النظام العربي، بعبارة أخرى، دور الوكيل الطيب للمصالح الغربية، لينصب نفسه/ بعلم أو دونه/ حارسا ومنفذا لأفكار التفوق العرقي الغربية إياها. كما تجاوز الغرب هوس البحث عن وكلاء لمصالحه، إلى حدود التماهي الإجرامي مع تلك الأنظمة الوحشية، فرعاها بإخلاص وقلل من فرص التخلص منها.
 
بين وحشية الأنظمة/ الوطنية/ وأنانية الغرب المفرطة، كان على العربي أن ينتظر، على امتداد القرون الماضية، لحظة ترتد الأمور إلى نصابها الطبيعي، وهي اللحظة التي لا تجيء عادة من تلقاء نفسها. إذ لا يمكن الرهان على/ صحوة ضمير غربية/ تسترد الحرية من خلالها جوهرها الكوني الواحد وتلقي بتفسيراتها المفترضة والمسلطة جانباَ، لتدفع الغرب، بالتالي، إلى القفز عن بنيته الراسخة: أفكار التفوق العرقي الدفينة، والنظرة الضيقة لمصالحه الاقتصادية وآليات تحقيقها. كما لا يمكن أبدا الرهان على/ ولادة جديدة/ للنظام العربي، فلذلك النظام بنيته المعقدة وثقافته الرخيصة التي ترى في/ الحاكم / تمثيلاَ مصغراَ لقوة الهية لا يسمح، وفقاَ لأحكام التفسير الأرعن للنص المقدس، أن تمس أو تهان، ليكون الرهان، والحال هذه، على طاقة افتراضية تدفع بتلك البنية إلى الانهيار من الداخل، هو محض رهان خاسر دفعنا، في انتظاره طويلاَ، تلك الضرائب المدمرة، المذكورة أعلاه، وغيرها الكثير. ليصبح تفكيك البنية الوحشية تلك هو مرهون، دائما وأبدا وفقط أيضا، بقوة الدفع الجماعية الخلاقة التي عشناها في سيدي بو زيد التونسية، في القاهرة، طرابلس وعمان، في درعا والمنامة وصنعاء. إلى آخر قلاع الظلام التي تتهاوى وتلك التي تنتظر.
 
للغرب أن يواصل، كما يحب ويشاء، فانتازيا التفسير الذاتي للحرية. أن يصعد بها إلى سقفها الأعلى داخل حدوده الجغرافية، وأن يفصلها ويفسرها على هواه، خارج تلك الجغرافيا، فتلك بنيته وثقافته الجميلة/ في الداخل/، وشديدة القبح في الخارج، وتلك مصالحه الأنانية العصية على التجاوز.
 
أما نحن، الجيران على هذه الأرض، فعلينا أن نرابط، مرة وإلى الأبد، عند جوهر الحرية الفعلي. جوهرها الإنساني العظيم، فلا خلاص إلا هناك، ولا استرجاع ممكن للحياة الممكنة إلا من هناك: من كياسات سيدي بو زيد وميادين القاهرة، ومن تلك الحارات العتيقة الجميلة في دمشق.

التعليقات