06/07/2011 - 10:51

أسطول الحرية- العالم إذ يتجند في خدمة "إسرائيل"!../ نواف الزرو

تصوروا....! الدولة الصهيونية تحتل فلسطين وتمارس شتى أشكال الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، وتقوم بمصادرة الأرض والتاريخ والتراث، وتفرض الحصارات والأطواق العسكرية على كل المدن والقرى والمخيمات، وتفرض أخطر حصار عسكري على قطاع غزة، بل وتحوله إلى أضخم وأخطر معسكر اعتقال جماعي على وجه الكرة الأرضية، ما يفترض أن تتحرك الأمم المتحدة والضمائر العالمية ضد هكذا إرهاب وحصارات صهيونية

أسطول الحرية- العالم إذ يتجند في خدمة
تصوروا....!
الدولة الصهيونية تحتل فلسطين وتمارس شتى أشكال الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، وتقوم بمصادرة الأرض والتاريخ والتراث، وتفرض الحصارات والأطواق العسكرية على كل المدن والقرى والمخيمات، وتفرض أخطر حصار عسكري على قطاع غزة، بل وتحوله إلى أضخم وأخطر معسكر اعتقال جماعي على وجه الكرة الأرضية، ما يفترض أن تتحرك الأمم المتحدة والضمائر العالمية ضد هكذا إرهاب وحصارات صهيونية.
 
غير أن الرياح في هذا الزمن لا تسير وفق القواعد والنظريات الطبيعية....!
فالصورة هنا في مسألة أسطول الحرية-2- التضامني مع غزة ، الذي يبادر المتضامنون فيه إلى محاولة لكسر الحصار الظالم على غزة، على عكس الأصول والقواعد والمواثيق والأخلاقيات الأممية.
 
فالرئيس الأمريكي أوباما بعظمته وهالته يتطوع ليطلب من رئيس الحكومة التركية، منع إبحار أسطول الحرية من تركيا إلى غزة لمنع تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا واقتراب تركيا من إيران- يديعوت احرونوت- الأربعاء 15 / 06 / 2011 ". ولاحقا بأيام، تجدد الولايات المتحدة موقفها الرافض لانطلاق أسطول "الحرية 2" لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مدعية أن الوضع الإنساني تحسن كثيراً في العام الماضي.
 
وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بياناً ذكرت فيه بما حصل في العام الماضي عندما انطلق أسطول الحرية الأول فحصلت "مواجهة بين القوات الإسرائيلية والناشطين" ما أدى إلى قتلى وإصابات. وقالت نولاند "نحن قلقون من أن عدداً من المجموعات ينظم في الذكرى السنوية الأولى للحادث أسطولاً ينطلق من عدة موانئ أوروبية إلى غزة في المستقبل القريب". واعتبرت أن "المجموعات التي تسعى لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة تقوم بأعمال غير مسؤولة واستفزازية تعرض سلامة ركابها" للخطر، مشيرة إلى وجود آليات أكثر فاعلية لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع// وكالات: 24/06/2011 ".
 
ويتجند للمعركة أيضا السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة، بان كي مون، ليدعو الحكومات في الشرق الأوسط إلى "الانضمام إلى الجهود المبذولة لمنع ناشطين متضامنين مع الشعب الفلسطيني من إطلاق أسطول حرية جديد لكسر الحصار عن قطاع غزة / 28/05/2011"، وقال الناطق بلسان الأمم المتحدة، مارتن نسيركي، للصحافيين "إن بان كي مون كتب أنه قلق من التقارير عن الأسطول الجديد، وأنه دعا كل الحكومات ذات الصلة إلى استخدام نفوذها لمنع إنطلاق أساطيل جديدة من الممكن أن تؤدي إلى "مواجهات عنيفة".
Bottom of Form
غير أن التطور المذهل الذي لم يخطر ببال أحد هو دور اليونان في الحكاية.
إذ
 
ربما لم يخطر ببال منظمي ومتضامني أسطول الحرية-2- أن يتجند العالم على هذا النحو المنافق والظالم في خدمة "إسرائيل" وحصارها الإجرامي على غزة وأهلها، كما لم يخطر ربما ببال القيادات الإسرائيلية نفسها أن تقوم اليونان مثلا بالمهمة الصعبة جدا التي كان مبرمجا أن تقوم بها "إسرائيل" نفسها بواسطة جيشها، فاليونان كما تابعنا استنفرت واقتحمت السفن ومنعتها من الإبحار الى غزة.
وكأن اليونان هي "إسرائيل"!..
وكأنها تخوض معركتها هي وليس معركة "إسرائيل".
 
تتابع المؤسسة الإسرائيلية باندهاش وإعجاب ما تقوم به اليونان نيابة عنها. فقد كان من المنتظر مثلا أن تقوم قوات الجيش الصهيوني- وقد استعدت على مدى شهور للمهمة- باقتحام السفن واعتقال متضامنيها، إلا أن قوات خفر السواحل اليونانية نابت عنها مساء الجمعة- الجمعة 1 / 07 / 2011 باقتحامها القارب الكندي، الذي يحمل اسم "تحرير"، وهو ضمن سفن "أسطول الحرية 2"، ومنعه من الإبحار نحو قطاع غزة، وذلك بعد أن اتخذت السلطات اليونانية قرارا بمنع الأسطول من الإبحار، وقامت بمصادرة كل الأوراق الرسمية الأصلية المتعلقة بتحرّك الأسطول، كما اعترض خفر السواحل اليوناني، سفينة أمريكية وهي إحدى سفن "أسطول الحرية 2"، التي قامت بتحدّي المنع اليوناني وأبحرت نحو قطاع غزة، وعلى متنها عدد من المتضامنين الأجانب والمساعدات الإنسانية.
 
وفي ضوء هذا التواطؤ اليوناني يمكن أن نذهب أبعد من ذلك لنتهم الأجهزة الأمنية اليونانية بالتوطؤ الكامل مع الموساد الإسرائيلي، وتمهيد الطرق أمامه للقيام بعمليتي تخريب السفينة الإيرلندية "حرية"، وكذلك السفينة النرويجية. فقد قال "ائتلاف أسطول الحرية" أن الطريقة التي تم فيها تخريب السفينتين الإيرلندية والنرويجية السويدية، وهما ضمن سفن "أسطول الحرية 2"، يدل على فاعل واحد، ويترافق مع التهديد الإسرائيلي باستخدام شتى السبل لمنع الأسطول من الانطلاق نحو قطاع غزة المحاصر، وأوضح في بيان مكتوب صادر عنه: "إن التحقيقات التي أجراها الائتلاف استنادًا إلى خبراء، تظهر أن عمليتي التخريب اللتين استهدفتا السفينتين، في كل من اليونان وتركيا، كانتا مدبرتين ولجهة تعمل لتنفيذ مخطط واحد". ولفتت النظر إلى أن الانطباع السائد هو أن "هناك فريق تخريب متكاملا، يضم مجموعة من الغواصين، الذين يشتبه بعلاقتهم بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي "الموساد"، من أجل تخريب هذه السفن وإحباط مسعى تحرّكها باتجاه قطاع غزة- الخميس 30/ 06/ 2011.
 
فلماذا إذن هذا الدور اليوناني المتواطئ ظلما ونفاقا مع"إسرائيل"...؟!
وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت الأحد 3 / 07 / 2011 عن "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره اليوناني جورج بابندريو اتفقا خلال مكالمة هاتفية على منع إبحار أسطول الحرية (2) لكسر الحصار عن غزة. وقالت صحيفة هآرتس "إن نتنياهو كرر خلال المكالمة الهاتفية أجراها مع نظيرة اليوناني الأربعاء الماضي طلب إسرائيل بأن تصدر الحكومة اليونانية أمرا بمنع إبحار سفن الأسطول باتجاه غزة، وإن رئيس الوزراء اليوناني وافق على هذا الطلب"، وعزت الصحف الاسرائيلية تعاون اليونان مع مطالب إسرائيل بمنع الأسطول إلى التعاون الأمني بين الدولتين خلال العام ونصف العام الأخير وفي أعقاب توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا خصوصا بعد الأحداث الدامية التي رافقت أسطول الحرية التركي في نهاية شهر مايو من العام المنصرم.
 
 وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل باعت الجيش اليوناني أسلحة حديثة ومتطورة، وطيرانها الحربي تدرب في الأجواء اليونانية، وأنه تم توجيه مئات آلاف السياح الإسرائيليين إلى اليونان وجزرها بدلا من المنتجعات التركية التي كانت تعج بالإسرائيليين في السنوات الماضية. وأضافت "أن إسرائيل وجهت تهديدا مبطنا لليونان بأنه في حال إبحار الأسطول سيذكر في التاريخ على أنه أسطول يوناني".
 
كنا مع"إسرائيل" واحدة في معركة أساطيل الحرية، وبتنا مع أكثر من"إسرائيل" بهذا التواطؤ الدولي معها، فعندما تتجند الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أوروبية في خدمة "إسرائيل"، لذلك تداعيات ودلات مرعبة تتعلق بحجم النفاق والتواطؤ الدولي مع تلك الدولة التي تمارس الإرهاب-إرهاب الدولة- على مدار الساعة منذ أكثر من سبعين عاما كاملة.
 
ولكن مع الأسى والأسف، فإن الغائب المغيب الأكبر في هذه المعادلة هو الحضور العربي الذي ما زال بلا وزن أو فعالية على المستوى الدولي....!

التعليقات